نشرة أرشيف ٢٧ البريدية -فلسفة النجاح المهني في العالم الحديث- العدد #7

بواسطة سالي الزيد #العدد 8 عرض في المتصفح

هل تسألت في يوم لماذا كُل هذه السرعة التي نعيش بها؟ لماذا كُل هذا الدفع والإصرار على أن يكون الإنسان مستمرًا في تعليم نفسه وتنمية مهاراته؟ لم تعد مهارة واحدة تكفى، ولم تعد حتى المعرفة العميقة هي سببًا لتوظيفك في العمل، بل عليك أن تكون متعددًا "أخطبوطًا يمتلك الكثير من المعارف"! 

أهلًا صديقي العزيز، كيف حالك؟ تذكرت بعد نشري للعدد السابق بأني لم أهنئك بشهر رمضان الفضيل، ولكن الوقت لم يفُت بعد "فكل عام وأنت وأحبابك بخير وسلامة"، وعسى الله أن يرفع الغُمة والبلاء عن كُل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

أول رمضان لي وأنا أكتب المحتوى، رمضان السابق كُنت لا أعلم عنه سوى اسمه؛ سبحان مُقدر الأقدار ومسخر الأرزاق كيف يُسيرنا إلى طريق لم يخطر على أذهاننا. ولكن ما تكرر علي في رمضان هذه المرة هو دراستي الجامعية والاختبارات القادمة علي! 

لذا أهلًا بك صديقي الذي تقرأ  لي لأول مرة، أشكرك على وقتك، أنا سالي الزيد أكتب المحتوى وأدرس القانون، هذه النشرة هي أرشيف لهذه الشهور التي تمضي من عمري، والتي أدون فيها ما أستطاب لي الأفكار والتجارب، والتي قد تكون نافعة على المدى الطويل ولغيري من ارتئ مناسبتها.

نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

صورة من بنترست

صورة من بنترست

هل تسألت في يوم لماذا كُل هذه السرعة التي نعيش بها؟ لماذا كُل هذا الدفع والإصرار على أن يكون الإنسان مستمرًا في تعليم نفسه وتنمية مهاراته؟ لم تعد مهارة واحدة تكفى، ولم تعد حتى المعرفة العميقة هي سببًا لتوظيفك في العمل، بل عليك أن تكون متعددًا "أخطبوطًا يمتلك الكثير من المعارف"! 

المستقبل المرن للعمل

طبيعة الحياة التي نعيشها الآن اختلفت عن العشرين سنة السابقة، خاصة أن كثيرًا منّا اتجهوا إلى العمل عن بعد بصفتها وسيلة لزيادة الدخل أو لإيجاد عمل، كما اتخذ كثير من الطلبة اتجاه الدراسة عن بعد، نتيجة لأحداث جائحة كوفد-19.

هذه الظاهر التي أطلق عليها زيجمونت باومان "ظاهرة البدو الرحل"، لم يعد المكان يشكل فارقًا لعمل شخص مع آخر، ووفق إحصائيات فوربس فإن 12.7% عن بعد بوقت دوام كامل، و28.2% يعملون عن بعد ويذهبون للعمل في ذات الوقت؛ ومن المتوقع أن يزيد عدد العاملين خلال السنوات القادمة.

إن خَلَق نمط العمل عن بعد جاء بمعايير جديدة قائمة على المرونة والتجديد المستمر في عقلية ومهارات العامل، وفي ذات الوقت خلق مشكلات صحية ونفسية للمرء، فالعيش وفق هذا التسارع والجلوس لفترة طويلة على شاشة صغيرة لا تتجاوز 15 بوصة لمدة تتجاوز 6 ساعات باليوم بالطبع سيولد نتائج لا تُحسب عقباه إن لم يدركها المرء.

اليوم على الإنسان أن يُعيد اختراع نفسه من خلال مهارات حياتية ومهنية لكي يستطيع إيجاد فرصًا في عصر التسارع، كما يذكر كوتش D:

"ليكون للناس قيمة بنظر الشركات والحكومات وغيرهم من أرباب العمل، عليهم أن يصيروا مفكرين ومبدعين ومبتكرين، وأن يرفعوا من مستوى مهاراتهم الحالية. فمن الواضح أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على تنافسية الشخص في سوق العمل هي امتلاكه مهارة مهمة لصاحب العمل، وتطوير مهاراته باستمرار لجعل وظيفته ذات نفع".

