هل تُخطط قبل الكتابة؟💡📊 نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #24

📍لمَ يتوجب عليك أن تتعلم "كيف تخطط للكتابة"

بعد فترة من الاستمرارية في الكتابة بشكل يومي، صار التحدي أمامي أن أنشر بشكل منتظم، والحقيقة أن الكتابة لا تعني النشر بالضرورة، هذه الحقيقة غائبة عن أذهان معظم الكُتاب في الوقت الحاضر، وهذه الحقيقة هي ما تجعل تواصلهم بنّاء مع قرائهم.

لا يخفَ على أي كاتبٍ أن عملية النشر تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت في التعديل والحذف والتنسيق، ثم النشر. وبسبب ذلك لم تكن عملية الكتابة المستمرة مُرضية بالنسبة لي بعد تذبذب النشر وعدم انتظامه، كنت غافلة عن فصل العمليتين، وحتى حينما انتبهت للأمر، لم يكن بمقدوري أن أجعل الأمر تلقائياً ومستمراً وسط بقية انشغالاتي اليومية المختلفة كما حدث مع الكتابة بكل سلاسة، لذا فقد كان الأمر يحتاج إلى كلمة السر: الخطة!

فبعد أن تصبح الكتابة عادةً تمارسها بانتظام -وهذي الخطوة رقم صفر- هذا هو الوقت المناسب لتنتقل للخطوة التالية، ألا وهو "التخطيط للكتابة".

وهذا هو الحل الوحيد الذي استطعتُ بواسطته أن أركز جهدي وأدير وقتي. ولازلت أتعلم من كل تجربة تخطيط ولكن التحسن المستمر يستحق المحاولة.

فيما يلي سأخبرك عن مكتسبات عدة يمكنك أن تحصل عليها إذا خططت للكتابة، وهذه المكتسبات حصلت عليها بجهد ووقت ثمينين عن تجربة وملاحظة شخصية بعد محاولاتي في اكتساب مهارة التخطيط للكتابة، ولكني سأشاركها معك ملخصة وأتمنى أن تساهم في توفير الوقت والجهد عليك، وتوجه طاقتك فيما يثري كتاباتك ويطورها.

◀️ فوائد التخطيط لما ستكتب: 

إذا كنت ترغب في أن تصبح كاتباً وتحافظ على إنتاجيتك بكل ثقة، فعليك أن تفرغ بعضاً من وقتك للتخطيط، هذا الوقت هو مساحة استثمارية لأوقاتك وجهودك التي ستقضيهم في الكتابة، بل هو المنطلق لترى هدفك ينمو ولتشعر بالنتيجة وتحسها بدل التشتت والضياع وعدم القدرة على قياس وصولك للهدف.

يمكنك من خلال "التخطيط للكتابة" أن تخلق لنفسك أوقاتاً للراحة دون الشعور بتأنيب الضمير أو الخوف من الانقطاع عن الكتابة، ومن خلال التخطيط يمكنك أن تفهم عقليتك الكتابية وتراقبها؛ متى تكون جيداً وماهي الظروف التي حسنت من بعض مقالاتك وجودتها مقارنة بغيرها؟

 ستتعلم أيضاً متى تكون غزارة أفكارك في أوجها، هل مباشرة بعد أيام الراحة من الكتابة؟ أم بعدها بفترة طويلة تحتاج قبلها إلى "التسخين" والدخول في أجواء الكتابة وتقمص عقلية الكاتب؟ 

وبالتأكيد للتخطيط للكتابة فائدة كبيرة لأولئك الذين يكتبون في مجالات عدة في الوقت ذاته، يحتاج هؤلاء على وجه الخصوص إلى تعلم منهجية التخطيط لتوزيع جهودهم وأوقاتهم توزيعاً صحيحاً لحصد نتائج مُرضية، وفقاً لأهدافهم من الكتابة في كل مجال.

إذاً ما الذي يمنعك من التخطيط للكتابة؟ يمكنك أن تبدأ دون أن تخسر شيئاً.

◀️ كيف تبدأ التخطيط للكتابة؟

١. ابدأ من الماضي: راجع مقدار ما تكتب، راجع المواضيع التي تكتب عنها ورتم تكرار مجالاتها، وابدأ بوضع خطة زمنية تجريبية للمواضيع التي ستكتب عنها وفقاً لما كنت تكتب.

٢. ابدأ بخطة بسيطة جداً: يمكنك جدولة عدة مواضيع أو موضوعين فقط ضمن تجربتك الأولى، تذكر أن تضع بعين الاعتبار الكتابة كعملية مجملة: مرحلة تجميع الأفكار، البحث والاطلاع، الكتابة والتعديل، التنسيق والمراجعة.

٣.حدد عُمر خطتك:  هل ستكون خطتك شهرية؟ نصف شهرية؟ أم كل أسبوع؟ تحديد عُمر الخطة مهم لتوزيع طاقتك، استخدم الورقة والقلم ثم استخدم بعض التطبيقات المعينة على تذكيرك بمهام الكتابة خلال الأسبوع أو الشهر.

٤. اجعل في خطتك منفذاً لبعض العفوية: 

يمكنك في بعض الأحيان أن تكتب خارج إطار خطتك في حال شعرت برغبة في ذلك ولديك موضوع مكتمل الفكرة. 

٥. وقت للمراجعة: تراجع انطباعات القراء وإحصائيات الوصول والقراءة لتعدل الأخطاء وتتفادها في خطتك القادمة أوتعزز نقاط القوة والمميزات.

قد لا تنجح خطتك من أول مرة، تدرب على التخطيط وعدل عليه بالاستمرار؛ تبدو فكرة التخطيط بحد ذاتها فكرة ثقيلة على النفس، ومحبطة أحيانا، لأننا نتوقع دائما أننا بمجرد انتهاءنا من التخطيط ستعاني من ثقل المهمات المنتظرة، لذا فمراجعة الماضي يعطيك شعوراً بأن المهام اعتيادية وكلها قابلة للتحقيق لأنك جربتها من قبل وتستطيع فعلها مجددا، مع ذلك يعتبر التخطيط تجربة تحتاج منا إعادتها وتكرارها لنصل للنسخة الأفضل والناجحة لنا والمؤدية للغرض من التخطيط. كل مرة تفشل في تطبيق الخطة هي مكسب لإعادة صياغتها حتى تناسبك بالشكل الذي يخدمك ويفيدك.

تذكر: لا يتوجب عليك أن تكتب خطة كبيرة متقنة لتدوينات عظيمة ومحتوىً ضخم، لا تفكر بعقلية المثالية لأنك ستقع في فخها، خذ الأمور بسهولة وبساطة، وابني خطتك خطوة خطوة.. 

أخبرنا في التعليقات، هل تخطط قبل أن تكتب؟ 

كتابة وإعداد: إيمان السقاف

إشراف عام: أحمد قربان

 🎙️توصية بودكاست عن الكتابة

هذه الفقرة جديدة، ستكون أسبوعية أو كل أسبوعين نشارك فيها حلقات بودكاست مفيدة عن الكتابة والتدوين. 

توصية هذا الأسبوع لبودكاست "تيم فيريس"، ضيف هذه الحلقة هو الكاتب "كارل نيوبورت" صاحب كتاب "كن جيداً جداً لدرجةٍ لا يمكنهم أن يتجاهلوك" So good they can’t ignore you وتكلم فيها عن خبايا الكتابة، واختياره أن يكون كاتباً على وظائف أخرى قد نراها أفضل، مثل أن يكون مستشاراً لشركة يطبق فيها مبادئ كتاباته. 

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

 📩 للإعلانات:

[email protected]