المقاهي ومحفزات الإبداع في الكتابة 🤩🥐☕نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #32

بواسطة مرجع التدوين #العدد 32 عرض في المتصفح
 على ذكر المقاهي، حقق مقهى Will's Coffee-house الواقع في كوفنت جاردن شهرة باعتباره الملجأ المعتاد للشاعر جون درايدن (1631 - 1700) الذي أكسبته هيمنته الأدبية جائزة الشاعر عام 1668م خلال الفترة المعروفة باسم عصر درايدن.

Unsplash -By Nathan Dumlao

Unsplash -By Nathan Dumlao

أصابُ -شخصياً- بالصداع المؤقت في ثلاث حالات متكررة: تدني جودة نومي، أن أستيقظ مبكراً دون أن آخذ قيلولة خلال النهار، وحالة أخيرة -أجهل سببها الدقيق- يخبرني الجميع أنها بسبب عدم شربي للشاي مبكراً خلال يومي، وأستغرب ذلك؛ لأنه أحياناً لا يتطابق الأمر مع تفسيرهم، لكن معظمهم يتفق على أن تجاوز شرب كوب القهوة أو فنجان الشاي خلال اليوم يسبب لهم الصداع، وبالتالي تدني في الإنتاج وإنجاز مهام العمل، وقد يمتد الأثر إلى انفعال وتذبذب واضح في المزاج!

هذا ما يسببه عدم أخذ جرعة الكافيين من كوب القهوة أو فنجان الشاي، وهو ما يهرب منه كل شخص يتحتم عليه العمل في أجواء هادئة، منظمة، وبشكل روتيني، وهو تماماً ما يفضله معظم الكُتاب، الفنانين، حتى رواد الأعمال والمصممين، وكل شخص يحفزه "الروقان" لإتمام مهام اليوم.

Unsplash -By Tyler Nix

Unsplash -By Tyler Nix

تجتمع أجواء الروقان في مكان واحد، هو "المقهى "حيث يعتبره البعض مكان عمله، ومكاناً مهيأ للاستلهام والإبداع.

كنت أشك في دور القهوة كمؤثر على أفكار الكاتب، وكنت أشعر بأنها حملة ترويج يستقصدنا فيها تجار القهوة وأصحاب المقاهي لضمان استمرارية الطلب على هذا المشروب العجيب 💁‍♂️ وتأصيلها في نشاطنا اليومي، ولكن للمقاهي تاريخ طويل من احتضان الأدباء والإنتاج الأدبي والثقافي، مما يعني أنه كان المساحة التي وجد الكثيرين ضالتهم فيها، للحصول على الأفكار وتوجيه التركيز والخروج بأروع الأعمال، لما للكافيين من قدرة على حل المشاكل، وتوليد الإبداع.

Unsplash -By Arno Senoner

Unsplash -By Arno Senoner

كتب همنغواي الكثير من مذكراته في باريس بعنوان "وليمة متنقلة" في مقهى بالقرب من شقته في مونبارناس - La Closerie des Lilas، والذي لا يزال مفتوحًا حتى اليوم. كان يصل ومعه دفاتر وأقلام رصاص ومبراة، ويقضي صباحه في العمل ومراقبة الناس. ظهرت ثقافة المقاهي في باريس بشكل بارز عند الكُتاب، وأغلب الأشخاص الذين التقى بهم همنغواي بالمقهى أصبحوا شخصيات في كتبه.

لم أكن أعتقد أن الجلوس للكتابة في عزلة نوعية (تتوفر فيها محفزات الحواس) يمكن أن تؤثر على تدفق أفكاري، هذا ماحدث بعد تجربة الكتابة في مقهىً غير مزدحم في ساعات الصباح! 

Unsplash -By Michiel Leunens

Unsplash -By Michiel Leunens

خرجت بعدها بنتيجة مذهلة، حيث استطعت التخطيط، تركيز جهدي، سرعة الكتابة وترتيب الأفكار، وكل هذا في وقت وجيز بعد أن كنت أقسم هذه المهام على أوقات عدة لبضعة أيام!

فما السر الذي يجعل الكتابة في مقهى تجربة أفضل؟

🧐 عدم وجود المشتات المعتادة. 

