رابح اليانصيب - العدد #19

بواسطة عهد #العدد 18 عرض في المتصفح
اهداء: لمن يحتاجها

إن الإلهام يدور في فلكنا، ويتساقط حولنا كزخات مطر منهمرة، وينصب على الفؤاد كإنصباب الندى على خدِ الزهر. ولإن الإلهام في قاموس الكاتب يعني نصًا جديدًا، أو رواية قادمة، أو حتى قد يكون مقالة لاذعة! أكتب هذه النشرة.

قد اطلق شرارة فكري ذات الفيلم الذي ذكرته في نشرةٍ سابقة (جلجلة عشرينية)، إذ ذكرت البطلة نقطةً بديهية حياتية لكن.. لما لا تكون اطروحة مدونتي هذه المرة؟

جلجلة عشرينية - العدد #17 - نشرة نَجوى عهد | هدهد

اهداء:لكل من يشاطرني جرعات الروتين المملة
t.co

يقول المثل الشهير "القناعة كنزٌ لا يفنى" لكن لن يقول لك احدهم أن عملية الاقتناع بذاتها ليست سهلة، خصوصًا حقيقة أن الإنسان بطبعه طــمـــاع! . في الفيلم ذكرت البطلة مثلًا اعجبني يشير إلى أنه من كان تعيسًا سيظل تعيس ولو ربح اليانصيب وأصبح ثري! والسعيد سيظل سعيدًا حتى لو كان على كرسيٍ متحرك!. مشيرةً هنا البطلة عن مفهوم جوهر تفكير المرء.

-الفوز-

-الفوز-

القناعة والامتنان أخوان!

إن المثل أصابني في وتري الحساس، فتخيل معي أن تكون إنسانًا جاحد، أو بمعنى ألطفه لك غير قنوع ثم يرزقك الله بكل احلامك لكن لأنك احمق متذمر لم تستطع إدراك النعم من حولك. إن جوهر تفكير المرء من يحدد مستقبله، ولالا لا اتطرق لتراهات الجذب وخرافات الدجال، لكن أشير إلى حقيقة أن على قدر رضاك وحسن ظنك بالله ستمشي حياتك إلى ما يسرك. وعمومًا هذا الفكر قد تظلّه مصاعب الحياة ومعوقات الدرب لكن لأن الجوهر هنا صافي سيعود الفكر لمجراه ولو بعد حين. قد لا أكون احسن متفائلة في الدنيا، وقد يعتريني احيانًا عجلة الإنسان وطمعه لكن كما قلت في سالف مدوناتي "اهذب نفسي". لا اتخيل أن اعيش بعد عشر سنين من اليوم وقد انعم الله علي بطيّب نعمه لكن لأنني متشائمة سلبية وغير قنوعة أكون لا أبصر الحقائق حولي وأكون كالرفيق في الأعلى الذي ربح اليانصيب لكنه لا يعجبه العجب ولا صيام رجب. 

وعلى ذكر القناعة يأتي الامتنان، كلاهما وجهين لذات العملة، العملة ذاتها التي -علّها- تشتري لنا طيب العيشه. كيف تكون مقتنع وراضي إن لم تمتن لما عندك؟ 

هل أنت حزين..أم فقط غير ممتن؟

سؤال قرأته مرة، وأيقظ في داخلي إدراك حقيقة إرتباط الإثنين. قد تملك سيارة فارهة ومنزل كبير وموظف في مكان احلامك، لكن قد تكون حزين لأنك تظن أنك لا تملك ما يكفي، أو في جملة آخرى قد تكون غير ممتن لحياتك هذه؟

العِبرة ليس فيما يمتلك الإنسان، قد تملك الدنيا كلها لكن تراها في عينك صغيرة لأنك غير قنوع بما تملك، وغير ممتن بما عندك، وتبحث في رفوف الآخرين ما تظنه ينقصك. لكن ربما لو امعنت النظر مجددًا ستجد أن حاجتك الوحيدة هي سنّ جوهرة فكرك وتوجيهها نحو القناعة. 

لا تراقب ما يملكه غيرك حتى لا تكره ما تملك!

الأديب والوزير الراحل: غازي القصيبي-رحمه الله-

عمومًا، يشوبنا بين الحين والآخر شيءٌ من اليأس والملل، ويصيبنا شطر من الإحباط والحزن؛ لأننا في نهاية المطاف إنس تريبنا حتى نسمة الهواء الباردة. لكن الذكرى مفيدة قد تنفع أحدنا في امسّ الحاجة لها. 

إلى اللقاء في نشرةٍ أخرى تأتيكم وأنتم في طيب القناعة، مفعمين بالرضا والامتنان.

كاتبتكم المعهودة: عهد🌷

مشاركة
نشرة نَجوى عهد

نشرة نَجوى عهد

نَجوى عهد، نشرة بريدية اسبوعية اشارككم فيها افكاري وتأملاتي وحتى هواجيسي التي ملّت حبس مذكراتي. جسرًا بيننا تغرّد فيه افكاري بحرية!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نَجوى عهد