كيف يرتوي الإنسان الأجوف بالمعاني الإيمانية؟ نشرة أرشيف ٢٧ البريدية - العدد #6

بواسطة سالي الزيد #العدد 7 عرض في المتصفح
«لقد إستغرق الأمرُ مني سنوات عديدة لأستفرغ كل القذارات التي تم برمجتي عليها عن نفسي - وكدتُ أصدِّقها - قبل أن أتمكن أخيراً من السير على الأرض كما لو كان لي الحق في أن أكون هنا».‏جيمس بالدوين

صورة من بينترست، تظهر عبد في خلوته في المسجد وهو يعبد الله

صورة من بينترست، تظهر عبد في خلوته في المسجد وهو يعبد الله

إذا كُنت تقرأ هذه النشرة لأول مرة فدعني أرحب بكصديقي الجديد أنا سالي الزيد أدرس القانون وأعمل بكتابة المحتوى والمحتوى القانوني، وأشارك في هذه النشرة أفكاري وتجاربي وتوصيات للكتب وأشياء أُخرى. 
ولتعرف سبب تسميتي لهذه النشرة بأرشيف ٢٧، سأضع لك رابطًا لعدد المُقدمة لتطلع عليها  من هُنا.

سالي الزيد 

أهلًا بصديقي العزيز الكريم، كيف حالك؟ هل أعمالك وحياتك بخير؟ آمل أن تكون بخير، لقد تفقدت اليوم عدد الاشتراكات في النشرة والتي إن استثنيت منها بريدي الإلكتروني فسيكون لدي 29 صديقًا، وخمسة أشهر منذ أن بدأت هذه نشرة.

يا لها من سعادة بالغة أن استمر بالنشر على الرغم من تساؤلي كُل مرة ماذا سأكتب ولماذا أكتب وما قيمة ما أكتب؟ تساؤلات تزورني دائمًا، لكنِ استمر على الرغم منها. 

حديثِ معك اليوم سيكون عن رحلة خضتها وتقلبات عشتها في رحلة البحث عن ما يُحيي قلبي! نعم، رحلة البحث عن تلك المرتبة الإيمانية التي يُوقن القلب بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، رحلة البحث عما يُرتوي به قلبي لأكمل حياتي. 

فلا يمكن للمرء أن يحيا يعمل وينام ويتنفس، ويؤدي بعض العبادات الروتينية، ويكتفي! لذا حديثي هُنا عن مركزية التخلية والتحلية وكيف يمتلى الإنسان بها، كي يحيا حياة سليمة.

ما قبل التخلية والتحلية

إن الحياة قبل معرفة التخلية والتحلية شيء وما بعدها شيء آخر، فالإسراف في مُتع الدُنيا، ومخالطة الناس، والانشغال بالجسد والنفس والتسلية، والانغماس في مجال تطوير الذات وما يتعلق به من كلمات رنانة ومعايير النجاح التي تجعلك ترى نفسك في مُقارنة بينك وبين الناس؛ تُفسد على القلب إيمانه، وتتعب النفس حتى يشعُر بالهم والغم، لأنه لم يرتقي لمعايير العصر!

 لا يوجد أفسد من شعور الفرد بالاستحقاق

أفسد تكرار الحديث عن الشعور بالاستحقاق علي حياتي؛ تلك العبارات التي تكررت علي من قبل أُناس مشهورين وعاديين رفعوا راية الاستحقاق العالي لأنفسهم، وأنني طالما سعيت لشيء فحتمًا سأصل له، تلك الدوامة التي دخلت بها؛ كانت مؤذية.

وجدت نفسي أقارنها بغيري، بل والأكثر من ذلك سخطتُ على أقدار الله وسألته لماذا من هم أدنى منّي حصلوا على كذا وكذا، وأنا التي أحسن منهم وأذكى منهم بشهادتهم هُم وكلماتهم هُم لم أدخل الجامعة إلا متأخرة عليهم بسنتين، ومررت بفترات صعبة؟ وهم عاشوا حياة أفضل منّي!

هذا الاستحقاق الذي نمى داخلي بمحاضرات وكُتب قرأتها، وكلمات تشجيع من ناسٍ حولي بأنني أستحق كذا وكذا، جعلني أعيش أيامًا أقرب فيها للكابوس لكوني أكلت نفسي أكلًا في تلك الفترة، وأنا أشعر بأن الله- جل في عُلاه- لم يعطني ما هو لي!

يُعرف الشعور بالاستحقاق هذا بأنه:

"الاعتقاد غير المبرّر بأنّ لديكَ كامل الأحقّية بالحصول على شيءٍ ما والإيمان بأنّك يجب أن تُعامَل مِن قِبَل الآخرين بطريقةٍ خاصّة واستثنائية وليس كباقي البشر. من الضروري التمييز هُنا أنّ الشعور بالاستحقاق يجعلنا ننظر للأشياء الخارجة عنّا بوصفها "حقّاً مكتسباً".

تضخم الشعور بالاستحقاق لدي في تلك الفترة وامتلاء قلبي بالمعاني المرتبطة به، من حُب النفس، وأن الناس هم سببًا للمعاناتي لا أنا،  جعل قلبي شعِثًا، قلقًا، ساخطًا من الدُنيا.

إن الشعور بالاستحقاق والسخط على أقدار وأرزاق الله هو تشبه بأفعال بني إسرائيل حينما قال لهم نبيُ الله {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. 

ولربما هذا الشعور هو مُتكرر في كُل الحضارات بمختلف الأزمنة، وليس بعيدًا علينا ما حدث مع نبي الأمة خير من بُعث هدى للناس محمد صل الله عليه وسلم، عندما سخط عليه قومه وقالوا لماذا هو من يوحي إليه ولم يُوحى إلى أحدٍ منّا؟ 

 لم أقُم على نفسي وقتها وظللت فترة  في دور الضحية من جُرف إلى حُفرة ومن سيء إلى أسوء، حتى وجدت أن هذا الحال عليه أن يتغير، فأنا لم ألقى منه سوى فساد قلبي، وضعف إيماني بالله!

ما التخلية وما التحلية؟

عندما تكثُر ذنوب المرء يُحيط في قلبه رآن- الرآن هو كثرة الذنوب التي تتجمع في قلب المسلم حتى تُسودهُ- كما جاء في سورة المُطففين {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، لم أجِد أفضل من الدعاء، والبحث عما يقوي به الإنسان قلبه ويغلب بها نفسه، حتى أتجاوز هذه المحنة. 

ومن أهم المعاني التي وجدتها هو معنى تزكية القلب أو النفس. والتزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:

  • المعنى الأول للتزكية هو التخلية ويكون بتطهير القلب من الذنوب والآفات 
  • والمعنى الثاني هو التحلية ويكون بتزود القلب من الأعمال الصالحة والحسنات

التخلية 

يذكر ابن القيم- في كتاب تهذيب الداء والدواء- " عن محمد بن سيرين: أنه لما ركبه الدَّينُ اغتمّ لذلك، فقال إنِّي أعرف هذا الغم بذنبٍ اصبتهُ مُنذ أربعين سنة!"

إن التخلية هي تطهير القلب من الآثام و تخليتها من الشبهات الدينية التي تُعيقه عن تلقِي الوحي الإلهي، فالذنوب والمعاصي تُوهنُ القلب والبدن، وتحرم المرء من الطاعة ولِذتها، وأبرز ما عرفتُه عن الذنوب والمعاصي هو أن الغفلة عن الله وطاعته هي عقوبة منه، وضُعف وقار الله في القلب وذهاب الحياء والذي هو أصل كُل خيرٍ في القلب. 

فكما ذكر الله عز وجل {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، ودساها هُنا تأتي بمعنى غواية النفس وضلالها وفسادها.

صَححَ لدي معنى التخلية من مفهوم عِشتُ مُدةً أُخدعُ نفسي به وهو أنه طالما أنني لم أذنب ذنبًا كبيرًا ولم أشرب الخمر، فأن الله سيغفر لي، فأنا لم أرتب ذلك الذنبُ الجلي، بل هي ذنوبٌ صغيرة لا تُذكر، فقد جاء في القرآن {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}، واللمم هي الذنوب الصغيرة.

هذهِ اللمم أو صغائر الذنوب قد يغفلُ العبد عن التوبة عنها والاستغفار منها، حتى تُطبع في قلبه فتكون شعثًا وتحول بينه وبين أمرٍ أرادهُ. 

وقد يغتر العبد بالله فيركن دون توبة ورجوعٍ عن الذنب لأنه صغير لا يُذكر، فهو لم يزني ولم يقتل!، ويذكر ابن القيم في كتابهِ سالف الذكر أن" المُغترون بالله هم المفرطين المُضيعين لحقوق الله، المُعطلين لأوامره"، والاغترار بالله هو أن يطمئن الإنسان لنفسه في الدُنيا، وهذا وباله عظيم علي العبد، فقد يُنسيه الله الآخرة.

