إدعاءٌ ونُقص

بواسطة شهد #العدد 7 عرض في المتصفح
”الإدعاء هو الصديق المفضل للشعور بالنُقص“

مرحبًا قارئي العزيز! هل تدعي أنك بخير اليوم أم أنك فعلاً بخير؟

نشرتنا لليوم عن الإدعاء والنقص والعلاقة مابينهما، أنه موضوع شائك أطلب منك متابعته حتى الأخير لتخرج بحقيقتك الخاصّة عنه!

الآن أود منك إخباري هل تدعي شيئاً ما فتنجح إدعاءاتك في المرور السالم لتشعر بشعور جيد عن نفسك؟ أم أنك من الذين "ينقفطون" من قِبل ذواتهم قبل الآخرين فتعاقبهم أنفسهم بالشعور المنخفض بالتأنيب للذات أو جلدها؟ 

في كلا الحالتين لست وحيدًا، كلنا نقوم بناءً على سبب حقيقي أو وهمي برفع أنفسنا لنبلغ المكانة التي نتصور أنفسنا لائقين فيها.

إنها طبيعة بشرية! لكن الوسط الإجتماعي الإفتراضي -السوشال ميديا- شجع على إدمان هذا المظهر الحسن فأباح لنا خطأً إمكانية الإدعاءات عن قدراتنا، أنا لا أقصد إدعاءً حقيقيًا كالذي يصدر من ثقتك بذاتك، بل ذلك الإدعاء الواهم الذي يشعرك أنك قائم بالمنافسة مع أسراب الناجحين وستدّعي أكثر ان تطلب الأمر لتحظى بذلك الوقوف الوهمي بين صفوفهم. 

لاحظتُ شخصيًا علاقة مابين الإدعاء والشعور بالنقص، لتجيء هذه النشرة بناء على تأملي وتفكري. أتصور أن قَدر ذلك الإدعاء إما الإصابة فيغير من شعورك السلبي إلى شعور يناهض رغباتك العالية، أو العكس، يجعلك الإدعاء شاعراً بالنقص بأشد حالاته! فالإدعاء كالقنص، إن لم يكن لك حظ في السماء لن تستطيع إصطياد شيء! 

لنعد إلى التحليل الآنف، عندما تدّعي أنك بمستوى أعلى مما أنت فيه حالياً، أنت في الحقيقة لا ترفع من نفسك بمجرد تقديم هذه الإدعاءات بل أنت تؤذي قدرتها على قطع الأشواط بطريقة مرحلية، ونتيجة هذا أنك ستتواجه عاجلاً أم آجلاً مع نقصك تواجهاً مؤلماً، لأنك رفضت منذ البداية البدء متواضعًا متدرجًا، ولأن لديك أحكاماً سلبية عن نفسك تُكبلك حتى عن الإندماج مع المستوى الذي أدعيت أنك ماضيٌ فيه… 

لعبة الحياة معقدة، والألم فيها أكثر ورودًا من الرضا لأن خياراتنا معقدة كذلك، لكن ماذا لو ركزنا على شيء واحد مهم: ذواتنا الحقيقية. هل سيصدر بعد ذلك أي إدعاء وهمي؟ أم حينها يصبح كل مانقوله حقيقة مفعولة؟ 

مشاركة
شؤد •

شؤد •

كبسولات معرفيّة من جُعب الإثراء ومواضيعٌ إبداعيّةٌ شيّقة، تأتيكم بشقّين: هزلٌ وجِد، لتُثبت الرسالة قدرتها على اللمعانِ وراء الوسيلة!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شؤد •