ثلاثُ نصائح لرفع جودة كتاباتك وتطويرها 🌟✅نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #23

بينما كنت أتصفح على منصة انستغرام، شدني نص بديع في الوصف والطرح والأسلوب، اعتقدت لأول وهلة أن الكاتبة متمرسة في الكتابة الأدبية الإبداعية، وعبر في ذهني سؤال سريع: هل تمتلك هذه الكاتبة مدونة أو منصة لنشر ما تكتب بشكل احترافي بدلاً عن منصة انستغرام؟ لم يكن النص طويلاً، كانت صياغته سهلة ممتنعة، قرأته باستمتاع وتركيز من أول حرف حتى نقطة النهاية، أسلوب الكاتبة واختيارها الألفاظ والتراكيب ينم عن موهبتها وعبقريتها في شد القارئ بطريقة ساحرة، وفي النهاية لم يكن موضوع المنشور قصة قصيرة أو خاطرة أو نصاً تعبيرياً، لقد كان تمهيداً لإعلان عن ورشة تخص الأمهات!، صدقاً، لو كنت معنية بموضوعها كنت لأشترك بدون تردد! لقد أغرتني حروفها وشدني أسلوبها منذ أول كلمة لتحفزني في النهاية بعرضها لهذه الخدمة بعد أن وثقت بها وأعجبت بطريقة عرضها لفكرتها؛ استدراج ناجح بامتياز!

بعد خروجي من جو النصوص الآسر "أدبيا ومعرفياً" تساءلتُ، ما الذي يجعل مثل هذه الكتابات بهذه الجودة والتأثير رغم إيجازها في عدة فقرات وبضعة سطور؟ 

ولأني أؤمن بأن عملية التطوير عملية مستمرة، فلا تتعجب لحفظي بعض النصوص والمقالات المشابهة، والتي أعود إليها بين الفينة والأخرى، ليس لشيء غير أن أغوص في الكلمة والتركيب والاستمتاع أكثر فأكثر.. 

وقد لاحظت ثلاثة أمور من إعادة قراءتي لمثل تلك النصوص، تتكرر لدى جميع كُتابها رغم تباين أساليبهم واختصاصاتهم وأفكارهم في كل نص.

١. مقاومة الكسل: 

ما الذي يحتاج الكاتب إلى بذله غير تحريك بضع أصابع؟ في الواقع لا يبذل الكاتب غير هذا المجهود البدني الطفيف بواسطة أصابعه، أما بقية الجهد فهو طاقة ذهنية مكثفة وإشغال لبعض حواسه الخمس، كالنظر بشكل كبير والتنفس بشكل تلقائي وجهد قليل، مما يعني أن التكاسل يحدث في تلك العملية الذهنية التي تستهلك طاقته في المجمل، وتتمثل: بالتكاسل في صياغة الفكرة، واستثقال التعمق في كتابتها.الكثير من الكتاب يمتلكون أساليب سهلة، وأخرى تحتاج جهداً أكبر من التنميق والترتيب في الصياغة، أحياناً يستسهل الكاتب كتابة فكرته بعبارات سريعة مقتضبة كانت تحتاج لبعض التركيز والمحسنات البديعية لتصبح أفضل من ذلك، فبدل أن يكتب: "امتطى على عجل صهوة حصانه ثم انطلق مسرعاً"، يمكنه أن يكتب بكل سهولة: "ركب حصانه ثم انطلق"، وكلا الجملتين لا تتشابهان من ناحية التأثير على القارئ، ورغم أن الصياغة الأولى ربما كانت أقرب إلى نفس الكاتب وذهنه، إلا أن بعض التكاسل قد يحجم الكاتب عن تطوير كتابته، والخسارة تكمن في فقدان الكثير من التأثير على القُراء في إيصال المعنى..

٢. تحليل أنواع الكتابة التي تستمتع بها: 

كاثرين ميلر ذكرت عشر نصائح لتطوير أسلوب كتابتك كان من ضمنها تمرين بسيط فكرته هو أن تحلل الكتابة التي تعجبك وتستمتع بها، وهنا أوافقها في تأثير ذلك على تطوير كتابتي بشكل ملحوظ، هذا التمرين قد يبدو لأول وهلة ممل وغير مجدٍ، لكنه ممتع ويفوق التصور في مقدار تأثيره..
تنصح كاثرين أن تجمع بعض الكتابات من المقاطع أو النصوص القصيرة التي تعجبك وتلامس ذائقتك، بعدها انظر-مثلاً- إلى كيفية استخدام كُتابها للغة الوصفية للتأثير على القارئ، أو اكتشف كيف تخلق بنية الجملة.

٣. جاذبية التمكن الإملائي والنحوي:

لا يحدد تطبيقك للقواعد الإملائية والنحوية كونك كاتباً أو لا، يحدد ذلك الموهبة، القدرة على الكتابة، ومهارتك في الصياغة، ولكن -وليكن تحت هذه الـ لكن خطاً- الكاتب المتمكن من القواعد اللغوية كاتب مقدس في ذهن القارئ، لن تستغرق منك التعديلات الإملائية والنحوية وقتاً عندما تكون ضمن سياق العملية الكتابية، بالمقابل فإن الإيقاع البصري لتشكيل الكلمات العربية وإعرابها هو أكثر ما يجعل القارئ منسجماً مع النص، يحتاج الأمر فقط بعض التدرب والاعتياد والاجتهاد في البداية، فلا أقسى على القارئ من كاتبه المفضل وهو يكتب همزة القطع وصلاً أو همزة الوصل قطعاً! ماذا لو نصب فاعلٍ أو جر مفعولاً به، الأخطاء تحدث ولا يتطلب الأمر أن تكون نحوياً بامتياز، لذا رفقاً بقلوب القراء العاطفيين اتجاه الإملاء أمثالي..!

أي نصيحة شدتك؟ أخبرنا تجربتك في تحسين كتابتك، ربما يمكننا مشاركتها في أعدادنا اللاحقة!

كتابة وإعداد: إيمان السقاف

إشراف عام: أحمد قربان

الفائزين بجائزة مرجع التدوين 2023 🎉🏆

 نبارك للفائزين بمسابقة مرجع التدوين 2023، ريمة، محمد جواد، وسارة الجريسي 🥳. مبارك فوزكم وننتظر جديدكم دائماً لإثراء عالم التدوين العربي.

لا تنسوا متابعتنا في إكس والاشتراك في هذه النشرة لتصلكم أجدد مسابقاتنا وفعالياتنا ✨

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩 للإعلانات:

[email protected]