كيف تستخدم "الإيموجي" بذكاء في كتاباتك🤓🤔نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #31

بواسطة مرجع التدوين #العدد 31 عرض في المتصفح
يعود أول ظهور لـ "الوجوه والابتسامات" -من الايموجي- إلى مارس 1881م، عندما تم نشر أربعة وجوه منمقة في مجلة Puck الأمريكية الساخرة، كدليل على مهارتهم في الطباعة.

Unsplash -By Typerium App

Unsplash -By Typerium App

مجلة Puck- مارس 1881م

مجلة Puck- مارس 1881م

في الحضارات العريقة، استخدم الإنسان الرموز قبل اختراع الأحرف للتعبير عن الكلمات، فكان ينحت ويرسم كوسيلة للتوثيق، مع مرور الزمن صارت الرموز المرسومة طريقة صعبة للتعبير؛ تأخذ وقتاً طويلاً لرسمها وابتكار المزيد منها، حتى تطورت عن تلك الرموز الأحرف التي كانت أساس الكتابة.

وخلال تاريخ البشرية منذ بوادر اختراع الكتابة، مرّت الكتابة بتطورات كثيرة ومذهلة حتى وصلت إلى الشكل الحالي، ومع ذلك لم تكن الحروف والأرقام كافية، فكان لعلامات الترقيم أهمية كبيرة لفهم الجُمل والتراكيب والمعنى كما يود كاتبها أن تصل إلى القارئ، إلا أن اختراع "الإيموجي" أعطى للكتابة بعداً غير مسبوق، وهو التعبير عن العواطف والمشاعر بطريقة سهلة ودقيقة، بل وصارت ضمن سياقات وثقافات مختلفة.

منذ فترة ليست ببعيدة، اعتبر الكُتاب "الإيموجي" رموزاً غير احترافية لتضمينها في مقالاتهم ونصوصهم، ولا يزال الكثيرون يهمشون استخدامها، والأمر يرجع لرؤية كل كاتب وطريقة كتابته، ولكن لقيَت الرموز التعبيرية في الفترة الأخيرة طريقها في العديد من التدوينات والحسابات الاجتماعية والنشرات البريدية، ما يعني أن القارئ اليوم بدأ في استساغة وجودها بشكل كبير وغير مسبوق، لكن السؤال الأهم؛ كيف يمكن أن تستفيد ككاتب من هذه "الإيموجي" بالشكل الصحيح لتوصيل المشاعر للقارئ؟ 

من ناحية التأثير على محركات البحث، فإضافة هذه الرموز التعبيرية من عدمها لا تؤثر في محركات البحث أو الـSEO بأي شكل ٍ من الأشكال، لكنها قد تؤثر بشكل كبير في صناعة هوية النصوص والتأثير على القارئ في صورة عفوية في ظاهرها، ومستقصدة ضمن خطة تسويق وجذب للقراء!

أما من ناحية التأثير على منصات التواصل، فإضافتها تؤثر فعلاً على خوارزمية المنصة من حيث تسجيل النبرة على المنشور، ممّا يساهم في وصوله لجمهور أكبر، وهذا مايفسر السبب خلف بعض المنشورات التي تصبح ترند بناء على الإيموجي المستخدم فيها!

Unsplash -By Denis Cherkashin

Unsplash -By Denis Cherkashin

قد يعتبر البعض "الإيموجي" نوعاً من الكماليات والخروج عن الرسمية، لأنه لم يعتد قراءة الكتب والمقالات في وجودها، بل ربما يعتبرها نوعاً من البهرجة المستفزة غير الضرورية، والحقيقة أن وجود "الإيموجي" قد ظهر مؤخراً مع تطور منصات التواصل الاجتماعي، وهي المكان الذي تألقت فيه وتطورت وازداد عددها، ولكن يمكن أن يحتاجها الكاتب في غير مواقع التواصل الاجتماعي سواء في المقالات أو التدوينات، المهم أن يراعي سياقها وفقاً للجمهور المستهدف، لأنها يمكن أن تصبح سلاحاً ذو حدين، فإما أن يحافظ على جمهوره القارئ -عن طريق استخدامها- وإما أن يخسره.

كشفت دراسات عن بعض النتائج المثيرة للاهتمام، وهي أن لدى الرموز التعبيرية "الإيموجي" القدرة على تعزيز التعبير العاطفي وتعزيز التعاطف في التفاعلات الرقمية، فضلاً عن كيفية سد الفجوة التي خلفها غياب التعبيرات غير اللفظية في المحادثات عبر الإنترنت - مما يتيح لنا نقل النبرة، والمزاج، ونية الكاتب بشكل أكثر فعالية.

