عِشْنا وشُفْنا أنّ الخطأ في الكتابة أصبح مزيّة!

بواسطة مريم بازرعة #العدد 5 عرض في المتصفح
الحكْمة ضالّة المؤمن قد تجدها في مشهد من فيلم

مرحبًا أيّها الصّديق الوفيّ،

لعلّك قرأت العدد السابق من نشرتي البريديّة، أحسبُ أنّه إطلاق جديد لنشرتي البريديّة المتعثّرة. كتبتُ العدد السابق بسرعة وحماس، وبعد النّشر حدث الشيء الذي يحدث عادةً بعد كلّ عمليّة نشر، ألا وهو أسئلة التشكيك: هل هناك خطأ؟ هل هناك ضعف؟ هل شطحتُ في كتابتي؟ .. إلى غير ذلك من الأسئلة التي تكون أحيانًا تفصيلية.

أشاركك ذلك لتطمئن أنّك لست وحدك عندما تشكّك في كتاباتك، وأنّ ذلك يحدث لن أقول دائمًا ولكنّه يحدث بين حين وآخر؛ لذا يجب أن تتعلّم كيف تتعامل معه وتتخلّص منه.

سأخبرك كيف تعاملتُ مع ذلك الموقف تحديدًا.

***

أنا أخطئ إذنْ أنا إنسان

في عصر شيوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة أصبح من الرائع أن تظهر بشريّتك وإنسانيّتك في كتاباتك، ووجود خطأ أو نقص فيما تكتب أصبح مظهرًا من مظاهر إنّك إنسان ولست آلة.

كم هو عجيب هذا الأمر!

ولا أقول سوى أنّنا "عشنا وشُفْنا" أن الخطأ في الكتابة أصبح مزيّة!

لكن ليس كل نقص أو ضعف أو خطأ في الكتابة هو مزيّة، ولكنّ الأمر فيه تفصيل قد أتحدّث عنه في نشرة مقبلة، أو ربّما تبادرني برأيك في ذلك أيّها القارئ الوفيّ.

***

الحكْمة ضالّة المؤمن قد تجدها في مشهد من فيلم

بعد لحظات الشكّ تلك التي روادتني بعد النّشر، قلتُ لنفسي: إن كان هناك نقص أو ضعف فهذا أنا وهذه كتابتي حاليًا عندما أكتبُ بسرعة، ولا بأس بذلك إن كان بسيطًا. المهم هو أن أستمرّ في النشر ومشاركة الأفكار. وتذكّرتُ حينها مشهدًا جميلًا أحببتُه من فيلم The King's Speech "خطاب الملك".

يحكي الفيلم قصة ملك إنجلترا جورج السادس الذي حان الوقت لاعتلائه العرش لكن كانت لديه مشكلة التأتأة في الحديث، وكان يجب عليه أن يتخلّص منها لأنّه لا بدّ منْ أنْ يتحدّث إلى الشعب. وقد استطاع بمساعدة طبيب مختصّ تجاوز تلك المشكلة الكبيرة، وقصّة الفيلم تدور حول تلك مشكلة التأتأة تلك وطريقة العلاج.

في نهاية الفيلم يلقي الملك جورج السادس خطابه متغلّبًا على التأتأءة، إلّا أنّها تظهر بدرجة طفيفة في الخطاب عند نطقه لحرف الواو، ويدور بينه وبين معالجه حوار خاطف حول ذلك.

لقطة لمشهد من فيلم خطاب الملك لحوار بين الملك جورج السادس ومعالجه

لقطة لمشهد من فيلم خطاب الملك لحوار بين الملك جورج السادس ومعالجه

يقول له معالجه بعد أن أثنى على الخطاب ما معناه: لكنّك ما زلت تتأتئ في حرف "و".

فردّ الملك قائلًا ما معناه: يجب أن يكون هناك شيءٌ منها -أي التأتأة- ليعرفوا أنّه أنا.