هُناك مفاسد للقلب غير ما ذكرت هُنا لربما تُحب الاستزادة وقراءة ما كتبته سابقًا 

التحلية

يقول ابن حزم الأندلسي- في كتابه مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق والسير- ويؤكد على أن: " لا تبذلْ نفسك  إلا فيما هو أعلى منها وليس ذلك، إلا في ذات الله عز وجل".

والقصد في بذل النفس في سبيل الله هو قول ابن القيم "أن العبد يؤثر أعلى المحبوبين على أدناهما"، ويذكر " وإذا كان الحبُّ أصل كل عملٍ من حق وباطل، فأصل الأعمال الدينية حبُّ الله ورسوله، كما أنّ أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله". 

والمسلم يبذلُ نفسه في الأعمال والأقوال الصالحة التي تزيدُ من إيمانه وحُبهِ لله ورسوله، وكُلما احتسب الأجر وتحرى الخير ورضا الله في كُل خطوة كُلما زاد الإيمان في قلبهِ. 

وأذكر حديثي مع صديقةٍ لي عندما تحاورنا على احتساب الأجر وقالت لي "بأنها تملأ الماء في الجيك- كما نقول في الحجاز- لعائلتها وتحتسب أجر سُقيا الماء".

 وأذكر هُنا أيضًا حديث رسول الله- صل الله عليه وسلم: [إنَّ الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كتبها الله له صدقة]، فالرجل الذي يُنفق على عائلته لهُ أجر نفقته ولكن إن احتسب أجر هذه النفقة عند الله فأجرهُ يتضعاف ويحتسبها الله لديه صدقة.

لك أن تتخيل هذه الزيادة التي تأتيك فقط باحتسابك أجر ما تعمل من علمٍ وعملٍ وبذلٍ في هذه الدُنيًا! والله أنها لعظيمة وكثيرة، وتزيد الإنسان رغبةً في أن يُقدم على ربه ويتقربُ إليه أكثر وأكثر. 

فسبحان الله عندما يفتح على العبدِ ويُقربهُ إليه ويُحبب العبادة إليه فتجدك بعد أن كُنت تقومُ الليل بركعة تُضاعفها فثلاثة ثم تزيدُ تزيد.

ولعلي أُحيلك إلى مقالةٍ سابقة كتبتها عن أثر تتابع الطاعات في الانضباط الذاتي للمسلم.

صورة من بينترست

صورة من بينترست

 ينقسم العالم إلى عالم الغيب وعالم الشهادة

كُل الأشياء التي اتصلت بها حواسنا هي في عُرفنا أشياء مادية محسوسة لأننا شهدناها، فالشارع والسيارة والمطر والبحر، والأطفال، والشاي والقهوة والكتب، ونشرة أرشيف ٢٧ والهاتف كُلها لا يمكن للمرء أن يشُك بوجودها! وهذا هو عالم الشهادة المادي.

بينما هُناك أشياء كثيرة جدًا وعجيبة لم نتصل بها عن طريق حواسنا، ولكننا نؤمن بوجودها وإن كانت غائبة عن حواسنا، فالله والملائكة وسفينة نوح وأمنا حواء والجنة والنار، يغيب علينا إدراكها ورؤيتها. وهذا هو عالم الغيب.

إدراك عالم الشهادة يكون بالحواس من بصر وسمع وشم إلخ، بينما إدراك عالم الغيب يكون من خلال الوحي فالمرء لا يستطيع أن يُدرك إلا في حدود حواسه وما قُدم له، والغيب يُعد من الأشياء الخارجة عن قدرة إدراك المرء، لذا يحتاج إلى وحي إلهي فضل الله به أنبيائه لكي يوصلوه لنا، ويكون لنا اتصال بعالم الغيب من خلاله.

الاتصال بعالم الغيب يُكون لدى المرء ثوابت راسخة تُساعده على توجيهِ سلوكه وانضباط نفسه ليتناغم مع طبيعة الكون وإرادة الله، هذه الثوابت حينما تترسخ في نفس العبد تخلق له التوازن الذي سجعلهُ سويًا فالله خلق الإنسان أجوف. 

الإنسان أجوف

خُلقَ الإنسان من طينٍ مادي { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}، ثُم نفخ الله من رُوحهِ  {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}، والله في عالم الغيب.

