نشرة غيمة البريدية «حكاية 🌱»

بواسطة هيا #العدد 3 عرض في المتصفح
ماذا لو صغتها في حكاية؟ لأخبركم عن الفسيلة التي جعلتني أتساءل «لمَ؟»، وصنعت عدة نقلات في أفكاري.

كانتْ مابين فترة وأخرى تمر بفترة بسيطة تسقطُ فيها داخل دوامة من أفكار، أفكار تتسم بـ «العدم» و«اللاجدوى» و«اللامعنى» تسقط في فراغ لأنها ترى وتشعر بعدم جدوى كل شيء ولا تستطيع إيجاد معنى للأشياء فكل شيء في عينيها عدم.

تلك كانت هيا قبل أعوام وحتى وقعت عينيها صدفةً على هذا الحديث، وهذه الأسطر:

«إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها»

الراوي :أنس بن مالك |المحدث :الألباني |المصدر :صحيح الأدب المفرد الصفحة أو الرقم: 371 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

الفسيلة: هي النبتة الصغيرة من النخل، والغرس: أي زرعها في التربة. 

فباتت تتساءل: لمَ؟ لمَ يغرسها وهي فسيلة صغيرة تحتاج وقتًا لتنمو وتكبر وفوق كل هذا يغرسها وقد قامت الساعة! من الذي يستفيد حيث لن يُستظل تحتها ولن يؤكل من ثمرها حتى أنها لن تكون منظرًا جميلًا فكل شيء فوق هذه الأرض سيزول فقد قامت الساعة!!!! لمَ يغرسها وقد حانت نهاية هذه الدنيا؟

من هذه التساؤلات وجدتْ إجابةً أولى وهي: أنَّ المهم هو أنْ تعمل لا لأجل النتيجة وإنما لفكرة العمل ذاتها، ثم إجابة ثانية تلتها وهي أنَّنا نعمل لأجل الله لا لأجل نتيجة وإنما لنبتغي مرضاة الله لأنه يرانا ويرى سعينا ويعلم! وإجابة ثالثة: أنَّها في يدك! فلا يهم الوقت ولو كان في نهاية حياتنا وآخر لحظاتها.

ومع كل هذا فلنتذكر أنَّها فسيلة: صغيرة، تحتاج وقتًا للنمو ومع ذلك.... لا تستهن بحجمها أو تستسلم لمجرد أنَّها النهاية وأنَّك لن ترى تلك النتائج!

في هذا الحديث أتأمل الحث على العمل  وفعل الأسباب والسعي والمحاولات واغتنام الفرص لآخر لحظة، ومن حينها وأنا آمل في أن أغرس لو فسيلة واحدة إن استطعت 

ابدأ فيها من نفسي وداخلي منطلقة منها لما هو خارجٌ عنها في هذه الحياة الواسعة، فهذه النفس هي نقطة البداية!

ومن هنا نكمل الحكاية التي بدأت فيها هذه النشرة:

بعد مرور هيا تلك بنقطة التحول هذه، صار هذا الحديث نصب عينيها فتغيّرت! لم تعد تلك التي لا تعمل أيَّ شيء صغيرًا كان أم كبيرًا إلا حين ترى منها جدوى عظيمة ونتيجة مرضية بعد أن تحسب حساباتها كلها بدقة! 

أدركتْ بأنَّ لكل شيء أثره مهما صغُر سواء نفع أم ضرَّ ولو خفى علينا، كل الأشياء تتطلب وقتًا واستمرارية لنرى ولكن المهم أنَّها تسعى دون أن توقفها بداية النهايات ووضوحها! تسعى وإن بدا لها في يوم ما عدم جدوى كل شيء تتذكر أنَّ الله يرى، وهذه الفسيلة مادامت بيدها لا بد أن تُغرس! فصارت هذه الفسيلة دافعًا، وأملًا، ومعنى، وجدوى، وبداية، وصوتًا هامسًا من الداخل كلما فتر العزم وكلما دبَّ في ذاكرتها النسيان وزار الكسل والفتور المكان ليقول:

«استيقظ! لملم شتاتك! اغتنم أوقاتك وما تمتلكه بيدك... اغرس! ولا عليك بالنتائج بقدر ماعليك بكونك تسعى! فإنَّ سعيك لن يضيع. ومامن ساعٍ يسعى إلا ويُعطى» 

قال تعالى: ﴿وَأَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعى ۝ وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرى﴾ [النجم: ٣٩-٤٠].

***

شكرًا لقراءتك كلماتي، أتمنى أنَّها كانت نشرة سارَّة...انتظرني في العدد القادم من نشرة غيمة بتاريخ ٨.٩.٢٠٢٣

الساعة ٨:٠٦ صباحًا -بإذن الله- ☁️

لملاحظاتك ولرأيك بنشرة غيمة: اضغط هُنا ☁️

عبد المجيد أحمدالعَنُود.زَهَر4 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة غيمة البريدية

نشرة غيمة البريدية

تذهب وتأتي تلك الأفكار كغيمة في رأسي ولأنَّ فضاء الكلمات يسع لاحتوائها... هذه النشرة غيمةٌ من أفكاري وبكلماتي؛ أبعثها إليك آملةً بأنْ تكون هذه الغيمة سارَّة بكل حالاتها حين تعبر في سماء بريدك، في اليوم الثامن من كل شهر في الساعة ٨:٠٦ص ✨

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة غيمة البريدية