2050 بعد سنتين!

بواسطة محمد الأحمدي #العدد 8 عرض في المتصفح

في أولى أيام عيد الحجر (2020) بدأت كتابة الرواية التي أصبحت باكورة إنتاجي الأدبي، في ذلك الوقت أتذكر قناعتي التي اكتسبتها بعد بضع روايات رُفضِت:

كتبت عشرة روايات قبل ولو أخذ مني الأمر كتابة عشرة روايات إضافية حتى أنشر، فيلكن!

حتى اليوم لا أعرف إن أثرت هذه العقلية على كتابتي للرواية، وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية (تقريبًا) للرواية قررت أن أفكّر بصوت عالي بفترة تأليفي تلك، وأرجو أن تستمتع بالاستماع إلى هذه الأفكار.

ما قبل الكتابة

"تخيّل عالم فلم Blade runner 2049 المستقبلي والأدوات المخترعة التي تُفجّر المخ والإحساس الرهيب (بالمعنى الفصيح) بالعزلة الذي يتزايد مع مرور الوقت، وتخيل بطل Taxi driver لكن فقط بوحدته وانعدام أصدقائه وعائلته دون مشاكله النفسية، هذه الرواية التي أريد كتابتها!"

Blade runner (1981)

Blade runner (1981)

هكذا أخبرت أعز أصدقائي -المسكين- بالرواية بكلماتٍ أكثر بكثير وترابط يكاد يكون غير موجود، ورغم أن ردة فعله كانت إيجابية إلا أنني متأكد أنه لم يفهم شيئًا، ولا بأس فأنا أردت فقط أن أقول الفكرة بصوتٍ عالي.

الأفكار في عقل الكاتب -كما رأيت للتو- شائكة ومعقدة وصعبة التعبير فحتى لو قالها بجملٍ صحيحة لغوية فلن تعدو كونها جملًا غامضة تتحدث عن أفكار غامضة لا يعرف أحد غير الكاتب (وأحيانًا حتى الكاتب) معناها.

بهذه الجملة البسيطة قررت بدء الرواية، وبدأتها.

في خضم الكتابة

فجأة، تحولت الرواية من فكرة فجّرت مخي إلى تأمل هادئ في مخاوفي وأحلامي وعلاقاتي في ذلك الوقت، فالبطل الوحيد والعالم الخطير تحول إلى مناقشة لفكرة خوف محمد من الموت والوحدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

لا أتذكر أني اتخذت قرارًا حازمًا بأن أكتب عن نفسي وحتى الأوراق التي كنت أعد فيها الرواية لم تتحدث عن الخوف من الموت أو الوحدة كخوف خاص بمحمد، إلا أن الرواية اتخذت شكلها النهائي بتلك الطريقة بطبيعية وكأنني لست إلا مركبة توصل القصة لوجهتها.

نهاية الرواية (ما راح أحرق، طبعًا!) عندما أفكر فيها أجد حلي الشخصي لمخاوفي وما أرهبه، وهذا الشيء يسعدني يا أيها القارئ العزيز فوق ما تتصور، لأن الخيال هو حقيقة مغلفة بالكذب وأنا سعيد لأني أخبرت قصة شخصية ممتعة تتخللها مشاعري الصادقة.

ما بعد الكتابة

كما أظن أنك استنتجت، أنا فخور بـ (2050) كثيرًا وهي قصتي المفضلة لليوم، وحتى وإن كانت الرحلة مليئة بالعقبات مثل دار النشر اللي طلعت روحي وبعض الندم الزائف عندما قرأت الرواية لأول مرة بسبب أني "أستطيع كتابة شيءٍ أفضل" وأن "مستواي تطور".

ما اكتشفته بعدها بفترة بسيطة أننا دومًا نستطيع كتابة شيءٍ أفضل لكن الفكرة هي أننا كتبنا بأفضل مستوياتنا في تلك الفترة ولم نتقاعس عن دفع أقلامنا حتى كادت تُكسَر، أما الندم لأن المستوى أفضل الآن من الماضي مثل لاعب يكره مشاهدة مبارياته وهو هاوٍ لأنه الآن محترف.

أخيرًا

أكره إحساس أني أحدث نفسي، لذلك أريدك أن تضغط على هذا الرابط ليس لسببٍ إلا لأعرف أنك قرأت التدوينة الخفيفة اللطيفة، وأنا سأراك قريبًا يا صديقي.

رابط رهيب لا يُفوّت!

مشاركة
- مُحمد ينشر:

- مُحمد ينشر:

نشرة بريدية يشاركك فيها محمد كل يوم إثنين ما كتب بكّل حواسه وجوارحه، وكل بين فتر وفترة ما تعلّم في الكتابة.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من - مُحمد ينشر:

15 أبريل