وجاء عن رسول الله: "لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إبْلِيسُ يُطِيفُ به، يَنْظُرُ ما هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنَّه خُلِقَ خَلْقًا لا يَتَمالَكُ"؛ "والجوف" يُقصد بهُ البطن الفارغ الذي يمكن أن يُملأ، والقصد من "لا يتمالك" هو أن الإنسان لا يتقوى بعضهُ ببعض فهو مُعرض للآفات وقد لا يمسك نفسه من الشهوات، وقيل الأجوف هو ضعيف البصر

خَلقَ الإنسان أجوف يعني حاجته للامتلاء، والامتلاء يكون بشقين لا يستغني المرء عن واحدٍ منهم، لأن الاختلال في أحدٍ منهم يعني اضطرابًا له:

  1. الشق المادي: 

يتعلق هذا الشقِ بالحاجات المادية للإنسان من طعام وشراب، وملبس وأمن وخلافه، مما يُحقق له الامتلاء المادي لما هو محسوس. 

قد يملأ المرء نفسه بالطعام الذي منه الجيد ومنه الفاسد ومنهُ مابين هذا وذاك، وقد يملأ المرء نفسه بأن يُقيم علاقات سوية في إطار الزواج وقد يكون امتلائه في هذا الجانب فاسدًا فيزني ويبني علاقات تملأهُ ولكنها تُفسدهُ في ذات الوقت، وهلمَ جره..

2. الشق الروحي:

هذا الشق يتعلق بعالم الغيب، لأن الله سبحانه وتعالى نفخ في الإنسان من روحِ، لذا الامتلاء هُنا يكون بطريقة مُختلفة من عالم آخر أرفع وأسمى من الحاجات المادية، ويتمثل هذا الامتلاء في تغذية رُوح الإنسان وقلبه، بالطريقة الصحيحة السليمة وهو الوحي الذي أنزل علينا والمتمثل بالقرآن والسنة. 

مجاهدة النفس لإيجاد التوازن 

امتلاء جوف الإنسان وتغذية رُوحه تكون بالتخلية والتحلية، لكي يجد المرء التوازن مع عالم الغيب وعالم الشهادة، ولا يمكن للمرء أن يصل إليهم إلا بمجاهدة نفسه، مرة ثم أُخرى ولا تنتهي هذه المحاولات إلا بوفاته، فالإنسان لا يعلم أي عملٍ صالح يقبله الله منه؟ ولا يعلم أي يوم يأخُذُ الله أمانته ولا بأي حال!

التزود من قصص الأنبياء وأصحابهم 

ما يُعين العبد على تزكية نفسه وقُربه من الله جل في عُلاه هو التزود بقصص الأنبياء والصحابة والعلماء الأجلاء، وقد كان لدي تصور سابق أن العهد قد مضى لكي اقرأ واهتدي بهدى الأنبياء، لكن يُدرك المرء أن العهد لم يمضي على قصص الرسل والصالحين، بل هو يتجدد في كُل مرة يُريد بها الإنسان أن يعبد الله سبحانه.

فالمرء يحتاج إلى المُرشد لكي يهتدي إلى الله ولذلك قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، فيبشرونهُ بالوحي ويُنذِرونهُ من العقاب. 

إن الوحي هو الطريق الموصل لله سبحانه وتعالى، والرسل والأنبياء هُم الطريقة التي نتبعها لكي نصل إليه، لا أتذكر كم مرة لجأت إلى كتاب السيرة النبوية لابن هشام لكي أتزود من سيرة رسول الله وكيف كان ثابتًا صابرًا في المِحن، وماذا كان يقول وماذا كان يفعل، هو وأصحابه.

من أبرز الأحداث التي عرفتُ فيها قيمة سيرة الأنبياء والصحابة، ومعنى أن يُسلم العبد أمرهُ لربه ويصبر؛ كان عندما عرفت مرة أُخرى قصة صُلح الحُديبية،التي عارض بها بعض الصحابة نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم بشرهم الله بفتح مكة وخيرٍ كثيرٍ بعدها.

الفيديو للشيخ بدر المشاري يوضح لك ما حدث في صُلح الحُديبية وما حدث بعدها من فتح مكة وخيرٍ كثيرٍ جاء للإسلام والمسلمين.

الفيديو للشيخ بدر المشاري يوضح لك ما حدث في صُلح الحُديبية وما حدث بعدها من فتح مكة وخيرٍ كثيرٍ جاء للإسلام والمسلمين.

لنتشارك 

تدوينات صوتية

من أحب التدوينات الصوتية التي سمعتها في رمضان الماضي حلقة الدكتور مطلق الجاسر في بودكاست بدون ورق، والتي تحدث فيها عن أساسيات رمضان ولماذا نصوم، بطريقة جميلة جدًا، كُنت قد استمعتُ إليها سابقًا بعد بداية رمضان، ولكن في هذه المرة سأستمع له خلال هذه الأيام، لأنني أرى الحلقة تُهيء المسلم لكي يستعد لشهر رمضان بشكل جيد.