لذا فهذه بعض النقاط المهمة التي يحتاجها كل كاتب ليستخدمها بذكاء في نصوصه الرقمية قبل النشر:

👴🏻🧕🏻 الفئة العمرية والفئة المستهدفة: 

لأن "الإيموجي" هو تعزيز لإيصال الشعور العاطفي، فأكثر من يستخدمه هن النساء، فإذا كان لديك محتوى موجه للنساء يفضل أن تكون حريصاً على إدراج الايموجي في نصوصك، أما بالنسبة للعمر، فجيل Z هم أكثر من يستخدمون الايموجي بكثرة؛ وفقًا لفريق Emoji Consumer Science فإن أكثر من 70% من المستخدمين للايموجي يقعون في الفئة العمرية بين 25-29 عامًا . كما أن أكثر من 70% من مستخدمي الرموز التعبيرية الأكثر تكرارًا على الإنترنت هم من النساء.

وعلى ذكر اختلاف الأجيال فحتى في الرموز التعبيرية يختلف كل جيل عن الآخر في طريقة استخدامها، وربما اختلف معنى الجملة كلياً بتغيير الايموجي حسب الجيل المستهدف، ففي عام 2022، أكدت كيث بروني، رئيسة تحرير Emojipedia، أن أفراد الجيل Z يستخدمون الإيموجي بشكل مختلف عن الأجيال الأخرى. على سبيل المثال، هذا الوجه المبتسم قليلاً (🙂) بالإضافة للإبهام (👍) تعتبر رموزاً عدوانية سلبية بالنسبة لجيل Z، على عكس ذلك يمكن للأكبر سناً أن يستخدمها للتعبير عن الود! في حين يختار الجيل Z الوجوه المبتسمة الأكثر حماسًا (😊) لإضافة الوضوح العاطفي والتعبير عن وِدهم.

Unsplash -By Katie Franklin

Unsplash -By Katie Franklin

🤕 الكثرة قد تسبب الحيرة:

كثرة الرموز التعبيرية يمكن أن تصيب القارئ بارتباك في استحضار المعنى الشعوري للجُمل، حتى لو كانت الرموز منسجمة مع بعضها البعض.

 فقد اثارت "شيفروليه" الضجة من خلال  بيانها الصحفي الخاص بالرموز التعبيرية "الإيموجي".

بيان صحفي بالرموز التعبيرية لـ"شيفروليه"

بيان صحفي بالرموز التعبيرية لـ"شيفروليه"

نشرت شيفروليه بيانًا صحفيًا باستخدام الرموز التعبيرية فقط دون استخدام حرف واحد، ويعد هذا مثالًا لما يمكن أن يحدث إذا أفرطنا في استخدام الرموز التعبيرية. 

وبقدر ما كان هذا الأمر جديداً وملفتاً، إلا أنه زاد من حيرة القراء ولم يفهموا منه شيئاً، بينما اعتقد آخرون أنهم قد بالغوا في استخدام الإيموجي دون أن تصل الفكرة. لذا كن على دراية بكيفية استخدام الرموز التعبيرية بالطريقة الصحيحة بعيداً عن بهرجة النص والتعقيد. 

📑🗞️استخدام "الايموجي" في العناوين والمقالات:

في المقالات والتدوينات وعناوينها، يفضل أن تستخدم "الإيموجي" بذكاء، لا تستخف بتأثيرها إذا كانت تدعم الجانب العاطفي مع موضوع المقالة أو التدوينة، وفي حال كنت رسمياً جداً ينصح باستخدام "الإيموجي" الذي يعبر عن الأرقام والرموز فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار الجيل الذي توجه له محتواك، تذكر ألا تكثر منها في جميع الأحوال.

Unsplash -By Domingo Alvarez E

Unsplash -By Domingo Alvarez E

✅😌البساطة والسلاسة صديقة الإيموجي: 

إذا كان لديك فكرة بسيطة تحاول إيصالها بلغة سهلة غير معقدة، يمكنك استخدام الإيموجي، لكن إذا كان لديك فكرة تحتاج لتركيز أكبر، ربما يكون استخدام الايموجي ليس في صالحك حيث يمكن أن يشتت القارئ ويصعب عليه الفهم والاسترسال!

في النهاية يعتمد الأمر على مهارة الكاتب وحدسه في معرفة الشريحة التي تتقبل استخدام الرموز التعبيرية في النصوص بأنواعها.

وأنت هل تستخدمها؟ وفي أي مواضع بالتحديد؟ 

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

لا بأس أن تقرأ على طريقة جيل Z 👌🏻
كيف أنقذت القراءة حياة "إريكا" 📚
تدوين القرآن، الكتابة التأملية بهدف التدبر والتفكر 🌱🌛

📩 للإعلانات:

[email protected]

مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية