يجب أن نبني لا أن نبحث

يوم جديد، جمعة جديدة، والحمد لله رب العالمين.

يجب أن نبني لا أن نبحث

دائمًا ما يُعرض مثال الآباء في مقابل مثالنا، حيث ترى الآباء، رغم اختلاف الحالات وتعكر المزاج أو عدم القدرة، يقومون بما عليهم، أما نحن فأصبح من الضروري لدينا توفر عوامل أو شروط أساسية كي نقوم بالشيء، ومن أهم هاته الشروط المزاج أو “الشغف” بذلك الشيء.

من الأسباب الأساسية التي تؤدي بنا إلى ما نعاني منه من تسويف وتأجيل وتراكم العديد من المهام التي لا مفر من تنفيذها هو المزاج، هو إعطاء النفس حرية في ما تحب القيام به وما لا تحب، حيث ترك النفس على هواها مما لا يمكن الاستهانة به وبما يؤول إليه من نتائج.

حيث لو عدنا لمثالنا الأول - المقارنة بين الآباء والأبناء - لوجدت فرقًا كبيرًا في حجم المسؤوليات، وفرقًا كبيرًا في حجم الضغط، حيث لو قارنا مع مثال الطالب، المسؤوليات الوحيدة المرجوة منه هي عبادة الله وتحصيل العلم، لكن مع ذلك ترى الآباء منجزين أضعاف ما أنجزت، وذلك بسبب أنهم أدركوا ما لم ندرك، أدركوا ما جمعه ابن القيم في قولة واحدة: “قد أجمع عقلاء كل أمة على أنّ النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بقدر الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا همّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له”.

الإنجاز واجب وضرورة لا مفر منه، والحل ببساطة مجموع في كلمتين: أجبر نفسك، يجب إجبار النفس على ما لا ترضى لتصل بنا إلى ما نرضى.

الحل ليس معقد أو غير معروف، كل ما يجب علينا فعله هو التعود على إجبار أنفسنا حتى نصل إلى الالتزام الذي هو أصل من أصول وصولنا إلى خط النهاية، وهذا من أسباب بداية هاته النشرة ومحاولة الالتزام كل أسبوع بنشر عدد، الالتزام بالقيام بواجباتنا كما يجب بلا تأخير غير مبرر ولا اعتماد على الآخرين، كل مسؤولية لدينا واجب علينا، وانضباطنا مطلب لا نقاش فيه.

ومن الأشياء التي يجب علينا كطلبة الالتزام بها ولا يجب التفريط فيها التعلم المستمر في شتى المجالات.

حيث إن التعلم المستمر هو البذرة التي توصلك للثمرة، حيث إن الشغف الذي يسعى الجميع للبحث عنه بذرته الأساسية التعلم، حيث إن الشغف يُبنى ولا يُبحث عنه، الشغف هو شيء لا تعرف أنك تتجه إليه لكنه نتيجة لتعلم العديد من الأشياء حتى لو لم ترَ الربط بينهم.

وأبرز مثال يمكن الاستشهاد به هو مثال أحمد أبو زيد، أشهر صانع محتوى مفيد وهو قدوة العديد ومنهم أنا، حيث إنه في بدايته مع الإنترنت لم يكن لديه التصور أن يصبح مصدر رزقه صناعة المحتوى، بل كانت بصيرته توحي إليه أن بقية حياته ستكون في العمل كمهندس، لكنه في نفس الوقت كان يتعلم في مجالات مختلفة وخطوة بخطوة حتى تشكل شغفه، وهو إيصال المعلومة بطريقة بسيطة للناس، لم يكن يعلم أين يتجه ولا الربط بين ما تعلمه، لكن عند وصوله لنقطة النهاية وربط بين أحداث الطريق التي سلكها، تشكلت صورة شغفه.

الخلاصة هي أنك تراكم أشياء ليس لها شكل واضح ولا ربط، وتدعها تشكل شغفك مع مرور الوقت، حيث إن الوقت أهم عملة في هذه المعادلة، لا يمكن بناء شيء مستدام في وقت قصير، وليس من الضروري أن يصل كل شخص سعى إلى نقطة نهاية مشتركة مع الآخرين، لكل واحد طريقه التي سيسلكها وتوصله لما هو مقدر له.

مصادر اقتُطِفَت منها أفكار النص:

لا تعطِ نفسك هواها ! | اجبر نفسك 

كيف بنيت شغفي؟ 

محتوى إضافي:

نقاوم ما نُحب، ونتحمَّل ما نكره!

