بين تشجيع البدايات وتصفيق النهايات.. مساحات خاصة لا يراها الآخرون! |
11 أغسطس 2025 • بواسطة مريم الهاجري • #العدد 75 • عرض في المتصفح |
ماذا سيحدث لو أنّا خرجنا من بوتقة الألم واليأس.. وألقينا نظرة على صورة الحياة من أعلى؟
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
صباح الخير يا أصدقاء.. كيف مضت بكم الأيام.. وأين ألقتْ بكم مراكبها؟ |
![]() |
يُسابقنا الشغف، وتحدونا رؤية المستقبل المشرق أن نرسم الأحلام الوردية لنجاحاتنا.. بل تجعلنا نتفنن في ذلك.. |
نبدأ على بركة الله، مستعينين بتوفيقه، طالبين عونه وهداه.. نفكّر ونضع أفضل الخطط بأرقّ الأحلام وأعذب المُنى.. نمضي في درب الأحلام، فيحظى بعضنا في بداياته بالتشجيع، والبعض الآخر يظفر مع التشجيع بالتصفيق.. ثم ماذا؟ |
تتبعثر خُطى البدايات المسرعة، ونظل صامدين، ومصرّين على الثبات، واقفين بكل شموخ رغم الانكسارات، لنُكمل المسير، وعند اقترابنا من المنعطف الأول، يخفت التشجيع، ويَقِلّ التصفيق حتى يتلاشى.. ثم نجد أنفسنا وحدنا تمامًا في بقية الرحلة كما يقول د. محمد الحاجي: |
غالبًا الناس تشجعك خلال بداية الرحلة وعند خط النهاية، ولكن هناك وقت آخر مهم جدًا يُفتقد فيه السند؛ المنتصف الجاف الموحش.. منتصف الشهادة، منتصف التربية، منتصف الوظيفة، منتصف المشاريع، منتصف العلاج.. |
إلّا أننا نصمد.. ونُعلّل أنفسنا بأن هذا الدرب دربنا، وقد اخترنا سلوكه، فعلينا المُضي قُدُمًا رغم المشاق.. ولعلنا نُسلّي أنفسنا في هذه المحطّة بقول المتنبي: |
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ |
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ |
الثبات في منتصف هذا الطريق المُظلم، الخالي من المؤيدين والمُصفقين هو ما يرسم النهايات السعيدة! رغم قسوته ووحشته ودموعه، رغم ساعات السهر الشاحبة، وأيام العمل والكد اللاهبة.. لذلك نحن نتفاءل بنهايات تليق بنا، وبأخلاقنا وطموحاتنا.. وكما يقول د. محمد الحاجي: |
علينا أن نتقن المنتصف، المُمل، المُرهق، الساحق للروح.. هناك تتحدد الانتصارات.. أما النهايات فهي ملأى بالحشود والورود. |
حماس البدايات.. الثبات في منتصف الطرق والمسارات.. جمال وفرحة النهايات.. ثلاث جمل هي إطار عام لحياتنا.. يغوص فينا ونتعمّق فيه؛ فترهقنا العقبات والعثرات.. تشُلُّ تفكيرنا لهول ما نجد، وتتلبسنا الدموع والأحزان.. ولو أنّا خرجنا من بوتقة الألم واليأس.. وألقينا نظرةً على صورة الحياة من أعلى لأغرتنا النهايات السعيدة.. وبثّت فينا الصبر، بل ولأشعلت جذوة الحماس من جديد.. ولكن هذه المرة .. في منتصف الطريق. |
بدايات جميلة ونهايات سعيدة أرجوها لكم.. |
ومضة |
كل بداية ومنتصف ونهاية لم يكن لله وبالله لا بركة فيه، وكل شيء خلا من حسن الظن بالله ومن تقوى الله لا بركة فيه ولا توفيق.. {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الصورة البارزة من بنترست |
تجدني هُـنــــا |
لخدمات الكتابة والاستشارات والتدريب |
التعليقات