نشرة غيمة البريدية - «مخلوق أبدي🧚🏻♀️» |
بواسطة هيا سليمان • #العدد 9 • عرض في المتصفح |
"فالعيشُ نومٌ وَالمَنِيَّةُ يقظةٌ والمرءُ بَينهُما خيال ساري"
|
|
كثيرًا مانسمع تلك القصص عن اكسير الحياة، الذي يجعل الإنسان خالدًا في حياته… ولكنك هل تعلم أنَّك مخلوق للأبد؟ |
ولكن ألا نموت؟َ! |
هُنا ما أعنيه، كنت سابقًا أفكر بأن من مات وغادر حياتنا تلاشى |
إذ يغيب ذكره مع طول الزمن ويغيب وجوده، رغم أنهم أحياء في قلوب أحبتهم. |
ولكن حتى صادفتني هذه المقولة وصارت غيمة تبرق مابين حين وآخر🌩: |
«أيُّها الناس إنّما خلقتم للأبد، ولكنَّكم تنقلون من دار إلى دار» |
بعد هذه المقولة، وفكرة الأبديّة هنا يتذكر الإنسان فيربط مايعرفه بما هو جديد وكأنه إدراك جديد كليًّا!! وهو ليس كذلك وإنما لتوه ربط الأمور ببعضها فاتضح مشهد ما بأكمله كما يظن. فدائمًا ماكانت أفكاري عن الخلود تدور حول هذه الدنيا، ولكن لم أفكر من زواية أخرى أننا مادمنا نحيا الآن فنحن خالدون وأنَّ هذه الدنيا والموت فيها مجرد عبور وانتقال... |
قال تعالى:﴿وَما هذِهِ الحَياةُ الدُّنيا إِلّا لَهوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَو كانوا يَعلَمونَ﴾ [العنكبوت: ٦٤] |
"وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان؛ بسبب ما فيها من الزينة والشهوات، ثم تزول سريعًا، وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها، لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء." |
الحياة الحقيقية هناك، إما فلاحًا وسعدًا وبشرًا وإما عكس ذلك، لم تخلق عبثًا ولا عدمًا ولا لتتلاشى، هنا تتذكر بعض الآيات منها: |
قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبتُم أَنَّما خَلَقناكُم عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَينا لا تُرجَعونَ﴾ [المؤمنون: ١١٥] |
"أفحسبتم - أيها الناس - أنما خلقناكم لعبًا دون حكمة، فلا ثواب ولا عقاب مثل البهائم، وأنكم لا ترجعون إلينا يوم القيامة للحساب والجزاء؟!" |
*** |
وكما نعد حين السفر حقائبنا ومستلزماتنا... مالذي أعددناه لرحلة موعدها مجهول سننتقل فيها لما سنعيش فيه أبدًا؟ |
اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ. |
لاتَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟ |
*** |
أعمال تستمر حتى بعد موتك: |
|
ـ وقد تكثُر هذه الأعمال ولكن مماذُكر في الحديث: |
إنَّ ما يلحَقُ المؤمن من علمه وحسناته، بعد موته، علمًا نشرَه، وولدًا صالحًا تركَه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناهُ، أو بيتًا لابن السبيل بناهُ، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحَّته وحياته، تلحقه من بعد موته |
فـ«لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق»، فتأمل هذه السعة التي رزقنا الله إياها في أمرنا فاعمل فأنت لا تدري أيّ عمل يلقاك في رحلة انتقالك ويحدد مصير أبديتك! |
كانت هذه أفكار غيمة، فكرة واحدة ومازالت ممتدة طول الحياة، ليست وعظًا بقدر ما أنها أدهشتني فكرة الأبدية رغم معرفتنا بمصيرنا وكثرة تكرار الشواهد والأحاديث عن أعمالنا والمصير... إلا أن كونك خلقت للأبد، هي ما استحقت هذه الوقفة |
وختامًا: اسأل نفسك ماذا أعددتُ لهذه الابديّة؟ |
ففي عمرك الآن متسع وفُرص، وربك عزيز حكيم رحمن رحيم♥️. |
*** |
شكرًا لقراءتك كلماتي، أتمنى أنَّها كانت نشرة سارَّة...انتظرني في العدد القادم من نشرة غيمة بتاريخ ٨.٣.٢٠٢٤ |
الساعة ٨:٠٦ صباحًا -بإذن الله- ☁️ |
التعليقات