نشرة غيمة البريدية - «وداعٌ لائق🤝» |
بواسطة هيا سليمان • #العدد 14 • عرض في المتصفح |
«لا تلوِّح للمسافر، المسافر راح... ولا تنادي للمسافر، المسافر راح..»
|
|
كثيرًا ما كتبت واهتممت بموضوع البدايات والنهايات، أن نقول مرحبًا أو وداعًا وهذه هي سيرورة الحياة التي يعقبها الموت ثم حياة الخلود بلا شك. إنما هذه المرة جاءت غيمة أفكاري وتأملي في منح الأشياء، والمراحل، المواقف، والذكريات، الأشخاص، والعلاقات… وداعًا لائقًا! |
هل منحتها منك وداعًا لائقًا؟ أم باهتًا؟ أم مازالت تسكن بداخلك!؟ |
هل يمكننا أن نودع الأشياء بداخلنا؟ وهل نملك زمام السيطرة عليها بإخراجها؟ أم أنَّها ستطيعنا فتبرد لفترة وتزداد حرارتها في يومٍ لذكرى ما فتعذبنا؟ |
أحيانًا يكفيك كوداعٍ لائق للأشياء بداخلك أن تسمح لها وتعطيها حرية التواجد وأن تقبل بها فقد رفضتها منذ البداية، مراتٍ يكفيك قدْرٌ بسيط من التسامح والتغافل لتمضي للأمام، بعض الأشياء لا تستحق منك حتى وداعًا، لكن لأنها في صدرك وتعرقل سيرك.. لا بد أن تودعها وداعًا لائقًا كي لا تعود حتى إذا ما لوَّحتْ لكَ؛ صرتَ أنتَ المسافر الذي راح ولن يراها. |
وعلى ذكر حديث وداع الأشياء بداخلنا، نتساءل لمَ يستمر الألم معنا أو بداخلنا؟ أو ذكرى الأشياء ونستحضرها مرارًا رغم أننا نعلم أنها ما زالت تؤذينا أو تعرقل سيرنا؟ أهو حبٌ في المعاناة أو لضعف فينا؟! |
لم أكن أتساءل قبل ذلك إلا عن (لمَ لا تغادرني الأشياء المؤلمة؟ لمَ لا أنسى! هل أنا ضعيفة لا أستطيع تخطي أيّ موقف أو حكاية مؤثرة؟) لكن جاءني الجواب ببساطة ومنذ أن جاءني استطعت أنْ أُعطي كل شيء بداخلي ودَاعَهُ وأنهِيه |
وجدت الجواب في حلقتين بودكاست: |
- الأولى لد.عماد رشاد صاحب كتب(ممتلئ بالفراغ،أبي الذي أكره، أحببت وغدًا): |
" أحيانًا نتمسك بألمنا، لأن ألمنا الدليل الوحيد على إن اللي حصل حصل... فاكتئابي وفشلي الدراسي والصعوبات اللي بمر بها وحالات الحزن هي الدليل الوحيد على إني مريت بحاجة فلو سبتهم فمعناه إن خلاص نفذ الجميع بفعلتهم ومافيه حاجة خلاص! ومافيه أي دليل! فأحيانًا بتمسك بالألم بسبب أنه دليل وحيد، استماع شخص آخر لما حدث بقى فيه نسخة أخرى موجودة عند بني آدم ثاني فبيسهل علي التخلي عن ألمي، لأن الألم هنا ما يقوم بوظيفة الشاهد هناك شاهد ومؤرخ آخر ممكن يكون معالج ممكن يكون صديق ممكن غيره...." |
أما الثاني للدكتورة الهنوف الحقيل: |
