رَحابة الوحدة: عندما تُنجب الوحدة إبداعاً

بواسطة شهد #العدد 4 عرض في المتصفح
رَحابة الوحدة؛ هو عنوان أخترته ليعني تلك المساحة الشاسعة التي تحظى فيها بإمكانية إلغاء المؤثرات المضادّة لمكامن إبداعاتك؛ لتستعيد فيها أجنحتك المُقتصَّة وبصيرتك النيّرة. 

مرحباً يا أصدقاء! أتمنى أنكم في أفضل أحوالكم اليوم لتشاركوني التمعّن في موضوعنا عن "الوحدة" وكيفية الوصول للإبداع الذي تحويه فيها. 

فسنتحدث حديثاً لم يؤلف بعد في الأوساط الإبداعية، لنتناول بسبغٍ موضوعاً عن "الوحدة" وما يختص ويتعلق بالوصول إلى مكمن الإبداع فيها، فهنالك مخازنٌ ومراكزٌ إبداعية دُثرت بداخلك بسبب تلك‏ السياقات الإجتماعية التي كانت فيها وحدة الفرد تعني موتاً إجتماعياً لهذا الفرد. 

-مع أني أنوّه أن الوحدة التي أعنيها الآن تختلف كلياً عن أن يكون الشخص وحيداً بذلك المعنى المُخيف-المُجرَّد.-

لكن الزمن قد تغيّر بما يكفي ليكشف عن حقيقة [علميّة ومدروسة] أننا نحتاج أن نكون وحيدين في بعض الأحيان لاسيما أثناء إنتاجنا وتكويننا لإبداعاتنا. 

ففي دراسة أُجريت على عزل المكاتب المفتوحة لجعل فردها يعمل وحده، زادت فيها الإنتاجية بمستوى مُرضي. بعكس تلك البيئات، التي تفتح مجالاً للمشتات الإجتماعية كالمحادثات المستقطعة أثناء إنشغالك، كالتركيز على التواصل البصري بدلاً من تنفيذ أعمالك.

وغرّدت على تويتر عن أهمية أن يعمل المرء ولو عملاً واحداً يرأسهُ بكل جوانبه، وذلك للإستفادة الكاملة من المساحة المُعزِّرة لإمكانيات الفرد بداخل تلك الوحدة. فأنا أؤمن وأعتقد بأن هنالك "عبقرية" تحدث في المرء عندما يكون وحيدًا وهذه حقًا ليست بمبالغة!

لكن كيف تكون الوحدة فعّالة بقدر كافٍ لدرّ الإبداع الذي بداخلك؟ 

1. عندما تكون وحيدًا تتخلّص من تلك المحفزات الخارجيّة التي تشغر حتى تفكيرك الإبداعيّ؛ لتصبح متوجهًا إلى داخلك وتتعمق فيما يخص مرحلة تطورك؛ فإن كنت تحتاج أن تلملم شتاتك أولاً، فستفعل، حتى تصل عبر رضاك عن نفسك إلى الإبداع المنشود، وإن كنت تشعر أن هنالك مسائل عالقة فستنهيها، لكي تقفز _نفسيًا وإبداعيًا_ نحو المجد الذي فيه كسبُ نفسك يحقق لك كل مكاسبك الأخرى. 

في الواقع غالبيّة الناس يصمون الوحدة بالسوء بسبب أنهم عندما يجلسون مع ذواتهم لا يستهويهم المنظر! فينهون أي جلسة مع الذات لخشيتهم إنكسار تلك الصورة الوهمية عن أنفسهم عندما ترميهم الوحدة إلى عُمق داخلي مخيف.

2. أثناء الوحدة تلتقط بسهولة الأفكار من خلال صفو تأملاتك؛ 

فتباعاً للنقطة السابقة، تبدأ بالإرتياح أولاً لحالة سامية من الهدوء والسّلام مما يساعدك على الإنتقال بتدرج إلى حالات أكثر تعمقًا، وقد تلتقي بالهيكلة أو المنظومة التي ما أن تراها حتى تعرف أنها تركيبة الإبداع فيك، فستكون أقرب مما تظن إلى حالات الخلق والإبتكار. 

3. تطوّر الوحدة فيك مهارات فرديّة؛ كالذكاء العاطفيّ والإنفصال اللحظي الإيجابيّ عن الحالات الجمعية بينك وبين الآخرين.

عندما تذهب في رحلات إبداعية، لابد -ولا بد- أن تطوّر هويتك عبر المساس بمكنوناتك ومشاعرك وأفكارك. فالعقبات الجادّة أمام الإبداع تتزايد وتتضخم عند شخصٍ يحاول تطوير إبداعه بلا عناية حقيقية بمصدر هذا الإبداع؛ ذاته. فأي تطور يطرأ على الذات، يطوِّر بالضرورة ما تنتجه تلك الذات. 

والآن قل لي بعدما تعرّفت على المساحة التي تنتظرك، هل ستعزم على أن تجرّب حالات الوحدّة الخلّاقة تلك؟ وهل ستقوم أخيرًا بالإستعانة بقدراتك الكامنة بدلاً من القدر الضئيل الظاهريّ منها؟ 

فكّر مليَّا، وأجب بلُطف وإستعداد.

وحتى نشرة أخرى؛ دعني ألقاك مُبدعاً مستمداً لأذكى أساليبه عبر الغوص العميق داخل كنوز ذاته.

مشاركة
شؤد •

شؤد •

كبسولات معرفيّة من جُعب الإثراء ومواضيعٌ إبداعيّةٌ شيّقة، تأتيكم بشقّين: هزلٌ وجِد، لتُثبت الرسالة قدرتها على اللمعانِ وراء الوسيلة!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شؤد •