الكُتّاب لا يعرفون الترتيب! - العدد #12

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 12 عرض في المتصفح
سألتني إحداهنّ: كيف يُنظم الكتّاب أوراق مشاريعهم؟ وها أنا أُجيب: عبر زيادة فوضاها!

صورة من غرفة أ. متعب الرمالي

صورة من غرفة أ. متعب الرمالي

أحمل في عقلي تصورًا نمطيًا عن الكتّاب أنهم قومٌ فوضويون! 😵 وأجد نفسي مذهولًا أمام الانحياز التأكيدي الذي أوصلتني إليه تدوينة الزميل متعب الرمالي "عن الفوضى | غُرَف الكُتَّاب" وفيديو يضمّ مجموعة صور للكتّاب أمام طاولاتهم.

ثم أتذكر سؤالًا طرحته إحدى المتابعِات: 

وكنت قد وعدتها بإجابة السؤال (تأخرت قليلًا. صحيح؟🙄). فها أنا ذا..

"كيف تنظم الاوراق التي تكتب عليها ملاحظاتك؟"

في البدء، لم يكن هناك الكثير مما أنظمه🤭. أقصد حين كنت منغمسًا في روايتي الأولى (سياحة إجبارية)، كنت أُطلق سراح جميع الأفكار "الطارئة"، فأسمح لها بمغادرة عقلي دون تدوين😧.

ثم اكتشفت أنني بذلك أُضيّع كنزًا من بين يديّ😬؛ إذ حتى لو بدت الفكرة سخيفة.. مُكررة/ممجوجة، فلا بدّ من لحظة تظهر فيها فائدتها، أو بعبارة أدق: سياقها المناسب.

وهنا كان لا بدّ من وقفة: كيف أُرتب جميع الأفكار ضمن "تصنيفات مناسبة"؟
ولأنني كنت لا أزال على رأس عملي مديرًا للمحتوى في زِد، ارتأيت أن أفضل وسيلة هي ما اعتدت عليه: وضعها في Trello

لم يدم ذلك طويلًا، فكما تقول صديقتنا هنا:

 لا انغمس في المعلومة كليا مثلما لو دونتها يدويا 

أبقيت على القوائم كما هي؛ بأفكارها وفوضاها. في ذات الوقت الذي بدأت رحلة التدوين الورقي.

لا تبدو كلمة "بدأت" مناسبةً تمامًا، إذ أنني معتاد على "حشر" أوراقي وخواطري منذ أمدٍ بعيد. ولكَم وددت لو أشاركك صورًا لخواطر اكتشفتها داخل كُتبي المهجورة (منذ 10 سنين على أقل تقدير🤯)، لكن -في الواقع- تخلصت منها ضمن إطار حملتي للتخفف.
إنما، وبكل الأحوال، في حال كنت قرأت تدويناتي الشخصية القديمة، فلا أظن أنه فاتك الكثير.

نعود لموضوعنا:
تندرج أوراقي الحالية إلى 3 فئات:

أفكار عشوائية/مشاريع مستقبلية

وتضمّ تلك الأفكار التي تخطر ليّ قبل النوم😪، على سبيل المثال: فكرة رواية عن استخدام الأطفال في تهريب المخدرات والسلاح (لعدم خضوعهم للتفتيش ضمن المطارات🧑‍✈️).

قد تبدو الفكرة ساذجة أو مغلوطة حتى، لكن -حاليًا- لا أملك الوقت لتفنيدها.

مشاريع مؤجلة

تندرج تحتها أفكار الروايات شِبه المكتملة، على سبيل المثال: رواية ج.ن.س.

تلّح عليّ شخصيات الرواية لمتابعة رسم مسارات حيواتها، غير أنني أتجاهل إلحاحها ذاك! 😑

مشاريع حالية

كفكرة كتاب يروي تجربتي مع اللمفوما.
المشروع مُلحّ بلا شكّ، ومع ذلك.. لا أُحرز تقدمًا كبيرًا به، نظرًا لانشغالي بملاحقة فرص العمل. وبالمناسبة، أودّ مشاركتك رسالة تسويقية مُثمرة (وهذه المرة دون حِيل).

[يمكنك إيجاد المزيد من أفكار التسويق بالمحتوى الرائعة في مساحتي على كورا: بِع لي هذا القلم!]

بالنسبة لهذه الأفكار (والتي تتغير بين الفينة والأخرى)، فأحتفظ بها ضمن "دفتر/كُراسة" واحدة منعًا لضياعها. علاوة عن وضعها في درج مُقفل لألّا تتحول أوراقها إلى لوحات فنيّة لأطفالي.

هذا كل شيء.🤗

الباب السريّ 🚪

كما وعدتك في العدد الماضي: سنتشارك اليوم مهمة تساعدك على الاستفادة من المنظور المواضيعي. جاهز؟

الخطوة الأولى: كتابة فكرة خطرت لك مؤخرًا. في العدد السابق، استعنا باقتباس الروائية آن لاموت Anne Lamott، لكن اليوم، ستكتب عن شيء تعلمته أو تدّبرته مؤخرًا (يمكن أن يكون إحدى الأفكار التي سجّلتها -على عجل- ضمن مفكرتك الصغيرة📓).

