لا تخضع ل"حبسة الكاتب"، فقدان القدرة على الكتابة بين الحقيقة والوهم🔒✒️نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #13

مقدمة: 

  موضوعٌ متكررٌ كثير ما يؤرق الكتاب الحديث عنه، وكتب فيها العديد من المدونين تجاربهم الخاصة في تخطيه: "حبسة الكاتب" أو كما يسميها البعض "قفلة الكاتب" وقد أشرنا في عدد سابق من نشرتنا إلى نضوب الأفكار وجمودها، وهو سبب قد يوقفك عن الكتابة، ولكن عندما تكون الأفكار حاضرة، لكن الرغبة غائبة والقدرة على صياغتها مفقودة، وشعورك بركاكة جملك بدأ يجرفك بعيداً عن الكتابة، في تلك اللحظة تبدأ بالشك في هذه الأعراض، وترمي بنفسك في دوامة من الأسئلة، على رأسها؛  كيف أشفى من حبسة الكاتب! 

أن تنهض ذات يوم من مكتبك دون أن تستطيع كتابة كلمة واحدة، أمر أشبه بالكابوس، لكنه حقيقة، وهذه الحقيقة على مرارتها إلا أنها تحتاج مواجهة فعلية؛ فأكثر ما يُصعب مرور الكاتب بحبسة في الكتابة، هو المماطلة في معالجتها وتشخيصها أو إنكارها وعدم الاعتراف بها، بينما محاولة كشف اللثام عن ماورائها، سيسهل الوصول لعلاج مثالي؛ فالكاتب أدرى وأجدر بمعرفة نفسه من غيره واختيار الحل المناسب له، فأسباب الحبسة مختلفة من شخص لآخر مابين الإرهاق، تدني الثقة بالنفس، أو الخوف من الوقوع في الخطأ!

شخصياً كان المنقذ لي من حسبة الكتابة، ماشاركه الكثير من الكتاب المشاهير ذوي الإنتاج الغزير، وذلك بإبطال اعتقادي بالفكرة الرومانسية التي افترضْتُ دوام تواجدها بيني وبين الكتابة، اعتقادٌ يُلزمني بأن أعود للكتابة بمزاج عالٍ، واستلهام مستمر، بعد الانقطاع الوجيز!

ما قاله أشهر الكتاب عن حبسة الكاتب:

قامت إميلي تامبل بعمل مسح للمقابلات والمقالات المتنوعة لمجموعة من الكتّاب، ففي مقالة مترجمة لها على جزئين أوردت إميلي تامبل ملخص لآراء أشهر الكتاب في العالم الغربي، وعلى مايبدو أن معظمهم لديه موقف من حبسة الكاتب، وأنا أرى آراءهم عبارة عن تشجيع بالمضي قدماً وعدم الخضوع لفكرة عدم القدرة على الكتابة! 

حبسة الكاتب والمثالية: 

يتبنى نفس الاعتقاد "سميث جودين" (كاتب ومدون مشهور في مجال التسويق)، وإثر ذلك يقول في مقابلة له أنه لا يعترف بحبسة الكاتب، فهو ينظر إلى الكتابة على أنها فعل يحتاج إلى الإقدام أكثر من حاجته إلى الإلهام، وأن شعورك بأنك غير قادر على الكتابة ما هو إلا شعور بعدم قدرتك على الكتابة المثالية، لذا لا تخف من أن تكتب كتابة غير جيدة لأنك مع الاستمرار فيها، ستستعيد موهبتك.

حبسة الكاتب، مقاومة لمشروع شخصي كبير:

في كتابه حرب الفن، يقول "ستيفن برسفيلد" في وصف الشعور الذي يختبره معظم الكتاب في فترة من حياتهم، وهو شعور المقاومة اتجاه الكتابة، ومنها نشتق المعنى بأن حبسة الكاتب ماهي إلا دليل على أنك أمام مشروع عظيم غير مسبوق، يظهر على شكل مقاومة نابعة من الخوف! 

لذا ففي الأوقات التي تختبر فيها بعض أعراض حبسة الكاتب تشعر فيها بالخوف من الكتابة، كتابتك ليست بالمستوى المطلوب، الأفكار غير حاضرة وهناك رغبة بالتسويف أو المماطلة، سيكون من الجيد أن تُقدم على كتابة أي شيء، السر في تخطي هذه العقبات هو الاستمرار في الكتابة أيا كانت جودتها!

نؤمن أن لكل كاتب تجربته الخاصة الفريدة، فهل مررتم بحبسة الكاتب من قبل، كيف تخطيتموها، وماهي الحلول التي اجدت نفعاً معكم؟ ننتظر مشاركاتكم المثرية عن الموضوع!

كتابة وإعداد: إيمان السقاف

إشراف عام: أحمد قربان

التدوين من أجل فلسطين🇵🇸

تلبيةً للواجب الإنساني والأخوي، يطلق مرجع التدوين فعاليته في هاشتاق #التدوين_من_أجل_فلسطين، دعوة للكتاب والمدونين لنعيد إحياء أرضها من خلال توثيق تدويناتنا بصورها، وأغانيها، وثقافتها، وذكرياتها.

لقراءة الأعداد السابقة من النشرة:

 للإعلانات:

[email protected]