والموت أدنى من شراك نعله |
2 مايو 2025 • بواسطة OBEU • #العدد 3 • عرض في المتصفح |
|
يوم جديد، جمعة جديدة، والحمد لله رب العالمين. |
تم رصد تردد جديد في مجرّة OBEU. هذا هو العدد رقم 103، الرحلة بدأت بالفعل. نحن في عالم مفتوح، لا نعرف بعد أين سيوصلنا، ولكننا سنكتشف ذلك معًا. رحلة التوسع بدأت… خطوة بخطوة، وكل عدد يقربنا أكثر من الهدف: الوصفة المثالية. |
🕒 مدة القراءة: 10 دقائق |
![]() |
والموت أدنى من شراك نعله |
من المعروف أن الكافرين والمنافقين واليهود والنصارى كانوا يقيمون ضجة على الأمثلة التي يضربها الله لعباده، وخاصة عندما يضرب الله سبحانه وتعالى المثل بأشياء تبدو من معاييرنا أنها ضعيفة، صغيرة ولا قيمة لها، مثل الذباب في الآية الكريمة: |
![]() |
وما لفت انتباهي في هاته الآية الكريمة هي جزئية “وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ”، وقد أعطى الشعراوي رحمه الله مثالًا بطبق العسل، الذي إن أخذ منه الذباب شيئًا بسيطًا متناهي الصغر، فلا قدرة لأحد على استرجاعه. وأجابهم على الجلبة التي أقاموها، أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يضرب مثلًا بالضعف، فالأساس أن يأتي بشيء ضعيف، لأن الضعيف هو الذي سيكون أقوى بيانًا للمثل، فلِمَ تستنكرون على الله سبحانه وتعالى مثله؟ |
وقد ذكر الدكتور مصطفى محمود شرح الإعجاز القرآني في هذه الآية الكريمة، حيث قال إن الذباب إن استقرت شفته على أي نوع من الطعام يفرز عليه لعابه ويهضمه ويمتصه وتتغير طبيعته فورًا، وهكذا لن تستطيع استعادته أبدًا لأنه أصبح شيئًا آخر. |
وما جذبني لهذه الآية هو أن مخلوقًا صغيرًا إن سلبك شيئًا، يمكن أن يضيع عليك كل شيء. وفي نمرود عبرة، حيث إن بعوضة سلبته سلامة جسده، فكانت تلك البعوضة وسيلة إذلاله لمدة أربعمائة سنة بسبب تجبّره وظلمه. وأحسّ في بعض الأحيان أن هذه الآية يمكن أن تنطبق علينا لكن مع أمثلة أخرى، حيث نتعرّض لشيء بسيط لكنه يعكّر علينا كل شيء، يسلبك ما كنت في الأمس متمتّعًا به. |
ولي موقف بسيط هو الذي جعلني أفكر في هذه الآية، حيث في يوم عادي جدًا بعد أن كنت على حالي الطبيعي، دخلت حصاة صغيرة في عيني ولكنني لم أستطع نزعها. حياتي العادية توقفت ليوم كامل بسبب ذلك، حيث إن شيئًا بسيطًا سلبني النظر بتلك العين، وهي النعمة التي لا نحمد الله عليها كما يجب. ولم أستطع التخلص منها إلا عن طريق الطبيب، وحتى بعد نزعها لم أستطع النظر بتلك العين كما قبل إلا بعد مرور بعض الوقت. فما الأشياء التي يحفظنا الله منها كل يوم وليس لنا منقذ منها، ونحن لا نشكره تمام الشكر؟ حيث إن أبسط شيء من مخلوقاته له القدرة على السفك وإذلال أكبر جبابرة الأرض، فما يمكنه القيام بنا أيضًا؟ |
ويطرأ علي أيضًا أن هذا الشيء البسيط من الممكن أن تكون فكرة بسيطة تبدو لغيرك عادية لا ضرر فيها، أو مشكلة للبعض حلّها بسيط لكنها تبدو لك كالجبل ولا تجد حلًا مرضيًا لك، في ظاهرها بساطة لكن في عمقها العكس. ومن الممكن أن تُسبب لك مشاكل في حياتك ولا تجعلك على طبيعتك ما حييت. |
وهناك مثال في مجال الطب سمعته مؤخرًا عن حالات أناس كانوا طبيعيين في حياتهم، لا يظهر عليهم مرض ولا علّة، فجأة يصيبهم صداع بسيط فلا يؤخذ على محمل الخطر، لكن بعد مرور أسبوعين يجدون أنفسهم مرضى بـ"التهاب السحايا"، مما قد يؤدي إلى أعراض سيئة على الجسم مثل أضرار وخيمة على أطرافه. وهذا ما يذكرني بقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "كلُّ امرِئٍ مُصبَّحٌ في أهلِه والموتُ أدنى من شِراكِ نعلِه". |
الفكرة التي خلصت بها في النهاية أن أمرا بسيطًا من الممكن أن يُغيّر حالك بشكل جذري، فالحمد لله الذي يحفظنا من الكثير من الأشياء التي لو سلّطها علينا لما صبرنا. |
فنسأل الله أن يحفظنا، وأن يتوب علينا، والحمد لله على كل نعمة التي أنعمها علينا. |
ترشيحات: |
|
رواية: ليطمئن قلبي |
|
فيلم: “The Social Dilemma” |
|
عادات بسيطة لكن نفعها كبير |
|
أعجبني وأردت نشره |
![]() الإمام أحمد بن حنبل مع الإمام الشافعي وتعجبهم من الحالة التي وصل إليها المسلمون - فماذا نقول نحن؟ |
"إذا فسدت البيئة، فلا بدّ للإنسان أن يحتمي بعقله لينجو من الفساد، بأن يجعل عقله المسيطر على شهواته والمتحكّم في رغباته. ويتحقق ذلك بالحدّ من الاستهلاك، لأن الإنسان بطبعه عامل مستهلك، وإذا زاد معدل استهلاكه لدرجة النهم وعدم الشبع مهما كانت الكميات المتاحة أمامه، سيفسد ذلك حياته، وذلك لتحولها إلى قلق وصراعات وانحرافات ستفقده طعم الإحساس باللذات التي ينساق خلفها." أحمد زكي |
هذا ما كان لدي في هذا العدد. |
قبل الختام لا تنسوا إخواننا في فلسطين من دعائكم،اللهم انصرهم واجبرهم وقَوِّهم على ما هم فيه، وانصر مجاهديهم يا رب العالمين. |
ما قرأته الآن هو جزء من كوكب صغير في مجرّة OBEU، وربما في عدد قادم، نكون في مكان مختلف. هذه الرحلة لا تنتهي، وكل خطوة تقربنا أكثر. يتبع… |
ان فاتك العدد الماضي فيمكنك ايجاده هنا. |
في أمان الله ورعايته. |
التعليقات