رحلة العقول مابين النسيان والترسيخ 🎞️🧠 |
بواسطة نادي عقول التطوعي • #العدد 7 • عرض في المتصفح |
تمر حياتنا اليومية بسلسلة متواصلة من الأحداث، بعضها يرسخ في خلايا الدماغ بشكل عميق رغم عدم أهميته، والبعض الآخر يتلاشى وكأنه لم يكن. فما السبب وراء ذلك؟ وما هي العوامل التي تجعل بعض الذكريات أكثر رسوخًا من غيرها؟
|
|
ترتبط عملية تثبيت الذكريات في الدماغ بعدة عوامل، تشمل عوامل نفسية وعصبية، تعمل بطريقة تلقائية دون تدخل مباشر أو وعي كامل من الفرد. في هذه النشرة، سنتناول أبرز الأسباب والنظريات التي تفسر آلية التخزين في الدماغ. |
1. الاتصال العاطفي وارتباطه بالنسيان الزمني |
الذكريات المرتبطة بمشاعر قوية، مثل: الخوف، السعادة، أو الحزن، تُخزن في الدماغ بشكل أعمق مقارنة بالذكريات الأخرى. يعود السبب إلى دور اللوزة الدماغية (Corpus amygdaloideum)، وهي منطقة مسؤولة عن معالجة المشاعر والذكريات العاطفية. |
عندما يحدث موقف يثير عاطفة قوية، تقوم اللوزة بتفعيل آلية تخزين مميزة، مما يجعل الذكريات المرتبطة به أسرع استرجاعًا وأقل عرضة للنسيان، حتى دون الحاجة إلى تكرارها. |
2. التكرار الدوري والمراجعة |
التكرار المستمر لذكرى معينة يجعلها أكثر ترسيخًا في الدماغ بسبب تقوية الروابط العصبية بين خلايا الدماغ، وهي عملية تُعرف بـ"تعزيز المسار العصبي " (Long-Term Potentiation). يتجلى هذا التأثير حتى في الحالات التي لا يدرك فيها الشخص التكرار، مثل تكرار مواقف مشابهة أو مرور أحداث ترتبط بتجارب سابقة. كلما حلل الإنسان التجربة وربطها بمعلومات أو ذكريات قديمة، زادت قوة تخزينها في الدماغ. هذا يُفسر ما يُعرف بـ"المعالجة العميقة للذاكرة"، وهي عملية تجعل الذكرى أكثر معنى وترابطًا مقارنة بالذكريات السطحية التي تتلاشى بسهولة. |
3. الاستثناء |
التجارب الفريدة أو المختلفة عن الروتين اليومي تترك بصمة أقوى في الدماغ. عندما يحدث موقف غير مألوف أو يتضمن تجربة حسية جديدة، مثل تذوق طعام لأول مرة أو سماع صوت مميز، يتم تنشيط مراكز الذاكرة بشكل أكثر فعالية. |
هذا النوع من الذكريات يظل ثابتًا لأن الدماغ يميل إلى إعطاء أولوية للمواقف التي تكسر الروتين وتثير انتباهه، سواء كانت مرتبطة بحواس معينة أو بمواقف فريدة. |
4. العوامل البيولوجية |
• النوم: يلعب النوم دورًا أساسيًا في تثبيت الذكريات. خلال مراحل النوم العميق، تحدث عملية "توحيد الذكريات"، حيث تُنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى. لهذا السبب، فإن نقص النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة على تخزين واسترجاع الذكريات. |
• النواقل العصبية: تعمل النواقل العصبية كوسيط لنقل المعلومات بين خلايا الدماغ. كلما كانت هذه النواقل تعمل بكفاءة، زاد تأثيرها على ترسيخ الذكريات. يمكن تحسين إنتاج النواقل العصبية من خلال اتباع عادات صحية، مثل ممارسة الرياضة وتناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للدماغ. |
5. تنشيط الدماغ العشوائي والتشويش المعرفي |
أثناء فترات الراحة، خاصة خلال النوم، يقوم الدماغ بتنشيط مسارات عصبية عشوائية، مما يؤدي إلى استرجاع ذكريات قد تكون غير ذات أهمية. مع تكرار هذا التنشيط، تترسخ بعض هذه الذكريات في الدماغ دون وعي. وفي أوقات الإجهاد أو التركيز العالي، قد يعاني الدماغ من تشويش معرفي، حيث تتداخل المعلومات الجديدة مع الذكريات القديمة، مما يؤدي إلى تثبيت بعضها بشكل غير مقصود. |
دمتم سالمين، كاتبة النشرة : شيم الزارع ، محررة النشرة :غاده العنزي ، إعداد:عبدالعزيز البقمي |
*** |
• اكتشف اسرار الزائدة الدودية 🪱 |
اقرأ |
• ألزهايمر، رحلة معقدة في عالم الذاكرة 🧠 |
اقرأ |
• هل الكتابة حقًا تساعد في شفاء الروح؟ 🤔⁉️ |
اقرأ |
لا تنسوا الاشتراك في نشرتنا ليصلكم كل جديد وتابعونا على : |
X |
التعليقات