أدوات أستعملها تعينني على تنظيم نفسي

• Notion :

نوشن الغني عن التعريف في مجال التنظيم، وسيلة قوية جدًا لتنظيم أي شيء، وأي شيء ليس مبالغة، لأنك حر في صنع قوالب خاصة بك تلبي حاجياتك كما تتخيلها، وهذا من أسباب كونه فعالًا للجميع، حيث إنني لست متقدمًا فيه بالشكل الذي أرى في أمثلة أخرى، لكنه حل مشاكل كثيرة وجمع أدوات عديدة في مكان واحد.

من الأشياء التي أعتمد عليه فيها:

التخطيط وكتابة كل صغيرة وكبيرة في يومي منذ قيامي إلى ميعاد نومي والالتزام بهذه الجدولة ما لم يتغير شيء ما.

هنا أضع تاريخ اليوم وأكتب داخله كل تفاصيل اليوم التي يجب أن يمر منها.

لدي قالب خاص بالعادات اليومية التي يجب الالتزام بها.

هنا أنظم كل شهر وعاداته.

هنا مثال للصفحة التي تحتوي على عادات اليوم وأمامها أضع النتيجة.

ومن الأشياء الأخرى: لدي مكتبتي الخاصة، مكان للتدوين، مكان خاص للنشرة تمر فيه من مرحلة جمع الأفكار إلى مرحلة النشر، ولدي مخزن لأحفظ فيه ما أحتاج من روابط أو مقالات أو أشياء أخرى، ومكان أجمع فيه كل ما له علاقة بنادينا.

هنا أنظم شؤون النشرة.

هاته هي المكتبة.

• أنا :

أداةأنا اعتمدت عليها لأنها جمعت لي كل ما أحتاج في تنظيم مهامي في صفحة واحدة، حيث لدي مكان لجدولة مواعيد أوقاتها ثابتة يجب احترامها سواء لها علاقة بالدراسة أو غيرها كي لا أنساها، ومكان آخر أضع فيه مهام هذا الأسبوع، وما أنا في طور إنجازه، وما انتهيت منه، ومهام لم يأتِ بعد وقت إنجازها، وغيرها من المميزات الأخرى.

هاته هي واجهة أنا -الصورة لا تحتوي على كل المميزات التي ذكرت-.

قيد الاستهلاك

بدأت في الفترة الأخيرة مسلسل الإمام أحمد بن حنبل، حيث يتحدث المسلسل عن طريق الإمام أحمد مع طلب العلم والظروف التي كانت تواجهه، سواء من بعض الأفراد - بسبب الغيرة من فطنته وعلوّه في طلب العلم - أو مع الحياة وظروف معيشته هو وأمه التي لا يخفى دورها وإصرارها على طلبه للعلم رغم ظروفهم الصعبة ومصدر دخلهم المحدود، واختيارها أن تعمل على أن يترك الإمام أحمد مساره في طلب العلم.

لقطة من المسلسل لهارون الرشيد بعد رؤيته لفقيرة تأخد من بقايا الأكل في سوق بغداد

أما من ناحية الكتب، فمع انتهاء الامتحانات بدأت رواية جديدة سمعت عنها من أطراف متعددة، ما دفعني لبدايتها، وهي رواية مكتبتنا الصغيرة في طهران، هي رواية للكاتبة الأمريكية ذات الأصول التركية مارجان كمالي، تتحدث عن لقاء بين شخصيتين كُتب لهما اللقاء بعد سنوات طويلة جدًا من الفراق، بهمان ورويا الخطيبان اللذان فرقتهما الحياة قبل خطوة من الزواج وأعادت جمعهما بعد سنين طويلة لكي تطرح رويا السؤال الذي حيرها كل هاته المدة.

للآن الرواية جميلة بأسلوب جاذب حيث أقرأ بدون أن أمل أو أفكر في التوقف، للآن تجاوزت المئة صفحة في قراءتي لها وأنوي إن شاء الله إكمالها.

أعجبني وأردت نشره

هذا ما كان لدي في هذا العدد.

قبل الختام لا تنسوا إخواننا في فلسطين من دعائكم، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وفكَّ كربهم، وازرع الرعبَ في عدوهم، ودمرهم يا رب العالمين.

ان فاتك العدد الماضي فيمكنك ايجاده هنا.
حسابات التواصل : أنستغرام و X. 

في أمان الله ورعايته.