الخلاصة

الصّدق الذي يلمسه القارئ أو السامع في كلامك يؤثّر فيه، سواء كان كلامك حديثًا أو نصًا مكتوبًا، ومظاهر النقص أو الخطأ هي صفة ملازمة للبشر، ولوازمك اللفظية وطريقة كتابتك أو تفكيرك التي تظهر في كتابتك بصوابها وزلّاتها تثبت أنّك أن مصدر ذلك الكلام، وتمنح محتواك إنسانية وبشريّة وصدق وتأثير.

وممّا له علاقة بهذه الفكرة هذه التّدوينة التي كتبتها في تحدّي ٣٠ يومًا كتابة، أحثّك على قراءتها.

٤ فوائد تحصل عليها من نشر تدوينات ناقصة وغير مثاليّة في مدوّنتك الشّخصية

***

هنيئًا لمجال كتابة المحتوى إطلاق مجتمع أندراس التدريبي

نشرت الدكتورة شروق بن مبارك تغريدة على منصّة إكس تعلن فيها إطلاق موقع مجتمع أندراس الطّبي لتعلّم كتابة المحتوى الطبّي ليكون مصدرًا للرّبح وزيادة الدخل.

إذا كنت مهتمًّا بتعلّم كتابة المحتوى عمومًا وكتابة المحتوى الطبّي خصوصًا أنصحك بالتعرّف عليهم وزيارة موقع مجتمع أندارس التدريبي، والاشتراك في نشرتهم البريدية المميّزة.

لقطة لتغريدة عن إطلاق مجتمع أندراس لتعليم كتابة المحتوى الطبّي

لقطة لتغريدة عن إطلاق مجتمع أندراس لتعليم كتابة المحتوى الطبّي

***

محطّة الإعراب واللغة 

طرحتُ سؤالًا نحويّا في العدد السابق، وذكرتُ أنّي سأجيب في هذا العدد. ستجد الإجابة في التعليقات في العدد السابق فقد أجابت عليها الدكتورة ندى إجابة صحيحة.

***

وأمّا سؤال اليوم اخترتُه لكم من سورة الكهف، قال تعالى:
﴿ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾[ الكهف: 20]

الكلمات المظلّلة هي أفعال مضارعة من الأفعال الخمسة، لأنّها هنا متّصلة بواو الجماعة على وزن: يفعلون أو تفعلون.

وإليك بعض المعلومات الأساسية عن الأفعال الخمسة:

- الأفعال الخمسة مبسّطةً هي مثل: ١) يفعلون ٢) تفعلون ٣) يفعلان  ٤) تفعلان  ٥) تفعلين.

- تُرفع الأفعال الخمسة بثبوت النّون، وتنصب وتجزم بحذف النون.

السؤال

ما سبب حذف النون من الأفعال المضارعة التي في الآية؟

أنتظر إجابتكم في التّعليقات؛ فإن لم يصلْني شيئًا؛ فسأوافيكم بالحلّ الصحيح في العدد المقبل إن شاء الله.

***

هديّة مجّانيّة 🎁

أنا أدرّبُ على كتابة المقالات والتّدوينات؛ فإن كان لديك مقالة أو تدوينة تشارك فيها قصّتك وأفكارك أو خبرتك أو ما تتعلّمه وتريد تقييمها، فأنا أقدّم لك هديّة تقييم التدوينة مجّانًا.

تحتوي الهدية على ثلاث وقفات: 

  • موطن القوّة في نصّك.
  • ما يحتاج لتحسين.
  • نصيحة.

ارسل لي تدوينة في حدود ٣٠٠ كلمة على بريدي الإلكتروني [email protected]

انسخ العنوان البريدي حتّى لا تقع في خطأ النّقل.

حياة طيّبة أرجوها لكم، وأراكم الجمعة القادمة بإذن الله 🍃

د. شروق بن مباركNada Abbasم. طارق الموصللي5 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة ما قلّ ودلّ

نشرة ما قلّ ودلّ

حول الكتابة والتّدوين والّلغة

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ما قلّ ودلّ