٤ جوانب للصّدق في الكتابة تجعل نصوصك مؤثّرة وملهمة (الصّدقُ منجاة)

بواسطة مريم بازرعة #العدد 8 عرض في المتصفح
كلّ إنسانٍ كاتبٌ إذا صدق مع القلم

صورة من تصميم مريم بازرعة مكتوب عليها: كلّ إنسان صادق إذا صدق مع القلم

صورة من تصميم مريم بازرعة مكتوب عليها: كلّ إنسان صادق إذا صدق مع القلم

مرحبًا بك أيّها المشترك الوفيّ،

أؤمن بأنّ الكتابة تحتاج إلى صدق لكي تكون مؤثّرة، ولمّا وقعت على هذه المقولة التي لا أعرفُ قائلها: كلّ إنسان كاتب إذا صدق مع القلم، توقّفتُ لأتأمّل في ماهيّة الصدق مع القلم، فظهر لي الصّدق في عدّة جوانب.

١. صدق الصّحبة مع الكتابة

كلّما كنت صادقًا في صحبة الكتابة؛ بأنْ تعطيها من وقتك ولا تبتعد عنها كثيرًا وتصبر على صعوبتها وتسعى إلى تحسين العلاقة معها، فإنّها حتمًا ستعطيك نتيجةً مذهلة تجد أثرها في كتابتك. 

وقرأتُ أن روبرت بينشلى Robert Benchley قال قولًا ربّما على سبيل الدّعابة لكن يمكننا أن نستدلّ منه على أنّ حسن صحبته للكتابة وممارسته الطويلة لها -وليست الموهبة- هو السبب في جعل كتابته جيّدة حتى أصبح شخصًا مشهورًا. يقول:

It took me fifteen years to discover I had no talent for writing, but I couldn’t give it up because by that time I was too famous
استغرق مني خمسة عشر عامًا لاكتشاف أنّ ليس لديّ موهبة في الكتابة، لكني لم أستطع التخلّي عنها لأنه في تلك الفترة كنتُ مشهورًا جدًا.

٢. الصّدق في التّعبير عمّا نريد قوله

وهو أمرٌ يحتاج إلى شجاعة وصدق. لأنّ كثيرًا من الكتّاب يبحثون عن العبارات الرنّانة والكلمات المؤثّرة على حساب ما يريدون قوله، وهم يظنّون أن تلك هي الكتابة الجيّدة. ولكن الكتابة الجيدة برأيي هي أن نركّز وندخل إلى داخلنا لنتحرّى الكلمات التي تعبّر بدقّة وصدق عمّا نريد قوله وأن نكتبها مهما كانت تلك الكلمات بسيطة ومباشرة، وأن نثق في تفكيرنا وصوتنا وكلماتنا، كل ذلك يحتاج إلى شجاعة وصدق. 

وانتقيتُ لكم مقولة لـ سومرست موم، يقول فيها:

If you can tell stories, create characters, devise incidents, and have sincerity and passion, it doesn’t matter a damn how you writeإذا كنتَ تستطيع سرد القصص، وابتكار الشخصيّات، وتصوير الحوادث، وتمتلك الصدق والعاطفة، فلا يهم كيفية كتابتك على الإطلاق.

وغرارًا لما قاله سومرست موم، أقول أنا مريم:

إذا كان لديك معرفة يحتاجها الناس، وتستطيع أن تقولها بوضوح، ولديك النيّة المخلصة والرغبة في العطاء ومساعدة الناس، فلا يهم كيف تكتب، اكتبْ وحسّب!

٣. صدق النيّة فيما نكتب

قد تكون كتابتنا للإمتاع أو للإفادة والتّعليم أو حتّى لكسب المال، وأيًّا كان هدفنا فينبغي أن نجاهد في سبيل أن نستحضر النيّة الصادقة فيما نكتب، لأنّ ذلك يمنح كتابتنا توفيقًا وتأثيرًا وقبل ذلك أجرًا وثوابًا.

ومن جهة أخرى فإنّ استحضار النيّة يجعلنا نضع الكتابة في حجمها الحقيقي حين نستذكر الغاية من وجودنا وأعني عبادة الله وإعمار الأرض؛ فما الكتابة إلّا وسيلة وأداة للعيش في هذه الحياة وليست هدفًا في حدّ ذاتها.

٤. الصّدق في مراعاة خصائص الفنّ الكتابي

لكل نوع من أنواع الكتابة خصائصه وضوابطه؛ فالكتابة الإبداعيّة كالقصّة والرواية لها فنيّاتها، والكتابة العلمية المنهجية لها ضوابطها وإجراءاتها، وأيضًا فإنّ الكتابة عبر الإنترنت لمشاركة المعرفة لها أسلوبها الخاص والاعتبارات التي تراعي القارئ الرقمي ومتطلبات محركات البحث. وكذلك الشأن بالنسبة للكتابة الإعلانية فلها خصائصها ومدخلاتها.

لذلك أقول بأنّ الصّدق في مراعاة الأسلوب واللغة المناسب لفنّ كتابيٍّ ما، له تأثيره على القرّاء ويحقّق الهدف من تلك الكتابة. مع الوضع في الحسبان أنّ إدراكنا لتلك الخصائص يتطوّر ويتقدّم لذلك فإن الصّدق هنا بقدر الممكن والمستطاع في لحظة الكتابة وليس على الإطلاق، مع ضرورة السعي لزيادة حجم الصدق في أن تراعي كتابتنا ما يتطلبه النّوع الكتابي من خصائص.

***

ملاحظة على الاقتباسات أعلاه

لستُ متأكّدة من نسبة الاقتباسات أعلاه إلى قائليها، فقد نقلتها من موقع على الإنترنت للفائدة وملاءمتها للموضوع.

***

شاركني الرأي 

لا تكنْ قارئًا سلبيًّا وشاركني رأيك فيما قرأت، وإليك هذه الأداة الرائعة لتنمية مهارات القراءة الفاعلة.

أداة: أتّفق، لا أتّفق، أتساءل.

  • أتفق: ما أبرز ما تتّفق معه فيما قرأت؟
  • لا أتّفق: ما الأمر الذي لا تتّفق معه؟
  • ما التساؤل الذي ظهر لك أثناء القراءة؟

استخدم الأداة وأجب عن الأسئلة وشاركني إياها في التعليقات.

 وفي الختام أقول لك: عيد أضحى مبارك، وتقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.

وحياة طيّبة أرجوها لكم، وأراكم الجمعة القادمة بإذن الله 🍃

Shahd OmarNusaybah Mohammedمحمد عمار3 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة ما قلّ ودلّ

نشرة ما قلّ ودلّ

حول الكتابة والتّدوين والّلغة

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ما قلّ ودلّ