حلقة يتحدث بها الدكتور مطلق الجاسر عن الصيام في بودكاست بدون ورق

حلقة يتحدث بها الدكتور مطلق الجاسر عن الصيام في بودكاست بدون ورق

وهناك محاضرة للشيخ حسن بخاري تتعلق بالصيام وأثرهُ على تزكية النفس وهذا مرتبط بما ذُكر اليوم، لذا أشاركك هي 

محاضرة أثر الصيام في تزكية النفس للشيخ حسن بخاري

محاضرة أثر الصيام في تزكية النفس للشيخ حسن بخاري

كُتب للقراءة في رمضان 

ذكرتُ في هذا العدد أربعة كُتب وهم:

سأكمل قراءة الكتاب الثاني إن شاء الله،  فحقًا لا أريد قراءة كُتب طويلة وجديدة، لأن قراءاتي في هذا الشهر كانت سيئة، فلم أقرأ كتابًا كاملًا، بل كُنت مثل من يتجول ويختار من كُل كتابٍ جزء. 

مما أحببت 

عدد نشرة ندى عباس

نشرت الرائعة ندى عباس عدد نشرتها البريدية الخامس والذي تحدثت فيه عن أدوات الذكاء الإصطناعي وكيف ساعدتها، ولقد انبهرت حقًا بالأوامر التي كتبتها لأدوات توليد الصور، وأظنك قد تستفيد منها أيضًا؛ لذا اقرأ العدد من هُنا.

عدد نشرة عمق لمريم الهاجري

أطلعت على عدد نشرة عُمق  للمدربة مريم الهاجري والتي تحدثت فيها عن الاستعداد لشهر رمضان وكيف نجعله شهرًا مميزًا، وأرى في عددها ارتباطًا بما كتبته اليوم لذا قد يُهمك زياراتها من ُهنا.

  عدد نشرة كلمات مسحورة لحنين حاتم 

يتخذ بعضًا من صُناع المحتوى نهج البناء علنًا، لكي يعود عليهم وعلى غيرهم بالنفع، وكثيرًا ما كُنت أريد أن أفعله وقد جربته بضعة مرات، ووجدت فيه فائدة، تحدثت صاحبة مدونة كلمات مسحورة ذات الحرف الجميل عن نهج البناء علنًا وقيمته. 

كما وشاركت كُتيبًا للاستعداد لرمضان لذا إن كُنت مُهتمًا لتعرف عن نهج البناء علنًا أو تُريد كُتيبًا يحضرك للشهر الفضيل فأنت بحاجة لقراءة عدد حنين من هُنا .

ملف وعد الأسمري ولندى لشهر رمضان

شهر رمضان لهُ تأثير مُختلف عن باقي الشهور، لذلك المشاعر التي يمر بها المرء، خاصة ما كان منها يسمو بروحه وبقلبه قد يكون بحاجة إلى تدوينها، كما قد يتبنى عادات جديدة تُساعده على تأدية عباداته، ولهذا تعاونت الكاتبة وعد الأسمري مع المصممة ندى ليخرجوا لنا بكُتيب رائع لتتبع العادات في الشهر الفضيل، إن كُنت مُهتمًا فيمكنك أن تُحمله بشكلٍ مجاني من هُنا

هل هي النهاية؟ 

وصلت إلى نهاية هذا العدد الحمد لله، بعد 6 ساعات متواصلة من الكتابة وأربعة أكواب قهوة وبسكوتين، وثلاث صلوات انتهى من كتابة هذا العدد، الذي كان الدافع منه مشاركة مواضيع أثرت في حياتي بشكل كبير، ووجهتني نحو رؤية أفضل الحمد لله، ولكن ما كتبته اليوم لا يجعلني منزهة عن الخطأ، فإني أسير بستر الله.

بضعة أيام وسيقبل الشهر الفضيل، اسأل الله أن يجعله خيرًا علي وعليك وعلى المسلمين أجمعين، وأن يرفع الله البلاء والحرب على أهلنا في غزة والسودان واليمن وكُل بلاد المسلمين، والله أن القلب يتوجع مما يراه لكن لا يملك إلا الدعاء، فأكثر الدعاء يا صديقي وكل عام وأنت بخير وسلامة. 

لا تنسى موعدنا القادم في ٢٧ من مارس إن أحيانا الله، ممتنة لوقتك وآمل أن تنتفع مما كتبت.

Nada AbbasZaineb2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أرشيف ٢٧ البريدية