ما رأيك بمثالٍ عملي؟✌🏼

🔳 قرأت مؤخرًا تدوينة بعنوان كيف نتعامل مع الإهمال العاطفي؟ وشعرت أنها لمست موضعًا حساسًا في روحي🥺.
[ستفهم الأمر أكثر حين تقرأ إجابتي عن سؤال: اكره عائلتي ، كل فرد فيها ، لم اجد الحب و الحنان الذي احتاجه ، لا اريد طعاما و لا منزلا و لا اموالا لدراستي اذا كان المقابل تحطيم شخصيتي و معاملتي كآلة دون مشاعر تعبت اريد الهروب ماذا افعل؟

عانيت خلال مراهقتي من إهمال مشاعري، حتى اُضطررت لحمل لقب (من نوعٍ خاص 👇)

🔲 فكرة تقليدية، صحيح؟ 🤔 لنَعكسها إذًا: 

🔳 الخطوة التالية: العثور على السِمة الموجودة داخل الفكرة.

خذ دقيقة أو دقيقتين للتفكير مليًا، فقد يكون الأمر صعبًا بعض الشيء. لكنني سأوضح لك كيفية استخراجي لفكرة -غير مبتذلة- من الإهمال العاطفي:

⬛️ تأملت العبارة لوهلة، ثم حدّثت نفسي: مرحلة المراهقة مؤقتة، على عكس الزواج. والتي إضافة لاستمراريتها، فالإهمال العاطفي فيها أشدّ وطأة.

⬛️ لو افترضنا أن الزوج هو المُهمِل هنا، فما دافعه؟ علاقة بإمرأة ثانية مثلًا؟

هنا عُدت لاقتباس ورد في التدوينة إياها:

تقول باحثة الزواج كارول بروس: “أن تكون وحيدًا ومتزوج لا يعني أنك تستبعد شريكك من حياتك جسديًا، لكنك تستبعده عاطفيًا من أفكارك”.

⬛️ إذًا، وليُستبعد الزوج شريكة حياته عاطفيًا من أفكاره، يجب أن تكون (الأخرى) مثالية في نظره.

🟥 ممتاز، وضعنا يدنا على المشكلة.

⬛️ سيعيش الزوج -في عقله وحده- علاقة مثالية، صحيح؟ لِما لا نجعل (المرأة الأخرى) من بنات أفكاره أيضًا؟

⬛️ هذا ما يُحيلنا لمرضٍ يُدعى: اضطراب الهوية التفارقي. وهو أساس رواية "ثيتا"

⬜️ والآن، كيف سأُنهي الرواية مع مريض بهذا المرض؟ سأجعله يكتشف مرضه عبر مذكرات زوجته.. بعد وفاتها! وبالتالي، يعضّ أصابعه ندمًا لإضاعة الحاضر الملموس في سبيل المستقبل المُتخيل.

🟩 الخلاصة:

🔔 تذكر: بإمكانك اشتقاق سِمة أخرى كاملة من تلك الفكرة، وهذا جيد تمامًا. لا تملك المنظورات المواضيعية إجابة واحدة؛ ذاك يتوقف على الشخص الذي يستخدمها.

أرجو أن تكون الفكرة واضحة💭.

👁‍🗨 في العدد القادم سنتحدث عن أكبر خطأ يرتكبه رواة القصص عند التفكير في مشاكلهم وخلاصاتهم.

أداة سحرية من الـ 📦

لم أجد خلال الفترة الماضية ما يستحق الذكر👀 ، ربما بمقدورك مساعدتي.

من خارج الـ 📦

من الطبيعي أن يشعر الشباب، نظرًا لانخفاض معدل تأثرهم صحيًا بالمضاعفات الخطيرة لكوفيد- 19، بالغضب والاستياء. فبعد أن كانوا أحرارًا ومستقلين، وأمامهم مستقبل مفعم بالإمكانيات، وجدوا أنفسهم منعزلين في منازلهم. قد يغدو ذلك مسببًا للاكتئاب. ولكن قصة أحد طلاب الجامعات -وليس أي طالب- في ظرف مشابه قد تكون مصدرًا للأمل والإلهام.

هذا ما يحدثنا عنه الفضائيون في مقالتهم كيف حول اسحاق نيوتن عزلته في فترة الطاعون العظيم إلى عام من العجائب

في حين تُجيب لمى سامي ضمن ترجمتها لمقالة (لمَاذا لا تعرف ما تعرفه؟) على سؤال: "ما الذي يعنيه أن نعرف أي شيء؟ كيف يمكننا فهم العالم في حين أن جزء كبير من معرفتنا تعتمد على أدلة وحجج قدّمها أشخاصٌ ما؟"

قرأت عن فيل أ. فؤاد الفرحان الأسود، و الذي كان جاثمًا فوق أكتافه. أرغب بالتعليق عليها، أو شرحها؛ شرح معنى الهشاشة والألم والحقّ في أن ننكسر أحيانًا. لكنني لن أفعل، بل سأدع كلماتي تُينع ريثما يحين موعد قطافها داخل دفتيّ كتابي القادم.

واسمحوا ليّ أن أختم الفقرة بإقتباس من عدد نشرة شؤد البريدية الثاني:

ألقاكم قريبًا على خير بإذن الله 👋 .

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!