ما هي آخر مرة كنتَ فيها مفترِسًا؟ |
26 مايو 2025 • بواسطة مريم الهاجري • #العدد 65 • عرض في المتصفح |
عدم اتخاذ القرار... قرار
|
|
هل تجد العنوان قاسيًا.. حسنًا.. سأُعدّله: |
ما هي آخر مرة كنتَ مكتئبًا؟ |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
أهلًا وسهلًا بكم.. حيّ الله رفقاء الدرب، ومرحبا بالمتابعين الجدد.. أنا مريم الهاجري، مدربة وكاتبة، وأنت الآن تقرأ العدد 65 من نشرة عـمــــق البريدية المختصة بتطوير الذات. |
⚠️ تنبيه: |
أرحب بكل القراء.. وحديثي الآن ليس موجهًا للذين يُعانون من الاكتئاب وتم تشخيصهم طبيًا بذلك، لأنني لست طبيبة ولا مختصة.. إنما أوجه هذا العدد للذين سمحوا لأنفسهم بأن تخطوا خطوات بعيدة عن النور والسلام النفسي. |
ربما تتساءل ما علاقة الافتراس بالاكتئاب؟ |
ستجد الإجابة نهاية العدد. |
كيف تكون مكتئبًا؟ |
تفاجأت اليوم.. حينما خطرت ببالي فكرة جميلة.. وهممت ذهنيًا لتحديد أهم النقاط لتنفيذها.. ثم.. |
يا إلهي.. تحتاج الفكرة لتذكر مواقف إيجابية دافئة من أشخاص معينين، وأول ما بدر لذهني هي تلك المواقف القاسية التي مررت بها معهم! للأسف.. الذاكرة تحتفظ وتسترجع سريعًا المواقف الصعبة والسيئة قبل تلك الجميلة الحنونة؛ واستمرار الحال كهذه هو مبشر بل سمه نذيرًا -إن شئت- لحالات من الإكتئاب! |
هل أنا مكتئبة؟ بالطبع لا.. ما دامت هذه حالة عابرة، ولم أسمح لها بالتفشي! |
![]() مقطع من قصيدة إيليا أبو ماضي من موقع الديوان |
لذلك.. دوّن تلك اللحظات الجميلة في ذاكرة ليست بشرية لتعود إليها حينما تقسو ظروفك فتبتسم، وتستمد منها ولأجلها طاقتك.. وأنصحك بقوة بالاطّلاع على كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ عبدالرحمن السعدي -بالمناسبة هو كتاب قصير لا يتجاوز 37 صفحة بأسلوبه اللطيف، ثم قصيدة إيليا أبو ماضي التي أرفقت شيئًا منها بالصورة أعلاه. |
*** |
نحن لسنا مرضى نفسيين.. إلا أننا نتعرض لأمور قاسية بطبيعة الحال، ولكنها -في الغالب- تصيب كل البشر.. فلماذا يتجاوزها أُناس، ويتعثّر بها آخرون؟ |
باختصار.. الذين تجاوزوها هم قرروا ذلك، ونفذوا فورًا، فتجاوزوها رغم الآلام والصعاب.. والذين تعثّروا بها ألقوا في مواجهتها كل أسلحتهم فكانت أقوى منهم.. واقتنعوا بذلك.. فلم يقرروا تجاوزها.. وفي الحقيقة أن ذلك كان قرارًا منهم بأن يبقوا متعثرين.. فعدم اتخاذ القرار.. هو قرارٌ بحد ذاته! |
ما الحل إذًا؟ |
فورًا.. اقطع التفكير السلبي.. التفكير السلبي لا يخدمك أبدًا.. إنما يضرك.. أتدري لماذا؟ لأنه من الشيطان {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}. قد تتساءل كيف أقطع التفكير السلبي؟ ما هي الطرق المعينة لي على ذلك؟ |
1️⃣ بالعزم والتنفيذ فورًا متوكلًا على الله مستعينًا به، فما أن تتبادر إلى ذهنك الفكرة السلبية إلا وقطعتها فورًا، ولم تسترسل فيها لأنها ستكبر وتتمدد، أوقف التفكير بها فورًا، واصرف ذهنك إلى عملٍ يشغلك أيًّا كان. |
2️⃣ مما يساعدك على التخلص من التفكير السلبي هو ذكر الله بشكل عام وخصوصًا التسبيح { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة الإبراهيمية فقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الذي سأله عنها فقال: {إذًا تُكفى همك، ويُغفر ذنبك} وهو الذي تريده الآن. اطّلع على الصفحة للمزيد الذي سيريحك بإذن الله. |
