ليه لازم تحب الشر؟ |
بواسطة محمد الأحمدي • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
|
دايمًا لما أفكر بالقصة، أي قصة، أفكر فيها كصراع، لعل هذا أكثر شيء يسيطر عليّ ككاتب. |
تعريف الصراع باختصار: شخص يريد شيء وهُناك شخص -أو شيء- يقف في وجهه. |
وجود الصراع هو أقل متطلب تحققه عشان توصل لكتابة قصة مثيرة، والكلمة المفتاحية هنا: أقل متطلب. |
وجود صراع ما يعني إنه صراع كويّس، أو مقنع حتى، وعشان يكون صراعك ممتاز تحتاج لثلاث أشياء: |
- بطل ممتاز. |
- رغبة ممتازة. |
- خصم ممتاز. |
لاحظ إنه خصم، مو شرير.. ولا وحش. مُجرد خصم، يقف في الجهة الأخرى من الجسر وهذي النظرة لو سألتني هي واحدة من أهم أسرار الكتابة. |
مافي أحد يعتبر نفسه شرير في الحياة: |
الأب القاسي ما يقول "أنا أموت بضرب عيالي، أتشفى به" لكن يقول "أنا بعلمهم المرجلة" لازم تنقل كلماتك قناعة الشخصيات مو رأيك عن قناعة الشخصيات! |
ثانوس شاف نفسه خيّر، خافيير الشرطي الكريه في رواية البؤساء أيضًا، بل حتى الأشرار اللي خلف فكرة الأخ الأكبر على الأغلب يروونها "ونعم الفكرة للتأكد من أن البشر تحت السيطرة"، لكن هذا ما يعني إن كُتّاب هذي الشخصيات يحملوا ذنوب شخصياتهم. |
طيّب، بطلك يحتاج شيء يؤمن به صح؟ |
هذا الإيمان لازم أحد يتحداه في قصتك -هذي مُعادلة الصراع- والخصم هو المُتحدي. أقرأها كمان مرة. |
الخصم أيضًا عند هدف واضح يسعى خلفه -مثل البطل- وأهداف البطل والشرير اللي مستحيل تتحقق سويةً تخلّيهم في صراع دائم. |
قد يكون هذا صراع مباشر مع البطل، بمعنى أن كلاهما يريدان أشياءً متضادة، وقد يكون الشرير يبحث عن شيء والبطل يقف في وجهة، أو العكس! |
المهم هو أن كل لقاء بين البطل والخصم لازم يسبب مشكلة/تغيير جذري في القصة، هذا التغيير يختبر إيمان البطل ولو كنت شاطر يختبر إيمان الشرير كمان. |
قاعدة أخيرة مهمة: |
الصراع بين رغبات البطل والخصم لازم يُنتج عنه تضحية من الطرفين، لأن في الحياة التضحيات هيّ أكثر شيء تورينا قوة إيماننا، والقصص كالحياة. |
شاركني برأيك عن النشرة في تويتر، وأنا أشوفك الإثنين بعد القادم. |
التعليقات