هذا ما تخسره منذ دهر لأنك لم تقو عضلات قلمك |
11 يونيو 2025 • بواسطة عبدالله بن عمر • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
السلام عليكم..
كيف الحال؟ أرجو أن تكونوا بخير..أعود بعد انقطاع فرضته الظروف فرضاً، لا أعاد الله الانقطاع، وأسأله سبحانه الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد..أشعر اليوم بالحماس وأنا أخاطب قراءً التحقوا بهذه النشرة من جديد، لأنهم حرصوا على قراءتها، ورغبوا في استمرار مطالعتها، وأنا مدين لهم بأن أكتب كلاماً مثرياً ومضيفاً.حياكم وبياكم |
|
![]() |
أنت تقرأ هذه النشرة لأنك مهتم بالكتابة، هذا هو التصور المنطقي الوحيد، أليس كذلك؟ |
بناء على هذا الافتراض أكتب لك هذه الرسالة، وكل الرسائل الآتية، ولذا أحمل قدراً كبيراً من الثقة حين أقول لك: إنك تخسر كثيراً من الأشياء لأنك لم تقوّ عضلاتك الكتابية إلى الدرجة الكافية. |
أريدك أن تسأل نفسك: |
|
لا أريد أن أطيل ولا أشقق الأسئلة، فليس شأن هذه الرسالة أن تثير في نفسك مزيداً من الأسى! لكن القصد هو التذكير بأن بين يديك ثروة ضائعة، وفرصة مهدرة، وأبواباً مفتوحة لم تلجها بعد.. وكتاباً لم تأخذه بقوة.. |
أنت تعلم بالتأكيد أن المعرفة سلاح، وأن الكتابة قوة، وأن بوسعك استخدام القلم لتنظّم معرفتك، وتعلّم غيرك، وتملأ رصيدك من الحسنات في الآخرة، ومن النقود في الدنيا. |
وأنت تحب بالتأكيد أن تترك أثراً طيباً في دنيا الناس من بعدك، وأن تكون مفتاحاً للخير، وأن تعلّم الناس علماً يُنتفع به.. وأنت تعلم بالتأكيد أن كل هذا التنظيم لمعرفتك، والتأثير في الاخرين، لا يتم من تلقاء نفسه، بل يلزمه أن تكون لك قدرة كتابية. |
وأنت تعلم بالتأكيد أن هذه القدرة الكتابية يجب رعايتها، وصقلها، وتقويتها.. |
حسناً، دعني أذكّرك بما تعلمه أيضاً.. كل يوم يمضي دون مكسب من هذا الباب فهو خسارة، كل يوم يمضي دون كتابة فهو حسرة..كل يوم يذهب لم تكتب فيه فأنت تحرم نفسك: وضوحاً في الذهن، وتنظيماً للأفكار، وترتيباً للمعرفة، وتوضيحاً للثغرات، وتحقيقاً لنفع الآخرين وإلهامهم. |
وكل يوم يمضي دون أن تكتب.. يتراكم في ذهنك شعور بأن الكتابة ليست أولوية، وليست مهمة، أو هي مهمة لكنك مقصر في أخذها بحقها، وفي الحالتين.. لن تكون مرتاحاً، وأنت ترى صوتك محصوراً في داخلك، ونورك حبيساً في قبو بعيد عن عيون الناس، لا يبلغ أحداً لأنك اخترت ألا تخرج مصباحك إلى حيث يضيء السبيل للعابرين. |
ربما تشعر أني أتحدث عنك تماماً، وربما تقول في نفسك: كلا! أنا أحسن من هذا، أنا أكتب بحمد الله، صحيح أني أكتب أقل مما أستطيع، ودون ما ينبغي، لكني على الأقل أكتب، ولي بالقلم علاقة حسنة. |
وهنا أقول لك: كيف هي صلتك بالكتابة؟ هل هي مبنية على معرفة منظمة، ومنهج واضح؟ أم مبنية علي اجتهاد شخصي، وموهبة خام، ومحاولة شخصية هاوية؟ هل تشعر أن كلماتك فقد بلغت المستوى الذي كنت تطمح إليه؟ هل تكتب دون أن تضيّع وقتك في ساعات طوال من التجربة والغلط والمراوحة بين الأخطاء والصوابات؟ هل تمشي مكباً على وجهك؟ أم تمشي سوياً على صراط مستقيم؟ |
هل كلماتك التي تكتبها تحقق أحسن تأثير يمكنها تحقيقه؟ أم هي مفتقرة إلى البنية، والعمق، والإتقان؟ |
أنا آسف إن أثرتُ مواجعك، ولكني لك ناصح أمين! والذي أريد أقوله لك هو الآتي: |
أولا: اجعل الكتابة عادةً راسخةً في يومك.. اكتب كل يوم، كل يوم بلا انقطاع. |
ثانيا: رقّ قدراتك الكتابية، متبعاً وصفةً منهجيةً تجعلك تتقدم في ميادين اللغة وممارسة الكتابة باستمرار واطراد. |
ثالثا: لا تفعل ذلك وحدك! فإن طريق الكتابة موحشة شاقة على من يسلكها وحيداً، اتخذ لك شركاء ورفاقاً. |
رابعا: استعن بمرشد هو أخبر منك بشأن الكتابة، فإن نصيحة الخبير تختصر عليك الزمن والدموع والعرق وخيبات الأمل. |
ولولا أني أخشى أن أحوّل هذه الرسالة إلى نص دعائي، لذكرتُ لك رحلة الكتابة، ومدرسة الكتابة.. وقدمتهما لك باعتبارهما أهم الحلول وأعظمها لمن يريد تحسين قدراته الكتابية، لكن هذا غير صحيح بالضرورة.. وأنا أخلص لك النصح هنا فأقول: إن كنت تمتلك الإرادة الكافية فلست بحاجة لما هو أكثر من تذكير صغير، وقد قدمته لك في مطلع هذه الرسالة. فتّش وابحث، واختر من المنهجيات ما يناسبك، واصنع مجتمعاً كتابياً، أو كن جزءاً من مجتمع كتابي.. وتوكّل على الله، المهم ألا تخسر مزيداً من الزمن، فقد خسرت الكثير فيما مضى، ولا تضيع على نفسك مزيداً من الفرص؛ فقد ضيّعت ما يكفي. |
فالك التوفيق! |
![]() |
تمرين هذا الأسبوع عميق.. وهو ملائم بما أننا نوشك أن نختتم عاماً هجرياً، ونوشك أن ننتصف عاماً ميلادياً: |
اكتب تقريراً تصف فيه حالك مع الكتابة.. مكوناً من خمس فقرات: |
|
هذا تمرينٌ أضمن لك أنه سيكشف لك عن نفسك، وعن حالك مع الكتابة.. جرّبه وراسلني إن بدا لك أن تفعل. |
![]() |
توصية هذا الأسبوع هي مجتمع الكتابة الذي يقوم عليه الصديق العزيز رائد العيد، أعاد المجتمع تشكيل هويته البصرية، وأحسب أنه سيقدّم إضافة حسنة إلى المعنيين بالكتابة. |
![]() |
هذا أسبوع حافل بالأخبار.. من أين أبدأ؟ |
|
شكراً لأنك وصلت إلى هذا السطر، أراك على خير الأربعاء القادم إن شاء الله. |
التعليقات