🌟 سهولة تغيير بيئة العمل وتجديدها.

🤝الالتقاء بأشخاص من نفس الاهتمامات.

✍️والشعور بالتحفيز والانتماء للأجواء والمكان.

مقهاك الخاص: 

Unsplash -By Luke Porter

Unsplash -By Luke Porter

ننتقل للموضوع الأهم، كيف يمكنك صناعة مقهاك الخاص في بيتك أو مكتبك 😁؟

هذه الخلطة محاكاة بسيطة لخلق أجواء مشابهة لفراغات المقاهي، ومحاولتي هذه سببها عدم قدرتي على الذهاب إلى المقهى كل يوم للكتابة، ولكن يمكن أن تجهز بعض الأمور التي تحاكي تلك الأجواء في غرفتك أو مكتب عملك الأساسي:

١. خلفية ضوضاء: 

أنصح باستخدام الضوضاء البُنيّة "Brown Noise" كخلفية للتركيز، أعلم أن الأمر لا يشبه تلك الأصوات في المقهى، ولكن عامل الصوت هذا أحد أهم المؤثرات في بيئات العمل إجمالاً،  والهدف من هذه الضوضاء هي التركيز، حيث تعتبر الـ Brown Noise من أفضل انواع الضوضاء لعزل الأصوات المشتتة في مكان العمل، إذا كنت تعاني من جلبة حولك أو مكتب مشترك، فارتد سماعاتك وشغل Brown Noise.

يوفر لي الضجيج والثرثرة المحيطة القدر المناسب من الضوضاء في الخلفية حتى أتمكن من التركيز على عملي. 

روبن ستوري

٢. درجة تكييف معتدلة. 

٣. بعض عناصر الطبيعة:

 (إضاءة غير مباشرة من أشعة الشمس، بعض العناصر الخضراء كالنبات والمزهريات، إطلالة جيدة أو يمكنك تغيير مكان جلوسك)

٤. رائحة القهوة:

يقول الكاتب إرنست همنغواي: الطاولات المغطاة بالرخام، رائحة القهوة،  ورائحة الكنس والمسح في الصباح الباكر، هو كل ما تحتاجه." هذه هي عطوره المفضلة!

Unsplash -By pariwat pannium

Unsplash -By pariwat pannium

 أبسط الأمور التي يمكن أن تضيفها إلى مكتبك الصغير هي رائحة القهوة، أن تدع رائحتها تنتشر في مكتبك.

٥. مرآة عاكسة: 

والسبب حتى ترى شكلك وأنت تعمل، أن تلاحظ هيئتك وتطبع في ذهنك تلك اللحظات القيمة التي لا يتسنى لك رؤيتها، يقول علماء النفس أن أكثر ما يجعل الناس يرغبون في الكتابة في المقاهي هي أن يلاحظهم الآخرون ولكن جرب أن ترى نفسك وأنت جالس بجدية في مكتبك لتكتب، ستلاحظ أن هيئتك تلك تنطبع بشكل مباشر في عقلك اللاواعي، وأخبرني بعدها عن تأثير ذلك عليك.

٦. غيّر مكان جلوسك:

غير زاوية رؤيتك، أو إن أمكن استخدم أثاثاً أكثر خفة؛ عدم التكلف هو أحد أهم مميزات تصميم المقاهي وجاذبيتها.

شاركنا عن انطباعك عن الكتابة في المقهى، ما أكثر ما يعجبك فيها؟ 

***

 🎙️بودكاست العدد: 

القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها☕

بودكاست صارت معي 

بودكاست صارت معي 

 هذه الحلقة مع الشابة الإماراتية الريم الهناوي 23 عام، تحكي لنا عن تجربتها الشخصية في العمل كباريستا في أحد أشهر كافيهات العالم، المواقف التي حدثت معها وطبيعة العمل كباريستا، في حلقة خفيفة وحوار ممتع!

***

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: 

كيف تستخدم "الإيموجي" بذكاء في كتاباتك🤓🤔
لا بأس أن تقرأ على طريقة جيل Z 👌
كيف أنقذت القراءة حياة إريكا 📚

📩للإعلانات:

[email protected]

Bothaina Alyousefولاء عبد الرحمن2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية