لا بأس أن تقرأ على طريقة جيل "Z" 👌🏻نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #30

بواسطة مرجع التدوين #العدد 30 عرض في المتصفح
جيل "Z" لايحب التهام الكتب بل يُفضل تذوقها! وبالتأكيد لكل قاعدة استثناءات .

سباق الأرنب والسلحفاة:

أتداول مع أكثر صديقاتي حباً للقراءة بعض المصطلحات الظريفة، عند حديثنا عن آخر ما قرأنا، ولأننا كثيراً ما نخترع مسميات لبعض المواقف والأحداث، فقد قمنا بتسمية طريقة القراءة لأكثر من كتاب في آن واحد بالقراءة "الأرنبية"، لأننا ننتقل بين مجموعة من الكتب في الفترة الواحدة، على عكس قراءة "السلحفاة" التي تستمر في التقدم بمثابرة، فلا تنتقل إلى كتاب جديد حتى تنهي الذي قبله.

في الوقت الحالي أنا أرنب! لدي ثلاثة كتب أقرأها منذ فترة ولم أنهها بعد، بينما هي كانت ولازالت -وبكل فخر- سلحفاة نهمة مجتهدة! وكثيراً ماتباهت أمامي بإنجازاتها العظيمة في التهام الكتب؛ تصل إلى خط النهاية قبلي، ولكني وبكل روح رياضية لم أعد أرى في طريقة الأرنب منقصة، على العكس، فمن خلال المستجدات الأخيرة في عالم القراءة صار هذا التنوع في القراءة لأكثر من كتاب هو الطريقة المنشودة، فهي الوسيلة التي أنقذت جيل Z من هجران القراءة! 

Unsplash -By Laura Kapfer

Unsplash -By Laura Kapfer

وعلى الرغم من أني لا أدخل ضمن نطاق جيل Z لأني من مواليد بداية التسعينات، إلا أن صديقتي تخبرني بأني أخذت بعضاً من طباعهم في هذه النقطة، فما هي "معضلة القراءة" التي نتجت عن عصر السرعة؟ ولمَ كل هذه التخوفات والتنبؤات بشأن هجران القراءة المحتمل من قبل الأجيال اللاحقة لجيل Z؟

كتبت جين توينج -أستاذة علم النفس في جامعة ولاية سان دييغو- في مقالتها "هل أصبحت الكتب ميتة؟ لماذا لا يقرأ جيل z؟ " مقالاً يستقصد جيل "Z بالتحديد، ومن خلال مقالتها هذه يمكنك استشعار مقدار تخوفها وتوجسها - كما هو الحال مع بقية زملائها من الأكاديميين والتربويين والآباء والأمهات وحتى الأجداد حول العالم- فيما يتعلق بجيل الطفرة المعرفية، حيث ناقشت أ.توينج جميع المخاوف والإحصاءات المتعلقة بجيل Z وعلاقته مع القراءة بأنواعها وأصنافها خاصة الأكاديمية منها، وكلها تستدعي التدخلات الطارئة لانتشال الأجيال القادمة من كارثة هجران القراءة!

Unsplash -By Ben White

Unsplash -By Ben White

عادي إذا كنت شخصاً ملول:

 أرى أن جيل Z يمتلك تكنيكاته الدفاعية وطرقه الخاصة التي استطاع من خلالها مواجهة تحدياته الاستثنائية، وقد نجح، وبرأيي أن هذا الجيل مظلوم في الحكم عليه من قبل الكبار.إذا كنت من جيل Z، فربما بشكل أو بآخر أنت صنف يحمل صفات "الملول" حتى ولو كنت صبوراً وبطيئاً بطبعك، على عكس الأجيال السابقة، يرجح الخبراء أن هذا الملل الذي يعيشه هذا الجيل يعود سببه إلى الثورة المعلوماتية التي ظهرت فجأة، والخيارات اللانهائية لقضاء أوقات الفراغ.

Unsplash -By Annie Spratt

Unsplash -By Annie Spratt

إذا تمعنا النظر جيداً، سنجد أن جيل Z يخشى الملل، وهذا الخوف من الملل أحد تحدياته التي - ربما- لا يد له فيها، فقد كتبت كلير جولان- مساعد عميد المدرسة السويسرية للإدارة الفندقية-  كيف يؤثر خوف جيل z من الملل على خياراتهم الدراسية والمهنية، وذكرت بأن الإرهاق كعبء كان يخافه كل موظف من الأجيال السابقة قد تم تجاوزه الآن، وحل بديله الخوف من الملل، وهذا بالفعل ما يشكو منه جيل Z .

مايفسر كيف أن جيل Z وكل من يعيش عصر السرعة الآن، هم أقل الناس صبراً في السعي إلى اكتساب المعلومة والبحث عنها، وملولين في الوقت ذاته، ويبدو أن الملل طغى على الصبر؛ فبينما كانت الأجيال السابقة تتسابق في التهام الكتاب الواحد خلال فترات قصيرة، صار أبناء هذا الجيل ومابعده، يميلون لقراءة أكثر من كتاب في ذات الوقت، هذه الطريقة لم تكن رائجة بهذه الدرجة، فمع ظهور الكتب الالكترونية، صارت عملية القراءة أيسر، وتوفر الكتب التي ترغب في قراءتها بنقرات معدودة لن تأخذ منك جهداً يذكر!

ومن ملاحظتي لشريحة القراء من الزملاء والأقارب والمعارف، وجدت أن جميع الأجيال تعاني من هذا الملل وقلة الصبر بشكل أو بآخر، وهذا انعكس على طريقتنا في القراءة أيضاً، ربما الفرق الوحيد أن جيل Z لم تسنح له الفرصة في أن يخوض تجربة القراءة كما خاضتها الأجيال السابقة، ولم يتحمل عناء البحث عن المعلومة والشعور بقيمتها كما فعل من قبله، بل وضعه مزرٍ فيما يتعلق بكثافة المحتوى والمعلومات وتعدد مصادرها وإمكانية الحصول في لحظات، وهذا ما يجعله عرضة للتشتت والحيرة والارتباك.

يظل الملل ظاهرة عصرية ملازمة لجميع الأشخاص ممن عاصر هذه النقلة النوعية، فلطالما قابلنا أشخاصاً من مواليد نهاية الثمانينات والتسعينيات، ومعظمهم كان ملولاً لدرجة قد تفوق أبناءz أنفسهم، لا أستطيع أن أحصي كم مرة أخبرني الكبار فيها بعبارة"عطني الزبدة وارحمني من الحشو! "

وما ساهم في جعل طريقة القراءة لأكثر من كتاب في وقت واحد أسهل وأكثر متعة وراحة، هو ظهور المكتبات والكتب الإلكترونية، وكثافة الإقبال عليها في الفترة الأخيرة، لذا فأنا أعتبر التنبؤ بهجران القراءة مستقبلاً نوعاً من المخاوف غير الحقيقية، وربما تصدق، من يعلم؟ الأمر مرهون بتنمية ثقافة حب الاطلاع والفضول والاكتشاف في أبنائنا..

Unsplash -By @felipepelaquim

Unsplash -By @felipepelaquim

تذوق الكتب بدل التهامها:

وبالعودة لموضوع الأرنب الذي لا يرضيه أن يقرأ كتاباً واحداً لمدة طويلة، دعني أخبرك بعضاً من مزايا هذه الطريقة في حال كنت تنوي تجربتها، منها التوافق المزاجي في ظل الضغط والانشغال الذي نعيشه طوال اليوم، فبدلاً من عدم القراءة يمكنك أن تقرأ اليسير، وهذا يجعلك تتذوق كل كتاب وتشعر بالتجدد عندما تنتقل إلى غيره، أُفضل حينها أن أختار مواضيعاً مختلفة لكل كتاب، العيب الوحيد الذي شعرت به أن بعض التفاصيل قد تفلت كلما طالت مدة قراءة الكتاب، وعندما تنقطع عن القراءة لسبب أو ظرف فهذا يعني أنك ستنقطع عن عدة كتب دفعة واحدة، لكن الحياة موسمية اليوم أنت يناسبك أن تكون أرنباً غداً، ربما سيناسبك أن تعود سلحفاة مجتهدة مثابرة، ولا عيب في أي من ذلك! 

أخبرنا كم كتاباً تقرأ؟ و كيف تصف تجربتك في القراءة؟

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

***

خبر عاجل 🤫:

وردتنا تسريبات عن أخبار حصرية للغاية تُحاك بسرية من بعض أعضاء الفريق عن خدمة جديدة ستكون إضافة في عالم التدوين العربي. 
كونوا بالقرب 🔜...

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

كيف أنقذت القراءة حياة "إريكا"📚
هل ستكتب أيام العيد أم ستكتفي بملء كوبك 😌☕
تدوين القرآن، الكتابة التأملية بنية التدبر والتفكر 🌱🌛

📩للإعلانات:

[email protected]

مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية