هل استراحة الكاتب من الكتابة فكرة جيدة؟🤔نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #22

بعد بحث سريع أجريته لبعض تجارب المدونين الملتزمين بالكتابة لفترة طويلة دون انقطاع، حول موضوع "أخذ الكاتب لاستراحة يتوقف فيها عن الكتابة" وفي الوقت الذي تحدثنا فيه كثيراً عن الاستمرارية في الكتابة والانضباط فيها، كان ملخص البحث يشير إلى أهمية أن تحافظ على جهازك العصبي حتى لا تتلف ناقلات الأعصاب ومحفزات الإبداع التي من دونها لا يمكنك أن تحسن كتابتك أو تطورها! 

نزلت بمعلومة أخرى تفيد بأن الكُتاب يتفاوتون في تأثير الكتابة على إجهاد أجهزتهم العصبية، فلا تشكل الكتابة ضغطاً على أعصاب الجميع، مما يعني أن بعض الكُتاب قد لا يحتاج إلى استراحات منتظمة بقدر احتياجه للكتابة المنتظمة؛ لأن مكتسباتها تؤثر بشكل جيد على نفسيته وذهنه!

إلا أننا في هذا العدد سنتحدث عن الصنف الذي يشعر بأنه في حاجة ملحة لأخذ استراحة، ولكنه يشك في مدى حقيقة هذه الحاجة، هل يمكن أن تكون فخاً أو حديث نفسٍ ليتكاسل أو يماطل بدل أن يكمل مسيرة الكتابة ويحافظ على انتظامها؟

🔹الجهاز العصبي المُرهَق:

على الرغم من أن الكتابة التفريغية هي إحدى أفضل الوسائل التي يمكن للإنسان أن يخفف أو يعالج بها آثار التوتر والقلق إلا أنها في المقابل قد تتحول الكتابة إلى أحد أبرز أسباب إرهاق وتوتر الجهاز العصبي عندما يمارسها الكُتاب  الممتهنون لهذا المجال أو المدونون المنتظمون في التدوين.

في مدونتها كتبت "فرانكي تومسون"، مقالاً بعنوان  عندما آخذ استراحة من الكتابة.

فرانكي مدوِّنة من النوع الذي يشكل الهدوء والاسترخاء وقضاء بعض الوقت مع ذاتها ضرورة ملحة لتعبئة آبار الإبداع وشحن مخازن الطاقة لديها. تُذكّر فرانكي نفسها بأن التركيز على أشياء أخرى- كالاسترخاء مثلاً -سيؤدي أيضًا إلى تقدمها في رحلة الكتابة، وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة، لذا فهي تطمئن نفسها بأنها عندما تنهي فترات الراحة ستعود بالتأكيد لتكتب من جديد، لأنها تعلم أنها بطبيعتها سريعة الانشغال بالكتابة، لدرجة أنها لا تستطيع الابتعاد عنها تمامًا لفترات طويلة.

🔹مؤشرات تخبرك أنك تحتاج قسطاً من الراحة:

١. عندما تستهلك الكتابة معظم وقتك أو تتعدى على أولوياتك.
٢. أن تشكو من تيبس الرقبة، الكتفين، أو تشوش الرؤية وإجهاد العين، والسبب على الأغلب هو التحديق في شاشة جهازك أو دفتر الكتابة.
٣. قد تعاني من سرعة الانفعال، قلة التجاوب والتفاعل مع الأهل والزملاء.كثرة السرحان وعدم التركيز مع المتحدثين حولك. لأنك حينها تفكر في الفكرة التي ستكتبها كيف ستبدأها أو كيف ستنهيها.
٤. تكرار المحتوى وتشابه الأفكار أو تطابقها في معظم كتاباتك، عندما يشعر القارئ ألا جديد يمكنك أن تفيده به. فقدان القدرة على الابتكار والإبداع في الطرح والفكرة يمكن أن يكون مؤشر واضح على إجهاد جهازك العصبي!

🔹جهازك العصبي سيخبرك متى تستريح:

في هذه المقالة تخبرنا الكاتبة بأن السماح لنفسها بأخذ استراحة واعية مظهر من مظاهر التعاطف واللطف تجاه نفسها، فقيمتها لا يتم تحديدها بعدد الكلمات التي تكتبها كل يوم، وأن شعورها بالرغبة في عدم الكتابة عن اختيار ورغبة الاستراحة ما هو إلا اعترافٌ بأن جسدها وجهازها العصبي يحاولان التحدث معها، بل ويحاولان إخبارها أن هناك أسبابًا جعلت الكتابة صعبة للغاية في تلك الفترة.

إذاً كيف يمكن أن يستريح الكاتب بطريقة لا تؤثر على كتابته؟

هل يجب أن أفكر كيف أستريح؟! هل الأمر صعب إلى هذه الدرجة؟

إذا كنت تمتلك حصانة ضد حبسة الكاتب أو قلق الكتابة فيمكنك أن تمضي قُدماً وتستريح بالشكل الذي يناسبك، ولكن إذا راودتك بعض المخاوف - والتي تراود معظم الكتاب عندما يفكرون بأخذ استراحة من الكتابة- فأقترح عليك بعض النصائح التي جمعتها وجربت بعضها، حتى تتمكن من أخذ إجازة منعشة لا يقض فيها مضجعك الخوف من الانقطاع عن الكتابة في حين غرة أو في لحظة هدوء واستجمام!

اجعلها "استراحة مخططا لها"

بحيث تقيس طولها بالمعقول، الاستراحات الطويلة تؤدي على الأغلب إلى الانقطاع عن الكتابة وهذا الأمر هو أكثر ما يخيفنا عندما نفكر بأخذ استراحة، لذا لكي تتفادى ذلك يمكنك وضع بعض مهام الكتابة لحين عودتك من هذه الاستراحة، أقترح أن تكتب هيكل لمسودة موضوع تمتلك المعرفة الكافية عنه، عنوان رئيسي وبعض العناوين الفرعية تنتظرك لتكملها بعد العودة من إجازتك. 

خطط لعودة أقوى: 

قررتُ بعد استراحتي القادمة أن أقرأ عشر مقالات لتدوينات جمعت عناوينها أثناء تصفحي دون أن يسعفني الوقت لقراءتها خلال الأسبوع الماضي، أشعر أنها مشوّقة ويمكنها الحفاظ على مزاجي المرتبط بالكتابة وتحفيزه، بالمثل يمكنك أن تأخذ ورشة في الكتابة، أو الاستماع إلى محاضرة عن الكتابة عبر بودكاست أو قراءة مجموعة تجارب مثرية لكتاب محترفين. 

هذا النوع من التخطيط يجنبك تشتت البداية عندما تعود من استراحاتك، يوفر عليك الكثير من الوقت، وأيضاً يجنبك أن تدخل دوامة الشكوك والتوجس من فقدانك قدرتك على استعادة أدواتك الإبداعية ككاتب.

هل أنتم من فريق "آخذ استراحات من الكتابة" أم فريق "الكتابة دون انقطاع تشعرني بالحيوية دائماً" ؟

كتابة وإعداد: إيمان السقاف

إشراف عام: أحمد قربان

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية :

📩 للإعلانات:

[email protected]