المفاهيم الخاطئة حول استخدام الأدوية في رمضان 🌙 💊

يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة لإعادة ترتيب العادات الغذائية والصحية، ولكنه أيضًا يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تناول الأدوية بطريقة صحيحة. تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر سلبًا على صحة المرضى، وتسبب مضاعفات كان من الممكن تجنبها لو تم التعامل مع الأدوية بشكل علمي ومدروس. في هذا المقال، سنناقش بعض هذه المفاهيم الخاطئة، ونوضح الحقائق الطبية والصيدلانية المبنية على الأدلة.

التوقف عن تناول الأدوية تمامًا في رمضان لا يؤثر على الصحة

يعتقد بعض المرضى أنه يمكنهم الإمتناع عن تناول أدويتهم خلال ساعات الصيام أو حتى طوال الشهر دون أي ضرر لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، خصوصًا لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. التوقف المفاجئ عن بعض الأدوية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذا من الضروري استشارة الطبيب لتعديل الجرعات أو تغيير أوقات تناول الأدوية بما يتناسب مع الصيام.

يمكن تناول جميع الأدوية بعد الإفطار دون الحاجة إلى جدول زمني

يظن البعض أن جميع الأدوية يمكن تناولها مباشرة بعد الإفطار أو قبل السحور، بغض النظر عن تأثير ذلك على فعاليتها لكن الحقيقة أن بعض الأدوية تحتاج إلى فترات زمنية محددة بين الجرعات، وأخرى تحتاج إلى تناولها على معدة فارغة لضمان امتصاصها بشكل صحيح. لذا؛ من الضروري وضع جدول زمني مناسب للأدوية أثناء رمضان، بناءً على توصيات الطبيب أو الصيدلي.

جميع الأدوية تفطر الصائم

من أكثر المفاهيم الخاطئة شيوعًا هو الاعتقاد بأن أي دواء يدخل الجسم عن طريق الفم أو أي وسيلة أخرى يؤدي إلى الإفطار. في الحقيقة، هناك أدوية لا تفطر الصائم، مثل قطرات العين والأذن، بخاخات الربو، الكريمات الجلدية، والحقن غير المغذية (مثل الإنسولين). في المقابل، بعض الأدوية مثل الأقراص الفموية أو السوائل المغذية قد تفطر الصائم، لكن يمكن غالبًا تعديل مواعيدها دون الحاجة إلى الإفطار.

الأدوية ذات التأثير البطيء يمكن إيقافها خلال رمضان

يعتقد البعض أن الأدوية طويلة المفعول ليست ضرورية خلال رمضان، لكن بعض الأمراض تحتاج إلى جرعات منتظمة للحفاظ على استقرار الحالة الصحية. على سبيل المثال، أدوية مرضى الضغط قد تحتاج إلى تعديل الجرعات لتناسب أوقات الصيام، لكن لا يمكن التوقف عنها تمامًا.

تناول جرعة مضاعفة قبل الصيام يعوض الجرعة الفائتة

يعتقد بعض المرضى أنه إذا كان عليهم تفويت جرعة دواء أثناء النهار، فيمكنهم تعويضها بتناول جرعة مضاعفة أثناء الليل هذا التصرف قد يكون خطيرًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة أو زيادة احتمالية حدوث التسمم الدوائي. الحل الأفضل هو استشارة الطبيب لتعديل الجدول الزمني للدواء بما يتناسب مع الصيام.

الحقن تفطر الصائم دائمًا

هناك اعتقاد شائع بأن جميع أنواع الحقن تفطر الصائم، لكن كل من الفقهاء والأطباء والصيادلة أكدوا أن الحقن غير المغذية مثل الإنسولين، المضادات الحيوية، أو أدوية الحساسية لا تؤثر على الصيام. بينما الحقن الوريدية التي تحتوي على مغذيات مثل المحاليل الطبية قد تفطر الصائم لأنها تمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية.

كاتبة العدد : اسيل حميد  مراجعة وتدقيق : سماء حميد