بطلك ممل

ما الفرق بين بطل روايتك وشخصياتك الأخرى؟

- يظهر في جميع الصفحات تقريبًا.

- قارئك يعرفه بشكلٍ جيد.

- الحبكة كاملة تتمحور حوله. 

أدعو الله ألا تكون هذه الفروقات فقط بين بطلك وبقية الشخصيات. لماذا؟ لأن هذا تعريف فكرة شخصية البطل وليست خصائص يتيمة تميزه. إذن ما الذي يميزه؟ لن أخبرك بما يميزه فهذا موضوع نشرةٍ أخرى، لكن دعني أخبرك عما لا يميزه.

متلازمة ماري سو 

هذه المتلازمة أخطر وأشهر مما تظن. تطلق هذه المتلازمة على الشخصيات المثالية، الكاملة، والمهمة، والتي يراها جميع شخصيات الرواية على أنها شخصية "أطهر من أن تعيش" وتطورت مع الوقت لدرجة أصبح تعريفها يضم خصائص أكثر من أن تُعد، لذا أسمح لي أن أعطيك التعريف بعدة أسئلة:

هل بطلك محور كون الرواية؟ الشخصية العظيمة منقذة الجميع؟ كل موضوع في القصة يعود إليه بطريقة عجيبة؟ لا أحد يعرف كيف يتصرف إن لم يكن هُنا؟ بطل عظيم بلا أخطاء؟ عنده أخطاء ولكنها (كيوت) كطيبته الزائدة أو ثقته بالجميع؟ حتى خصومه يفكرون به أربع وعشرين ساعة مع أنهم في قصورهم الشريرة؟

بطلك طيب في المجمل، ولكن هذا لا يعني أنه ولا غلطة!

بطلك أهم شخصية في المجمل، ولكن هذا لا يعني أن الجميع يتكتف إن لم يكن متواجدًا!

بطلك أقوى ند للخصم، لكن هذا لا يعني أن شخصية الند تتمحور حوله!

لا قارئ يحب ماري سو، فالقارئ يحب أن يضع نفسه مكان البطل، ولا بطل كامل وإلا ما فائدة القصة؟!

العيوب العشوائية 

"سلة الصفات" من الأخطاء الشائعة عند الكثير من الكُتّاب الناشئين، ولا يُغضبني مثلها، لأني أول وأكثر من وقع فيها.

عيوب البطل ومميزاته يجب (ويجب ويجب ويجب) ألا تكون عشوائية، بل أن تكون كشبكة صيد؛ كل خيطٍ فيها يشكّل قماشًا متماسكًا يصيد القراء. لنأخذ مثالًا:

محمد فتى في الثالثة والعشرين، طموحٌ جدًا، وضائعٌ جدًا، لأنه يريد كل شيء ويريده الآن لأنه يخاف من مرور الوقت. 

تعمّدت أن يكون هذا المثال صغيرًا جدًا، لترى حرية تشكيل حجم شبكتك كما تريد. هذه الصفات الثلاثة المرتبطة بعمره وقلة خبرته ومخاوفه العميقة تعطيك تصورًا ممتازًا عن شخصية محمد بدل أن أضع بعض الصفات العابرة التي لن تعزز من شخصيته وتترك قارئك بفصات مصفوفة كإحصائيات كرة قدم.

تذكّر دائمًا أن صفات الشخصيات يجب أن تمثّل ماضيهم، اعتقاداتهم وطموحاتهم وألا تكون فقط مجرد ميزات (خطيرة) ليحبهم القارئ. وفوق ذلك، تذكّر أن جميع الشخصيات يجب أن تكون مترابطة لتروي قصتك بشكلٍ مثالي، وهذا موضوعٌ آخر في نشرةٍ أخرى...

 أعجبتك النشرة؟ 

شاركني رأيك في تويتر وشاركها مع أصدقائك الكُتّاب، وأنا سوف أراك قريبًا.