في وداع رمضان.. كيف تكون إيجابيًا وتحتفظ بمشاعره وتأثيره أطول فترة ممكنة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد منَّ الله علينا بشهر فضيل نتقرب فيه إليه بالطاعات، نسأل الله القبول. وها نحن نودعه اليوم بقلوب يملؤها الحب والشوق لهذا الموسم الفاخر الذي أزهرت فيه قلوبنا، وتعلقت فيه أرواحنا بآمالٍ عند الوهّاب لأمانيَ نرجوها، فاللهم تقبل منا أعمالنا، واستجب لنا دعواتنا، وحقق أمانينا يا رب العالمين.

نحمد الله ونشكره على ما منَّ به علينا من نعم لا تُعد ولا تُحصى، ونستغفره من كل ذنب أو خطيئة أو تقصير، فاللهم اغفر زلاتنا، وإسرافنا في أمرنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

وإن كانت هذه الليلة هي المكملة للثلاثين من الشهر الفضيل، فينبغي على الكيّس الفطن -وكلنا كذلك إن شاء الله- أن نجتهد في الذكر والدعاء وقراءة القرآن، فعسى الله أن يغفر لنا ويعتقنا من النار في هذه الليلة. ولنودّع شهرنا الحبيب بالحمد والشكر، كما نودعه بالتوبة والإنابة والرجاء.

🏆كيف نحتفظ بإيجابية رمضان وتأثيره؟

وداع هذا الشهر، هو بابٌ جديد لحياة أفضل بإذن الله، إذا تمسكنا بأخلاقه، وطاعاته، وأخذنا من قوة صبرنا وعزيمتنا إلى بقية السنة، فإنها إطلالة رائعة على عام قادم ينتظرنا، فرمضان ليس شهرًا بل أسلوب حياة، ولقد أثبتنا أن التغيير الإيجابي ليس مستحيلًا، بل أثبتنا أننا قادرون بعون الله، فالأخلاق التي اكتسبناها، والدروس التي قمنا بها وتعلمناها، والصفات التي تحلينا بها شهرًا كاملًا، لو أردنا، ستكون ملازمة لشخصياتنا طيلة حياتنا.. وهنا تكمن قوة التغيير. طالع هذا العدد [كيف تستفيد من رمضان باعتباره مدرسة غنية بأهم المناهج العالمية؟] حيث أن به تفاصيل مهمة.

⏰تذكير:

تصرف زكاة الفطر من البارحة إلى قبيل صلاة العيد للمحتاجين، كي نفرح جميعًا، عسى أن يتقبل الله صيامنا.

وكما ذكرنا في عدد سابق أن من علامات قبول العمل في رمضان استمراره بعده، فمن ذلك نافلة الصيام، ولعل أرجاها صيام الست من شوال فقد أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ}.

🎉فرحة العيد:

عيدكم مبارك، ومن العايدين والفايزين بإذن الله، لنطبق السنة، ونحتفل بالعيد مع الأهل والأقارب والمعارف، لنعايدهم باللقاء والاتصال حسب ما يتيسّر، ولنقدم العيديات البسيطة فبها تفرح القلوب وتأتلف، وتزيد روابط الألفة والمحبة.

ومن شكر النعمة أن لا تُقابل بمعصية، فليكن عيدنا فرحة بلا منكرات.

🛑لحظة توقف:

خطتك التي وضعتها لرمضان بداية الشهر هل تمت كما تحب.. أم أنه اعتراها شيء! عُد إليها وتأملها.. فإن لم تكن كما تُحب، فتفحّص الأسباب! إنها هي نفسها التي تُخيّب ظنك في كل خطة تخططها لحياتك بشكل عام، أو لأهدافك على الخصوص، فانتبه ✋

في هذا الختام الجميل، لا ننسَ أن ندعو لأنفسنا وأحبتنا بالقبول والعتق من النار، وأن يثبتنا الله على جميل ما اكتسبناه في هذا الشهر. كما لا ننسَ أن ندعو لإخواننا المستضعفين في كل مكان، أن يجبرهم الله وينصرهم ويثبتهم ويكشف همهم وكربهم.

أشكرك حيث وصلت معي إلى آخر الأعداد الرمضانية الخمسة.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.

إن رأيته مفيدًا فشاركه مع الآخرين.

واكتب لي في التعليقات ما تحب أن أكتب لكم عنه في الأعداد القادمة.. شكرًا مقدمًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.