سعيد؟- العدد #59 |
| 27 نوفمبر 2025 • بواسطة عهد • #العدد 59 • عرض في المتصفح |
|
-تساؤل وجودي-
|
|
|
|
في القصيدة الشهيرة للأمير الشاعر خالد الفيصل «المعاناة» يختم أبياته قائلًا: |
|
«هذي حياتي عشتها كيف ما جات .. أخذ من أيامي وأرد العطيه» |
|
كيف هو رد العطيه؟ |
هل نفرح بما فيه الكفاية؟ |
|
في أحد نشراتي السابقة -والمقربة لقلبي- اللحظة المثالية ناقشت كيف هيّضت عيدياتي المتكدسة شعور تأجيل الفرح، وكيف أننا نثقل عاتق اللحظة السعيدة بانتظار لحظةٍ أسعد لنعيش الفرح بصورةٍ أكبر. تعيد نشرة اليوم هذا الموضوع من زاوية مختلفة، حينما شاهدت فيديو لوحدة تقول «الاستمتاع بالشيء مهارة».. |
|
كيف يعني مهارة؟ ألا تفرض المتعة نفسها فحسب ونقطن نحن في كنفها؟ بل أننا أحيانًا ببلاهة ننسى كيف نعيشها! |
|
«عيش لحظةٍ سعيدة لا يعني بالضرورة استشعارها» |
|
في أيامنا المفعمة بالعمل والروتين، ننسى أن نعيش المتعة في خضم الانشغالات، ولا أعني بالمتعة هنا اللحظات الكبيرة، ولكن تلك اللحظات البسيطة التي تتحكم عقولنا في أثرها، وتحدد ما إن كان لحظة عادية في يومنا أو اللحظة التي «تصنعه». |
|
لي قريبة كانت عندما تحكي لي عن يومها، تجعل من اللحظات البسيطة كقيادة سيارتها وشرب قهوتها وجلسة المغرب مع أسرتها لحظاتٍ شاعرية آسرة، كان تعرف كيف تعيش يومها رغم «قمة عاديته» ليكون سلسلة لحظاتٍ تُنعشها، وتنقذها من رتابة أيامها. وتعرف ما الذي حقًا لافت؟ أنها تعيش حياةً صعبة مكلومة! |
|
هذه العقلية التي تعرف «كيف تستمع» انقذتها من حواف الجنون، ولا لم تتبدل الأحوال أو ارتبطت بمادياتٍ معينة، بل هو مجرد صرف نظر لما هو حقيقي وبسيط وملموس. |
هي عقلية وقرار |
الانبســــــــــــــــــــــــــاط |
|
اختار الانبساط عنوانًا للفقرة عوضًا عن أي مفردةٍ أخرى، هذا «الانـــــشــــــراح» والتمدد والمرونة، وفي كلماتٍ أخرى «وساعة الصدر».. المفهوم الذي أبني عليه نشرة اليوم. فلا اقصد الأفراح الكبيرة والبهجة الخفّاقة التي تعزف أوتار القلب سعادة؛ ولكنه ذلك الانبساط الذي يجعل الأيام قيّمة دون أي مجهوداتٍ ضخمة، ببساطته وعفويته. |
|
الانبساط ليست حالة شعورية مفاجئة، ولكنها عقلية تُبنى باستمرار على الامتنان، عيش اللحظة، وفهم الذات بما يتفادى الهواجيس المهمومة -قدر الاستطاعة-. |
|
في مقالة ملهمة على calm.com تناقش أن السعادة تكمن في الموازنة بين المسؤوليات وبين الراحة والمتعة، وأن الاستمتاع يبدأ بممارساتٍ صغيرة سارّة كـ «التقهوي» بسلامة والاستمتاع بها كما يُملي بن هذال «صبوا لي الكيف وارهولي الدلّة.. البن الأشقر يداوي الرأس فنجاله» في إشارة للاحتساء على مهل. |
|
تكمل المقالة المعنونة "How to enjoy life" بعدة نصائح لافته، منها: |
|
- أوقات الراحة أولوية، تُمحي عبرها إرهاق العمل والتعب، وتتضمن أي ممارسة من شأنها أن تريحك كالمشي أو الأكل أو غيرها. |
|
- استثمر في نموك المعرفي، عبر الانخراط في نشاطاتٍ جديدة وتعلّم/ممارسة هوايات مختلفة كالقراءة والرياضة. |
|
- صادق السعيد تسعد، واحرص أن تحيط نفسك بمن لا يزيد الطين بلّة ولكن يدعمك ويعاونك، فالعلاقات الطيبة مفتاح أساسي للحياة الهنيئة. |
|
- عرّف سعادتك بما يناسبك، بتوقيتك وظروفك، لوحدك ومع الآخرين. لا يوجد شكل محدد للسعادة ولها أوجه عديدة، سواءً كانت في ساحات المطار للسياحة أو في جلسة الحديقة جنب بيتكم. |
|
ختامًا، السعادة فعلًا كما قالت فراشة لطف لي زمان «قــــرار» والتعيس ومن يختار التعاسة سيظل في غمته ولو كانت أمنياته تتراقص حوله محققة. |
|
لك تعريفك الخاص عن الانبساط؟ شاركني بالتعليق على النشرة أو الرد على الإيميل. |
|
كاتبتكم المعهودة على البساط المحمدي: عهد🌷 |
|
*إذا اعجبتك هذه النشرة أطّلع على أخواتها السابقات (: |
رومانسية الحياة -العدد #26 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
لحياة رقيقة
gohodhod.com
|
رابح اليانصيب - العدد #19 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
اهداء: لمن يحتاجها
gohodhod.com
|



التعليقات