كيف تجعل من القراءة مُحفزاً جيداً للكتابة؟ 💫✍🏻نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #21 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 21 • عرض في المتصفح |
كلنا يعلم أهمية القراءة لتطوير مهارات الكاتب، فكره، وأسلوبه، هذا الأمر لا يختلف عليه اثنين، ولكن هنالك نوع من القراءة لا يجب أن يعتمد عليه "الكاتب الجيد" قبل أن يكتب، والذي قد يتسبب في ظاهرة "تأثير القراءة اللحظي".
|
|
أرسلتْ لي صديقتي -التي تجيد الكتابة لكنها لم تنتظم فيها يوماً- رسالة تخبرني فيها، أنها أرسلت بريداً طويلاً بخصوص العمل لمديرتها المباشرة؛ تشرح فيه وجهة نظرها، "إيمان، كتبت ايميل طويل كأنه تدوينة أو نشرة بريدية!" |
المفاجأة التي حدثت أن مديرتها عادت لتكتب كثيراً! فجأة صارت حساباتها الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالنصوص المقالية والتعبيرية. والأكثر دهشة أنها أصبحت تبتسم كثيراً كل مرة يُذكر فيها ما كتبته؛ يتوهج عن وجهها شعور بالإنجاز والانتشاء على غير العادة! حتى صرّحت ذات مرة بأنها: لم تتوقع أن كتابتها لا تزال جيدة ومؤثرة حتى الآن! |
إذا سبق وأن اختبرت مثل هذا الشعور أو القصة، فهذه الظاهرة تسمى "تأثير القراءة اللحظي". |
الكتابة تحت تأثير القراءة اللحظي: |
هنا يبدو هرمون الدوبامين واضح المعالم، وهذا ليس سيئاً، ولكن يصبح هذا التأثير سيئاً للكاتب حينما يدمن هذا الأمر، فلا يستطيع الكتابة إلا تحت تأثير القراءة اللحظي، أي تحت تأثير نصٍ ملهم، متكامل في نظر قارئه؛ فيبدأ القارئ بتقليده في الكتابة والأسلوب. |
قد تتساءل مالفرق بين تأثير القراءة اللحظي على الكتابة وتأثير القراءة بشكل عام على الكتابة؟ الإجابة هي قدرة الكاتب على الاستمرارية في القراءة والكتابة بشكل منفصل وفي أوقات متفرقة. اسأل نفسك، هل أنا أقرأ باستمرار حتى عندما لا أكتب؟ أم أنني لا أقرأ إلا عند الحاجة أو قبل كتابتي بوقت قصير؟ إذا كانت الإجابة على السؤال الأول "نعم" فهذا يعني أنك لا تكتب تحت تأثير قراءة نصٍ معين، أما إذا كانت إجابة السؤال الأول بـ"لا" والثاني بـ"نعم" فهذا -غالباً- يدل على أن كتابتك متأثرة بالقراءة اللحظية. |
إذاً، هل عليك أن تتوقف عن الكتابة كلما شعرت بهذا الشعور بعد القراءة؟ |
الإجابة لا ونعم في ذات الوقت، يمكنك الكتابة تحت تأثير القراءة فوراً ولكن بغرض اقتناصها كفرصة لتقوية تقمصك لأسلوب جديد أو كتمرين للتجديد في أسلوبك، لكنها لا تصلح للنشر في الغالب، يمكنك أن تعود لمثل تلك الكتابات بعد مدة، على الأرجح أنك ستشعر بأنها لا تشبهك بعد خروجك من تأثير القراءة اللحظي، وربما ستعدل فيها وتحور كثيراً حتى تنتهي بنص جديد ينتمي لطريقتك في الكتابة. |
القراءة المنتظمة وتأثيرها بعيد الأمد: |
أكثر مفهوم اقتحم المجالات في العقود الأخيرة هو مفهوم الاستدامة! صارت البشرية تقدّر المكتسبات بعيدة الأمد، الرؤى والأهداف المستقبلية تستحق العمل الدؤوب، لأن فائدتها طويلة ومستمرة ومتجذرة.. |
"من المؤكد أن مشاهدة الأفلام لن تجعلنا مميزين في صناعتها بأنفسنا، ولكن لأن القراءة تستغرق وقتاً أطول بكثير في متابعة الأحداث من خلال النص، ولأنك تختار وتيرة القصة حينما تقرؤها بنفسك، ففي هذه الحالة يكون كاتب النص هو الفنان الذي صنع السيناريو، وأنت المخرج، وهكذا ستلاحظ أن عقلك يبدأ في التصرف كما لو كان هذا صحيحاً حتى بعد الانتهاء من الكتاب". |
القراءة المنتظمة أو بشكل دوري ولو بتخصيص ربع ساعة لأيام محددة في الأسبوع يمكن أن تنقل كتابتك إلى مستوى أعلى، وليس عليك أن تحصر نفسك على قراءة الكتب؛ فقراءة المقالات، التدوينات، النشرات البريدية والمحتوى المدمج بين الصور والنصوص في بعض المنصات يمكن أن يحدث نفس الأثر، حدد وقتاً والتزم به، ودع عقلك ليجمع أكبر عدد من المعلومات ليعالجها لك فيما بعد بصورة بديعة في كتاباتك! |
هل تعتمد على تأثير القراءة اللحظي في كتابتك، أم تعتمد على تأثير القراءة المنتظمة؟ أخبرنا أيهما حصلت منه على نتيجة واضحة بعد تطبيقه؟ |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف |
إشراف عام: أحمد قربان |
*** |
لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
خمسة حلول للعودة للكتابة بعد انقطاع طويل 🌱✨ |
تمارين الكتابة 📝 واللياقة الإبداعية للكاتب 🎾 |
أهم أربعة دروس تعلمتها عن الكتابة خلال 2023 |
📩للإعلانات: |
التعليقات