نشرة غيمة البريدية - «وداعًا 👋🏼»

بواسطة هيا #العدد 7 عرض في المتصفح
هل نحب البدايات توقًا لوضع نهايات؟ أم نحرص على النهايات حبًا في البدايات؟ 

(فاصلةٌ أم نقطة؟ وصفحة جديدة...)

كنتُ أضع في تلك الحكاية نقطة في كل مرة؛ فأتعجب لأنَّها تتحول لفاصلة فتبدأ الحكايةُ فقرةً جديدة. كنت أضع نقطة النهاية أملًا في صفحة جديدة وحكاية مختلفة. 

ولكني حين تركتها تكتب في السطور فراغًا هائلًا وغيابًا وبياضًا في صفحتها لانصرافي لحكايات أخرى أكثر إشراقًا وأبصر فيها أكثر. إذ بها تنتهي من نفسها بهذا الغياب والفراغ دونما نقطة صريحة مرئية!

فهل نحن من يقرر نهاية الحكايات؟ أم لها مسارٌ آخر لا نراه تكمله ثم تقرر الانتهاء؟ 

إنها تبدو كالأبواب التي تُغلَق في وجهك فجأة!  فتظل تطرقها أو تظل واقفًا أمامها لتستوعب إغلاقها أو لأنَّك مصدوم من إغلاقه فتظنها نهايةً… 

بينما بابٌ آخر وقد تكون أبوابًا، تنتظر منك أنْ تتقدم وتنظر فتبصر!

تنتظر خلف الباب المُغلَق ومَنْ هم خلف الباب يعيشون حياتهم، وحياتك تنتظرك لتعيشها فلا تقف عند أبواب صارت الحياة خلفها لا تَمُتُ لك بصلة.

فهل هي نقطة أم فاصلة؟ 

وأين الأبواب وأيُّ الطرق التي تنتظرنا في هذه الحياة الواسعة؟

***

(١٢. ٢٠٢٣م؛🗓 نهاية عام، وداعًا لعام آخر من أعمارنا وحياتنا

إنما هي أرقام!)

فنهاية عام ليست نهاية تُنتظر وكذلك بدايته، لتبدأ أو تقرر نهاية ما أو لتضع خطوط إنجاز أو تتذكر أهدافًا قد كتبت قبل عام ونُسيت… إنما هي أسباب نتمسك بها، وبت أراها شيئًا دونما معنى خاصةً لمن ينتظر تاريخًا بعينه ليبدأ أو ليقرر نهاية مرحلة، إنما هي أعذار يُفضل أنْ تتركها جانبًا فالعمر يمضي ولن ينتظرك لتنتظر بداية عام أو شهر أو أسبوع….

غيمةٌ الآن في منتصفها 

هناك مراحل وحكايات في نهايتها وأخرى في توقف وانتظار

وهناك مرحلة بدأت للتو 

فالتاريخ قيد وعذر مُتعِب لتنتظره

تلك القوائم التي حددتَ فيها أهدافك تستطيع الاستمرارية فيها دون أن تأبه لنهاية عام فتُحبَط وتتوقف

وأنْ تضع هدفًا جديدًا وإنْ وافق النهاية

 إنما هي مراحل وفصول، نلوح في آنٍ واحد «مرحبًا» و «وداعًا» لآخر يقبل بابتسامة وتطلُّع وآخر يدير ظهره بصمت راحلًا إنها لا تتوقف مادمت موجودًا ولكل شيء وقته المناسب 

📝| إني الآن مابين اضطراب طريق طويل بدأت عقباته بالظهور معلنةً قُرب البداية أخيرًا، وبين طريق آخر بدأناه وفي كل مرة تتلاشى معالمه أمام أعيننا إذ لا تستحقه إلا قدم ثابتة ونفس شجاعة ملئت إصرارًا وعزمًا لتسلكه وتأخذه بحقه! ولكننا نردد:

"ما دام فيني نفس يذري وفيني طموح  بابٍ وراه اعـتزازي طارقه .. طارقه  رغـم امتداد التعب عيّا يموت الطموح
 والشمس بكره ورغم أنف الدجى شارقه"

- مساعد الرشيدي -رحمه الله-

***

(كيف نقول وداعًا، لما صار جزءً منا؟)

تقف في مكانها، تنظر للغائبين.. تنظر للعابرين الذين تمنت لو تتقاطع طرقهم مرة أخرى فيمكثون، تظل تردد عن وفائها وثباتها بأنَّه غبي إذ لم تعزم على الرحيل كما يفعلون، بذات المكان تتطلع دومًا لرحلة ما؛ رحلةٌ لم تأتِ بعد لتودع فيها الكثير ليس إلا لاستقبال الأعظم 

يرددون دائمًا: « السيل مايبطي إلا من كبره»

لكن مالذي يفعله السيل بما مَكُث في مكان مسيره؟ سيل كبير ولهذا أخذ وقتًا طويلًا سيجرف معه ماكان في الأرض ليغيثها بعد أيامٍ بربيع مُنتظر، وهكذا قد نودع أشياء كثيرة... بأحد جوانب حياتي أشعر أن الأرض فيها بدأت بالتغيُّر نحو الجفاف والتشقق أتطلع للسماء تارة وللأرض تارة وللخطوات وآثار الأشجار القديمة التي ماتت، أجد مراتٍ فسائل صغيرة شقت الأرض بعزمٍ وتحدٍ فابتسم...

«ابطاية السيل من كبره!»... إنما هو الربيع، هو المنتظر!

وداعًا وفي قلوبنا ألف مرحبًا تتطلع وتنتظر لأنْ تقال

فما رغبة الوداع إلا رغبة في استقبال وترحيب لقادم جديد

وما رغبة التلاشي والاختفاء إلا رغبة في وجود حقيقيّ

وربما كان هذا التضاد ليس إلا بسبب رغبات لم تجد حقها. 

وبعض النهايات إنما هي بدايات.

 قد تودع وتغلق الأبواب وتسلك طرقًا جديدة ولا تتجاوز وقد تودع وتتجاوز ولكن لا تنسى

إنها الذكرى.

مهما كررت قائلًا وداعًا، ومهما وضعت من نقاط، وتجاوزت صفحات شيء ما من الحكاية يبقى فيك

إنها الذكرى تبقى وتلوح:"كباقي الوشم في ظاهر اليد"

***

شكرًا لقراءتك كلماتي، أتمنى أنَّها كانت نشرة سارَّة...انتظرني في العدد القادم من نشرة غيمة بتاريخ ٨.١.٢٠٢٤

الساعة ٨:٠٦ صباحًا -بإذن الله- ☁️

لملاحظاتك ولرأيك بنشرة غيمة: اضغط هُنا ☁️

مشاركة
نشرة غيمة البريدية

نشرة غيمة البريدية

تذهب وتأتي تلك الأفكار كغيمة في رأسي ولأنَّ فضاء الكلمات يسع لاحتوائها... هذه النشرة غيمةٌ من أفكاري وبكلماتي؛ أبعثها إليك آملةً بأنْ تكون هذه الغيمة سارَّة بكل حالاتها حين تعبر في سماء بريدك، في اليوم الثامن من كل شهر في الساعة ٨:٠٦ص ✨

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة غيمة البريدية