رسالة قبل الإختبارات ✉️

10 مايو 2025 بواسطة نادي عقول #العدد 18 عرض في المتصفح
في أيام ما قبل الاختبارات النهائية، يعيش كثير من الطلاب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، تتزاحم فيه الأفكار، وتقلّ فيه الهمم، ويشعر البعض بالإنهاك أو حتى بالرغبة في الانسحاب. في هذا الوقت بالذات، يحتاج الإنسان إلى كلمة تُحيي فيه العزيمة، وإلى قصة تُشبهه، وتُشعره أنه ليس وحده في هذا الطريق.هذه النشرة كتبتها انطلاقًا من تجربة واقعية، قد يجد فيها الكثيرون أنفسهم، وقد تكون بفضل الله نورًا يُضيء العتمة في قلب طالب أنهكه التعب، ويبحث عن سبب ليواصل

عن الانطفاء والقدرة على الاستمرار

أنا طرفة، طالبة في كلية الصيدلة. بدأت عامي الدراسي الأول، في الفصل الأول، بحماس وشغف. كنت مستعدة للتعلّم، للاندماج، ولإثبات نفسي في تخصصي. مكان جديد، أناس جدد، وتجربة لم تكن سهلة، لكنني واصلت السير. نعم، واجهت لحظات ضعف، بكيت، وشعرت بثقل كل شيء، لكنني كنت أحاول.

وفي نهاية الفصل، اختفى كل شيء فجأة. اختفى الحماس، الطاقة، وحتى نفسيتي... كل شيء خمد. كنت أعود من الجامعة باكية، مثقلة بشعور لم أتمكن من تفسيره. راودتني فكرة الانسحاب أكثر من مرة، وكنت أفكر بجدية: "لا أريد الاستمرار، سأحوّل التخصص".

لكن من حولي أصرّوا على أن أُكمل. ومن العبارات التي سمعتها مرارًا: "لم يتبقَ سوى شهر... لا تُضيّعي تعبك." ومع إصرارهم، قررت أن أُكمل، وكنت أقول لنفسي: "سأنهي هذا المستوى بأي نتيجة، فقط لأخرج من هذا التخصص".

مرّ أسبوعان، وخفّت الضغوط قليلًا، وربط الله على قلبي. بدأت أذاكر للامتحانات النهائية، رغم أنني لم أكن واثقة من قدرتي. لكن الله كان معي، ولطفه سبقني. عاد الحماس تدريجيًا، بدأت أستشعر طاقة جديدة، وبدأت نتائج الاختبارات تظهر. وكل نتيجة كانت تهمس لي: "سعيك لم يذهب سدى."

الحمد لله، أنهيت الفصل بمعدل ممتاز. كنتُ أسعى منذ البداية، وابتُليت في دراستي، وكان ذلك اختبارًا من الله، لكن في النهاية، سعيي لم يُهدر.

الانطفاء ليس نهاية الطريق

اليوم، أؤمن أن اللحظات الصعبة لا تعني النهاية، وأن الانطفاء جزء من الطريق. لكن الاستمرار، ولو بأقل طاقة، هو ما يفتح أبواب التيسير. تمسّكوا بالسعي، واتركوا الباقي على ربّ كريم لا ينسى أحدًا.

ابحث عن الشمعة التي تُنير الطريق

ربما يشعر الكثير من الطلاب بما شعرت به، تختلف المجالات، ولكن السعي حاضر في كل درب. الانطفاء طريق صعب في مسيرة السعي، ولكن لأجل حلمك وكل تعبك، من واجبك أن تنهض، وتعمل، وتبحث عن تلك الشمعة التي تُنير دربك.

ويجب أن نوقن بأن كل لحظة صعبة مررنا بها هي لخير نجهله، وسنعرفه مع مرور الوقت. قد يسعى الإنسان طويلًا، ويبذل جهده، ثم فجأة تأتيه ظروف تحاربه بقوة، تُعطّل طريقه، وتُربك توقعاته. لكن! هنا نُدرك أننا بين يدي ربّ رحيم. تلك الظروف لم تأتِ لتُنهي أحلامك، بل لأن هذه هي سُنّة الحياة، تمرّ بكثير من المصاعب، لكنها تعوّض. وأحيانًا، أيها الإنسان، لا ترى أو تُدرك العِوض الذي تعيشه.

الرحلة ما زالت مستمرة، والطريق وعر، لكن لا بد أن ترى نبتة نبتت في صحراء قاحلة، حتى هي ساق الله لها رزقها.

نَكبر بالسعي لا بالوصول

ليست كل نتيجة انعكاسًا لحجم الجهد المبذول، وأحيانًا نتعب ونجتهد ولا نصل إلى ما نرجوه. لكن، هل يعني ذلك أن كل شيء ضاع؟ أبدًا. أحيانًا ننشغل بالنتائج، نُطارد الكمال، ونقيس نجاحنا بما نُحققه في النهاية. لكن الحقيقة؟ السعي هو القيمة الحقيقية. السعي هو ما يصنعنا، أما النتيجة، فهي مجرد محطة، وليست نهاية. كن فخورًا بسعيك، لا بالنتيجة فقط.

النتائج ليست دائمًا بأيدينا

ليست النتائج دومًا ضمن سيطرتنا، لكن الجهد دائمًا من مسؤوليتنا. قد نؤدي كل ما في وسعنا: نذاكر، نتعب، نسهر، وندعو، ومع ذلك لا تأتي النتيجة كما نرجو. فنظل نتساءل: ماذا كان ينقصني؟ هل قصّرت؟ أحيانًا، لم يكن ينقصك شيء. لأن الحقيقة التي ينبغي أن نستوعبها: النتائج ليست دائمًا بأيدينا. ما نملكه هو النية، والإخلاص، وبذل الجهد. أما الباقي، فنوكله إلى الله تعالى. وسعيك لا يضيع عبثًا.

حديث نبوي يختصر كل شيء

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له." رواه مسلم

دمتم سالمين،

كتابة : طرفة خالد ،تحرير : سماء حميد

تابعونا على 👇 

TikTok
X
Instagram
مشاركة
نشرة عقول

نشرة عقول

نشرة عقول هي نشرة بريدية تصلك بشكل دوري على صندوقك البريدي بأحدث مستجدات الأبحاث الصحية ومعلوماتها الثرية والماتعة

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة عقول