٣ طرق لتقوّي التزامك بالاستمرار في الكتابة [عن تجربة شخصيّة] |
بواسطة مريم بازرعة • #العدد 9 • عرض في المتصفح |
الكتابةُ من أمامكم والاضطرارُ من خلفكم، وليس لكم إلّا الصّبر والكتابة.
|
|
مرحبًا أيها الصديق الوفيّ، وأهلًا بالمشتركين الجُدد، |
أظنّ أنّنا قد تجاوزنا سؤال: كيف أحسّن كتابتي؟ وأصبحنا نقفُ عند سؤال: كيف أستمرُّ في الكتابة؟ لأنّ الاستمرار في الكتابة هي الوسيلة الأساسية لتحسين الكتابة. |
وسأجيبُ من واقع تجربتي الشخصيّة وأقول: هناك ٣ طرق تجبرك على الاستمرار في الكتابة بدون انقطاع، وهي: |
١. التّعرّض المستمرّ لأسئلة النّاس التي تملك إجاباتها |
عندما تجد سؤالًا في مكان ما حول موضوع تملك إجابته لن تستطيع أن تتجاهله وستكتب مباشرةً، وستجد أنّك قد تورّطت في الكتابة وأنّك تبذل كلّ ما لديك من معرفة لتجيب السائل وتشفي غليله. |
وهذا ما حصل معي في موقع حسوب آي أو (الذي كان اسمه آرابيا آي أو)؛ فعندما أتأمّل تلك الفترة أجدُ أنّ الأسئلة هي التي كانت تستفزّني للكتابة وربّما بعض الإجابات التي كنتُ أرى أنّها غير صحيحة. فبمجرّد أن أرى سؤالًا أعرف أن لديّ إجابة مفيدة له كنتُ أجيب وأنخرطُ في الكتابة تلقائيًا ولا أشعر بمرور الوقت. |
وأظنّ أن من شاركوا في كورا كان يحصل معهم الشيء نفسه. |
فلمّا اكتشفتُ قوّة الأسئلة في استدامة الكتابة استخدمتُها لتحفيزي على الكتابة المستمرّة وطبّقت ذلك في مدوّنتي. |
٢. تقديم خدمات الكتابة |
في تقديم خدمات الكتابة سيكون لديك مواعيد نهائية للتّسليم؛ صحيح أنّني كنتُ أشعر بالضّغط، لكنّ ذلك الضّغط -وإنْ شابه التّوتّر- كان مفيدًا في أن أكتشف أنّني أستطيع الكتابة المستمرّة والإنجاز دون تراخٍ. |
لا تتردّد في قبول طلبات الكتابة، لكن احرصْ على إدارة وقتك بشكلٍ جيّد. |
٣. الحكم على نفسك بالكتابة المستمرّة |
وهذا ما فعلتُه في فترةٍ ما في مدوّنتي، حيث حكمتُ على نفسي بأعمال الكتابة الشاقّة لمدة ٣٠ يومًا، وهو حكْم مخفّض ومقتبس من مقولة للرافعي في إحدى رسائله لمحمود أبي ريّة يقول فيها: |
"وما أرى أحدًا يُفلح في الكتابة والتّأليف إّلا إذا حكم على نفسه حكمًا نافذًا بالأشغال الشاقّة الأدبية" |
وقد أثبتْت لي تلك التجربة أنّ إلزام النّفس بالكتابة والنّشر اليوميّ وإعلان ذلك على الملأ مفيدٌ جدًا في إحداث نقلة نوعيّة في كتابتك ونظرتك للكتابة عبر الإنترنت. |
ومن تطبيقات ذلك التّحدّي ما أفعله حاليًا في نشرتي "ما قلّ ودل"، فقد ألزمتُ نفسي بالنّشر الأسبوعي يوم الجمعة، وها أنذا أعلن ذلك. |
ألزمْ نفسك بتحدٍ للكتابة والنّشر يوميًّا لمدّة محدّدة ولتكنْ أسبوعًا أو شهرًا، يكون هدفك الأساسي منه الاستمرار في النّشر وتقبّل فكرة ألّا تكون كتابتك مثاليّة. هذا التّحدّي مفيدٌ جدًا لمن يعرف أنّه يطلب الكمال والمثاليّة فيما يكتب. |
كانت تلك ٣ طرق أجبرتني على الكتابة المستمرّة لفترة، وأنا أعود إليها بين فترة وأخرى، وأدعوك لتجريبها والاستفادة منها. |
*** |
على طاري الاضطرار والحاجة |
تعرّضتُ لحادث حرق بسيط مع إعداد إفطار يوم عرفة، أمسكتُ بحلقة غطاء قدر كان قد خرج لتوّه من الفرن فلم أشعر إلّا وأنا ألقي بالغطاء من يدي. |
طبع الحرْق أو بالأحرى اللسع الحارق خطوطًا في أصابع يدي اليسرى قبل أذان يوم عرفة بدقائق معدودة. |
ظللتُ سويعات أتألّم والحمد لله على كل حال، كانت أدنى ملامسة تكاد تجعلني أغيب عن الوعي. كنتُ موقنة بأنّ ذلك الألم سيأخذ وقته ويزول، فقد كان أشبه بالكيّ اللاسع ولم يكن هناك جلد محترق أو مكشوط. لكن كانت تراودني بين الفينة والأخرى أسئلة ما الذي سأستطيع أن أفعله وما الذي لن أستطيع، وهل سأستطيع النقر على لوحة المفاتيح وأكتب؟! |
في صباح يوم عيد الأضحى استيقظتُ وقد تجاوزتُ ذلك الألم الشديد، بل استطعتُ الاستحمام وتلقائيًا كانت يدي اليسرى تقدّم لي أفضل ما يمكن تقديمه متحاشيةً فعل ما قد يتسبّبُ في إيلامي، لقد أبهرتني يدي وقدرتها على التكيّف مع الوضع الجديد فقد استطعتُ بعد ذلك أن أفتح الحاسوب وأكتب بذرة هذه النّشرة. فالحمد لله من قبلُ ومن بعد. |
لقد جبلنا الله على التكيّف وتجاوز الصعاب والتحديّات، نحن مؤهّلون جيّدًا لذلك ويستطيع جسدنا أن يوجد البدائل إلى أقصى حد يمكنه ذلك، ونكتشف أنّنا نستطيع أن نفعل الكثير الكثير. فمهما واجهنا تحديّات أو لم نكنْ بكامل أدواتنا، هناك دائما بدائل ومخارج وتكيّف. |
الاضطرار لفعل شيء سواء كان إجبارًا يأتي من الخارج أو احتياجًا يأتي من الداخل يجعلك تتفوّق على نفسك وترى منها ما لم تكن تتوقّعه. |
*** |
✍🏼 |
شاركني رأيك أو تجربتك |
كيف تحملُ نفسك على الاستمرار في الكتابة؟ بانتظار مشاركتك في التّعليقات |
حياة طيّبة أرجوها لكم، وأراكم الجمعة القادمة بإذن الله 🍃 |
التعليقات