"احنا دايم المختصين نقول لك: «لاتحتفظ بالأشياء اللي توجعك» لازم أحط ستوب. فالرسايل هذي اللي أنا بقولها لنفسي، الرسايل اللي يكررها فلان الحزين دائمًا: «فقدته! عاد مو موجود.كان يجي ويقعد معنا وكنا نسمع منه! وكان يضحك معنا وكنت ألقى معه وقت جميل» هذي الرسائل اللي يحطها الشخص الحزين، تخيل هذا دفتر الرسايل كله....فهو الرسائل اللي قاعد يعبيها ماسوت له نهاية فبالتالي الحدث في دماغك، عقلك قاعد يقول ترى ماانتهى! ماانتهى الألم! الوجع باقي، ماسويت له ستوب. فلازم التكرار، طبعًا التكرار هذايجي بيوم وليلة؟ زر هو اضغطه؟ لا حالة مستمرة. استرجع الرسائل، يا ربي وش الفايدة؟ وش اللي حصل ووش بستفيد منه وين الفائدة؟ أنا قاعد أدرب دماغي انه خلاص قاعد أحط نهاية الآن. الدماغ قاعد يفهم السيناريو ولازم أحط ستوب.» |
فلا تحتفظ بأوجاعك و أحزانك اجعلها تعبر من خلالك من خلال فهمها وإدراكها، لا تجعلها هي الدليل بل يمكننا التعبير بالكتابة لأنفسنا أو توثيق ذلك بشكل غير مباشر لأيامنا يمكننا استخلاص الدروس مما مررنا به وكتابتها لتبقى دليلًا، ولا أظنك تحب حالات كآبتك وانتكاساتك التي لا تجعل لحياتك طعمًا. وتذكّر مع كل أمر تودعه بداخلك أنَّ "ماطاح من النجوم أخف للسماء"! |
وأضيف لإجاباتهم أننا نحصر أنفسنا داخل ماعشناه وبنظرتنا وداخل تساؤلاته التي لم تجد جوابًا، الحياة أوسع وستمر عليك تجارب أخرى، امنح نفسك هذا الوداع لتخرج وترى سعة ورحابة الحياة وكثرة الاحتمالات |
فالحياة ليست محصورة بموقف واحد |
ولا شخص واحد |
ولا ألم واحد |
وأعلمُ أن الكلمات سهل قولها، وأعلم أن التجربة مختلفة ستأخذ منك أيامًا وربما شهورًا وربما سنوات، امنح الأشياء وداعها لتمنح نفسك بدايات تناسبك، هناك أفراح تنتظرك، وتذكر أن أحزانك ستنسيك تذكر نعم ربك، ستنسيك سعيك في الحياة ستعيقك وتوقفك، وتُنسيك نفسك وطعم الحياة! |
وعلى ذكر الوداع، نذكر النهايات ومع ذكر النهايات التي كثُرت الفترة الأخيرة عندي؛ صرت أودع الأماكن والأشياء التي انتهت وابتسم، ليس بلاهة وإنما إيمانًا واستعدادًا لبدايات مُذهلة حلوة أذوق فيها طعم الإنجاز وحلاوة العوض وأبصر سعة الحياة التي تحمل ألوانًا من الاحتمالات وليس الأسود والرمادي فقط! |
"هذا الصوت الجاد الحقيقي من أعماقك أن شيئًا ما يريد أن يموت داخل نفوسنا، شيئًا يتصل بنمط حياتنا الروحية، أو بعلاقتنا مع العالم، أقصد أن الروح في هذه الحالة تهفو إلى أن تطرح عنها ثوبها القديم، لترتدي حُلّة جديدة. فكل موت داخل نفوسنا إن فهمناه حق الفهم فما هو إلا ولادة جديدة" |
*** |
ولأن من طول الغيبات جاب الغنايم، رجعت لغيمة وبإذن الله عودة مستمرة حتى يشاء الله، ولعودة تناسب النهايات والبدايات وموافقتها نهاية العام، وبداية آخر أعددت تقويم لعام ٢٠٢٥! (التقويم رقمي) تجده في منصة زاهر: |
اضغط هنا للانتقال ومعاينة المحتوى |
للانتقال إلى جدارية (سماء رحبة) |
*** |
شكرًا لقراءتك كلماتي، أتمنى أنَّها كانت نشرة سارَّة...انتظرني في العدد القادم من نشرة غيمة بتاريخ ٨.٢.٢٠٢٥ |
الساعة ٨:٠٦ صباحًا -بإذن الله- ☁️ |
التعليقات