أنا فُرصةٌ تُعوّض!

بواسطة شهد #العدد 13 عرض في المتصفح
ما الذي قد يحدث في النهايات؟ 

تخبرنا الأغاني الشعبيّة والعصرية، والأفلام الأجنبيّة والمحليّة، وحتى القصص المتنوعة -إلا بإرسالها لرسالة واحدة فيما يخص النهايات- أن النهاية عبارة عن ألم وألم وألم. ألم يعصر، يخنق، يطول، يتسرب، يلوث، يباغت، ويعصى.

ويا لكمية الآلام التي تسود النهاية؛ ألم التعلق، ألم الإشتياق، ألم الفقد، ألم المصير. 

من الذي عمّق كل هذه الآلام وإن كانت فطرةً وأُهبة فينا؟ 

إنها الدراما التي ملأ الناس الدنيا بها، والامبالاة حيال القسوة المتعاظمة نهاية كل قصّة. والتي تصبح ندبةً أبدية في قلب مُعانيها…

لطالما كرهت هذا السيناريو، وحاولت معاكسته.

لم ولن أحب إيذاء الناس من بعدي للتدليل على ندرتي. وأعتب على نفسي إن راودتني رغبة كهذه. فهل تجنى فائدة أخيرة جرّاء هذه الأنانيّة المُضمرة؟ وما الفائدة، من تزوير الخسران الذي أتصوره نتاجًا عن رحيلي؟

صدقوني، أرى نفسي شخصًا لا يُنسى. لكني أضع حِمل الذاكرة هذا على اللحظات، الأماكن، الكون -ولربما الأكوان- أضعها على أشياء لا تحسّ بإنسانيّة.

وأكره فكرة تخليدي كألم عظيم في حياة أحدهم. فما هي أهميتي للغير، ليقنعوا بالتشبّث في؟ 

إني أحب رحيلاً غير مؤذي عندما تلوح النهايات. 

وأُذكّر - إن أمكن - من عذرتُ نفسي لمغادرته، أن الحياة بعدي لم تفقد بريقها والنور لا يسدله شيء.

ومعاذ الله.. أن أطفئ روحًا بدبيب خطواتي المبتعدة. وحتى الإنهيارات اللحظية التي تُحسّ في الداخل، ما إن تمضي الحياة بإنسانها خطوة إلى الأمام.. حتى تنكشف كسراب مُتلاشي. وحمدًا لله على سنن الحياة التي تقتضي ذلك!

فما جدوى أن نمضي معذبين الأرواح خلفنا؟ وبكل - أنا جشعة - نقنعهم بأننا فُرصٌ لا تعوض؟

هل أصبح من الشيمةِ ترك الإنسان للإنسان في عاطفة محمومةٍ تجاهه؟ 

أتذكر عندما كانت تخبرني اختي عن مدى خوفها من الأحلام التي رأتني أموت فيها، وكنت أستغل دفة الحديث هذه، لإيصال رسالة مفادها اني أريد لمغادرتي ألا تقتضي على التألم حتى الفتور.

ولعلها عرفت عبر مسيرة حياتي، أني لا أتوج المحبة بالإيذاء. وليكن الألم إحساسًا عرضيًا لا قسريًا، فلا أرتضي لمن أحبه الهوان، ولا وحشة الأسئلة التي قد يخلفها مغيبي. 

ويجب على الحياة أن تستمر بأفضل مايمكنكم فعله، وهذه حتماً وصية كل المغادرين الذين لم يسعهم الوقت لتبليغها. 

مشاركة
شؤد •

شؤد •

كبسولات معرفيّة من جُعب الإثراء ومواضيعٌ إبداعيّةٌ شيّقة، تأتيكم بشقّين: هزلٌ وجِد، لتُثبت الرسالة قدرتها على اللمعانِ وراء الوسيلة!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شؤد •