إنفجار الصحة النفسيّة

بواسطة شهد #العدد 6 عرض في المتصفح
سابقاً، كنت أقول لنفسي كيف يصل الأمر بالإنسان أن يصرخ ويغضب وينفعل فقط ليشرح شعوره لآخرين؟ ما المبرر لأن يضع نفسه في حالة هستيرية كهذه؟ والآن عندما جربت بشكل شخصي موقفًا مشابهًا فهمت أن هنالك دافعين لمثل هذه المواقف المُحطِّمة الأول هو "التراكمات" والثاني "الرغبة الدفينة بتحقيق العدل للذات"

مرحباً أيها القُراء الأعزاء! هل تتفحصون صحتكم النفسيّة بشكل دوري أم تنتظرون علامة الخطر الكبرى لإجراء تدخلٍ ما؟

فهل جربت مرة أن تكون وسط موقف ضاغط أردت أن تشرح مايجول بخاطرك لكنك متألم لدرجة أنك لم تعد تجد كلمات تصف شعورك فأنفجرت صحتك النفسيّة؟ 

صدقني لو كان بإمكانك ترجمة كل تلك الأصوات المتمثلة بالحشرجة والأنين والصراخ والحركات الإندفاعية ستجد أن هنالك عملية نفسية/منطقية واضحة لكننا لا نفطن لتدهورٍ مثل هذا إلا عندما يصبح أذاه مرئياً لنا وللآخرين. 

يتطور الفرد أسرع من بيئته فهي بطيئة التطور مقارنةً به، وحتى جهازه النفسي يكون أكثر عرضة حساسية من الجماعة التي تستمد نقاطها الحساسة من قيم قد تكون جماعية، فيصطدم بها أثناء حدوث إختلاف ما بينهم ليتداعى الفرد أمام شعوره بالتهديد والرغبة الملّحة بإيصال رسالة داخلية. 

أصعب مايمكن أن يحدث للمرء -من وجهة نظري- هو قيامه بشرح خبايا نفسه إما بالصراخ أو البكاء والإنفعالات، فهذه الضجة تعبّر عن إنكسارات عميقة وخيبات عالقة وألم لا يمكن تجاوزه، فما يحسه المرء من دهورة بعدم التفاهم بينه وبين الآخر يجعله يرفع من درجة إنفعاله ظناً أنه يقوم بإيصال تعبير واضح عن ألمه كلما يزداد عنفاً في تمثيل موقفه الداخليّ. 

”مررت بموقف مؤذي كان علي أن أواجه سوء فهم فيه لكني أنفعلت بشكل لم أعهده من نفسي، رأيت كل معاضلي مصطفة لتتدافع في ذاك الموقف، وصرخت حتى شعرت أني أسلم روحي للهواء عبر حنجرتي“ 

نهاية النشرة، لا تنسى نفسك من الإحتواء الذي بإمكانه معالجة كسرك. حتى نشرة أخرى فلتكُن بصحة نفسيّة متوازنة

مشاركة
شؤد •

شؤد •

كبسولات معرفيّة من جُعب الإثراء ومواضيعٌ إبداعيّةٌ شيّقة، تأتيكم بشقّين: هزلٌ وجِد، لتُثبت الرسالة قدرتها على اللمعانِ وراء الوسيلة!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شؤد •