3️⃣ الانخراط في عمل بدني وعدم الاستسلام للفراغ.. |
إن الشباب والفراغ والجِدَهْ مفسدةٌ للمرءِ أيُّ مفسده |
إن الارتباط بأعمال أو مجموعات إيجابية خير مُعين لمحاربة التفكير السلبي، ومن ذلك التطوّع، فهو صدقة عملية لا تتطلب مالًا، بل جهدًا ذهنيًا أو بدنيًا.. وهو ما يُضيّق المجال على التفكير السلبي، لأنه يصرف الذهن لأمورٍ أخرى.. وبما أنه من الصدقات، فأعمال الخير تأتي بالخير. |
4️⃣ الدعاء.. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: |
أَتَـهــزَأُ بِالدُعـــــاءِ وَتَــزدَريــــــهِ وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ |
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن لَها أَمَـدٌ وَلِلأَمَــدِ اِنـقِـضـــاءُ |
ما الذي يمنعك من الدعاء والله تبارك في عُلاه يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فالدعاء يصنع المعجزات.. ولكن انتبه.. لا تبقَ عالقًا في دوامتك منتظرًا نتيجة دعائك.. بل ادعُ واسعَ للتغيير. |
*** |
نعود إلى سؤال العنوان: |
ما علاقة الافتراس بالاكتئاب؟ |
سأجيبك باختصار قدر ما أستطيع.. |
إننا حينما نسمح لأنفسنا بالاكتئاب، -ليس الاكتئاب المصنف طبيًا أنه اكتئاب مَرَضي- فإننا نسمح لهذا التفكير السلبي بأن يفترسنا! إذًا نحن نفترس أنفسنا دون أن نشعر! |
نحن الذين نُسلّط عليها الشيطان ووساوسه.. إننا لا نعلم ما هي النهاية التي سنصير إليها 😫 |
ما الدليل القاطع بنهاياتنا.. إننا لا نعلم الغيب.. ولكننا سمحنا لأنفسنا وسلّطنا الشيطان علينا بالتفكير السلبي، وبرسم صورة سلبية للمستقبل في أذهاننا.. وبناءً عليه تسير خُطانا.. إنها ليست صُدفة.. لماذا يعيش المتفائلون حياة أفضل من المتشائمين؟ لأن المتفائلين يرون الفُرص، والمتشائمين يرون العقبات.. هكذا بكل بساطة ✋ |
ختامًا.. |
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: {أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظُنَّ بي ما شاء} إذا كان الله سيجازيك على ظنك به.. وبناءً عليه ستكون حياتك.. أفلا تظن به ظنًا حسنًا وهو الرب الأكرم والأرحم وهو اللطيف الودود المعين على كل حوائجك العليم بكل ما يحزنك ويؤذيك؟ |
عمومًا.. |
إذا افترضنا أن الله كتب لك أن تعيش إلى عمر المئة.. لِمَ تحكم على نفسك أن تعيش الثمانون أو السبعون سنة القادمة بئيسًا؟! |
السعادة قرار واختيار.. فاختر لنفسك.. |
من العدد السابق.. |
في العدد السابق، نسيت وجلَّ من لا يسهو سبحانه، ولم أُرفق لكم رابط حاسبة السعرات الحرارية من وزارة الصحة.. وتعذّر علي إرفاقه في منصة إكس.. حيث لم تكن المنصة إذ ذاك على ما يُرام (بالمناسبة للعطل الذي أصابها لمّح إيلون ماسك أنه يجب أن يدير أموره بنفسه كفانا الله شر إدارته وتقلبات مزاجه😅 ).. والآن أرفق لكم الرابط هنا. مع أنني عدّلته فيما بعد في المتصفح. |
شكرًا لكم حيث وصلتم معي إلى هنا.. الحمدلله.. واستغفر الله من كل زلل وتقصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
لطلب الخدمات |
تجدني هنــــــا |
التعليقات