نقد سلسلة المثلية | الجزء 5 | ملاحظات على المقال 4

بواسطة أحمد أبوطالب #العدد 7 عرض في المتصفح

المقال الرابع: ماذا كتب؟

شرحت معنى الإسراف(بل أنتم قوم مسرفون)في المقال السابق ونوّهت على أن المثلية في أصلها هي احتياج جسدي نفسي عاطفي.ودامها احتياج حقيقي فهي لا تدخل تحت مسمى الإسراف.ومن جانب آخر علينا أن نفهم بأن القرآن حمّال أوجه بآياته فحتى كلمة مسرفون مع بقية سياق الآيات الخاصة بقوم لوط قد تحتمل أن قوم لوط كانوا غيريي الجنس بالأصل ومن ثم مع احتقان الطاقة لديهم لسبب ما بدأ تفريغها بتلك الممارسات الشاذة التي وضحتها مسبقا(وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون).على أي حال كثر الكلام عن قوم لوط وماهية طقوسهم الهابطة والتي لم تقتصر فقط على الممارسات الجنسية بنظري وإلاّ فلم دخلت معهم زوجة النبي لوط في العذاب وهي قطعا لم تشاركهم في أي من الطقوس الجنسية وليس الأمر كما يقول البعض أنها وافقتهم فقط على الممارسات الجنسية الشاذة وأقول ما مصلحتها من هكذا موافقة ليس لها فيها ناقة ولا جمل!.إلاّ أنها وافقتهم وربما شاركتهم في دائرة طقوس هابطة أوسع من الممارسات الجنسية..بالعودة إلى الحديث عن الجانب الديني وعلاقته بالمثلية قلت بأن جميع الأديان لم تتطرق للمثلية بشكل واضح وصريح وجازم.ولا أقول بأنها دعمتها أو صرحت بها.ففي نظري الأديان وخاصة الإبراهيمية منها تطرقت لتصنيف وتفصيل الممارسات الجنسية بين حلال وحرام وليس الميول الجنسي نفسه.فمثلا نجد في القرآن -اضافة إلى ما تم ذكره سابقا- حديثه عن ذو القرنين وأنه كان ملكا من عباد الله الصالحين.وذو القرنين عند بعض المفسرين و أغلب المؤرخين هو نفسه الإسكندر الأكبر المقدوني.ولا يختلف اثنان من المؤرخين أن الإسكندر كان مثلي الجنس.فلو صح ذلك فعلا بتطابق أحداث الإسكندر تاريخيا وقصة ذو القرنين في القرآن فهذا يؤكد على أن الدين لا يهتم بنوع الميول الجنسي أصلا ولا يبني عليه حكما.ويكتفي بغض الطرف عن ميولك الجنسي إن لم يتطرف إلى ممارسات فيها ظلم وعدوان وإسراف..وهنا نقطة مهمة بأن المثلية لا تعتبر مقياسا لوجود الأخلاق أو انعدامها.كونك مثلي الجنس فهذا أبدا لا يقتضي أنك بلا أخلاق.تماما كمَثَل الحجاب عند السيدات والذي جعله المجتمع مقياسا للعفة والشرف.وهذه نقطة غاية في الأهمية فمسألة الأخلاق ليس لها علاقة بالمثلية أو الحجاب.ولا حتى الدين يجعل معتنقه أكثر أخلاقا(خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام)..ومن زاوية أخرى ربما لم تهتم الأديان ما قبل الإبراهيمية بالمثلية لأنها كانت ظاهرة عادية ومنتشرة في الحضارات القديمة.ولم تركز الأديان الإبراهيمية على الموضوع لانعدام المثلية كظاهرة شائعة في المجتمع آن ذاك عند اليهود والمسيحيين والمسلمين.كل الإحتمالات واردة نعم..يُتبع

كاتب المقال الأصلي RAHMAN🌻عَبْدُ الرّحْمَن

ملاحظات على المقال الرابع:

  • بدأ الجزء الرابع بنتيجة حتمية مرة أخرى وهي أن المثلية أصلها احتياج جسدي نفسي عاطفي اذا لم تكن اسرافاً، دون أي مقدمات.
  • كل شيء متعلق بالإنسان هو جسدي نفسي عاطفي، ولكن ليس كل ما هو مرتبط بذلك صحيحا. فكل فعل إنساني هو جسدي نفسي عاطفي، وهذا لا يدل على صحة المثلية. لأن السارق حينما يسرق فهو يفعل ذلك لكي يغذي نفسه وجسده وعاطفته.
  • ثم قرر أن المثلية كما وصفها لا يمكن أن تندرج تحت تعريف الإسراف؟ كيف وصل إلى هذه النتائج المركبة بهذه السرعة؟
  • يعتبر الكاتب "ضمنياً" أن ما أسماه بالميول الإنساني دليل صحة وتشريع، ماذا لو كانت ميول الفرد سيئة وخطيرة، من يقيم صحة الميول الإنساني؟ وإذا قال أن الميول الإنسانية الخطيرة والسيئة لا يعتبرها صحة للتشريع، فما هي أدلته على أن هذا الميول سليم أو شرير، من يحدد ما هي الميول الإنسانية السليمة وما هي الميول الإنسانية الرديئة؟ 
  • نعود مجدداً للجدلية الأساسية من يضع الحدود لحرية الإنسان؟
  • وضع نتيجة جديدة وهي أن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني؟ ثم أضاف عليها مغالطة أخرى حين قال: لا يختلف المؤرخون أنه كان مثلياً؟ أين الدليل على ذلك؟ 
  • هذه المغالطة للأسف تشبه مغالطة بعض علماء الدين حينما يستخدمون جملة: أجمع الفقهاء كدليل، وهي في الحقيقة لا تصح.
  • ثم وضع مغالطة أخرى أن الميول الجنسية ليس لها علاقة بالأخلاق، في الحقيقة ليس لها علاقة بتاتاً. لا حُسن الخلق ولا سوءها سيغير من حقيقة الفعل. فلو جاء إليك سارق دمث الأخلاق فلن يلغي كونه سارقاً.
  • ثم خلص بهذه المقدمات الركيكة إلى نتيجة مفادها أن القرآن والدين لا يهمهما الميول الجنسية، كيف خلص إلى هذه النتيجة المهمة جدا بهذه المقدمات الركيكة؟

لإكمال القراءة: الجزء السادس: ملاحظات على المقال 5

مشاركة
نشرة نقد الفكر الغربي

نشرة نقد الفكر الغربي

النقد مفهوم إيجابي معناه: تمييز الجيد من الرديء لأي شيء. فعندما تنتقد الفكر الغربي يعني ذلك: أنك تميز بين الجيد والرديء فيه لتختار الجيد وتتجنب الرديء. سنكتب عن عناويين مهمة ابرزها الإلحاد وغيرها من المواضيع الملحة.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نقد الفكر الغربي