لأجل هذا يتضح سبب تكرار النصائح التي تُريد منّا أن نمتلك عقلية مرنة وقابلة للتغيير، لأنها اليوم السبب الذي سيجعل الإنسان يتسلق سلم النجاح، فمهارة واحد لا تكفى! 

إعادة اختراع المهن 

يذكر أنتوني إليوت في كتابه أن المِهن كانت تدل على استمرار الشخص في عملٍ ما لوقت طويل، الآن أصبحت دلالتها أقرب إلى "إعادة توليف المهارات والتنقل بين الوظائف والأقسام أو الصناعات بحثًا عن أمن وظيفي مؤقت وقصير الأمد دائمًا".

إعادة الاختراع

الأمر الذي جعل كوتش D: يضع التدابير الوقائية لإعادة اختراع المهن في القرن الواحد والعشرين وهم:

  • شارك في برامج التدريب المصممة لتحديد وتفعيل مواهبك
  • أجعل مدربًا يدربك على المهارات الحياتية والمهنية
  • أكمل دراستك أو ابدأها
  • استخدم مواقع التواصل لبناء علاقات مهنية 
  • حدد مواطن ارتباط بسوق العمل 
  • كون شبكة من الأشخاص الذين يساعدونك على التقدم المهني

تُحقق الخطوات التالية السبيل الذي يُنادي به مُقدمي خدمات بناء العلامات التجارية، والعديد من رواد الأعمال الذين يكرسون هذه النقاط كونها نقاط يمكن من خلال الإنطلاق لعالم الرفاهية في العيش. 

ولأن الكثير من العاملين حتى الذين يعملون في وظائف دائمة بات الشعور بعدم الأمان الوظيفي يلاحقهم، كان لا بد من اتخاذ خطوات سريعة لمواكبة العالم وتقنياته، ساهمت هذه التغيرات في إحداث تحول في نسيج حياة الإنسان، ليس فقط على المستوي المهني بل حتى المهارات الحياتية أو ما يسمعى المهارات الناعمة باتت عاملًا مُهمًا للانخراط في العالم. 

لذلك ترى الدورات التدريبية ودورات تعليم كيف تتحدث وكيف تثق بنفسك لاقت رواجًا بين الناس بمختلف لغاتهم وأجناسهم، لكونها تُعزز من ذوبان الفرد في معايير المرونة والتغيير.

يذكر ريتشارد سينيت أن متوسط الأمريكين خريجي الجامعات من المتوقع أن يشغلوا 12 منصب في المتوسط خلال حياتهم، بجانب أنه سيُطلب منهم أن يُغيروا مهاراتهم الأساسية ثلاث مرات على الأقل! 

إشكالية النماذج التقليدية في العالم المرن

قد يواجه بعض الأشخاص الذين لا زال العمل في تصورهم هو الشكل التقليدي الذي ساروا السابقين عليه، إشكالية في تبنّي نمط المرونة والسرعة في التغيير؛ الأمر الذي قد يُقلل من سرعة انخراطهم في التسارع وفي عجلة التنمية الحديثة التي تعتمد على نمط مُغاير لمبادئهم.

فالكفاءة والمعرفة الكافية في تخصص ما، لم تعد سببًا للحصول على وظيفة مُستقرة، بل أن هناك عوامل أُخرى باتت تُقدم عليها!

صورة من بنترست

صورة من بنترست

علاقات هشة، لكنها مُجدية

تتخذ العلاقات في العالم الحالي شكلًا هشًا قائمًا على النفع، فالحياة العملية تتشكل الآن عبر لقاءات عرضية ومشاريع قصيرة الأجل، مما يجعلها تخلوا من الدوام. سير العلاقات بهذا الشكل يجعل دائرة الروابط الاجتماعية تكبر أكثر ولكنه تفتقر للاتساق العاطفي.

يذكر إليوت أن "الإيمان بالمرونة واللدونة والتجديد المستمر يعني أننا لم نعد نُقيم بناء على ما أنجزناه وحققناه؛ بل نُقيم بناء على مرونتنا وعلى استعدادنا للتغيير"، سواء على المستوى المهني أو مستوى العلاقات المهنية.

فلسفة النجاح تساعدك على الإنخراط

كان من الصعب علي قبل بضع سنوات دخول سوق العمل المرن بشكله الحالي والقائم علي التجديد المستمر، فالأمر صعب أن تواجه الكم الهائل من النصائح حول بناء العلامة الشخصية، والتسويق لذاتك، والتعلم المستمر، والحصول على أجنحة تنين مُجنح! 

الضغط الهائل الذي نعيش به اليوم وعدم إدراك التحولات التي نعيشها اليوم في البنية الاجتماعية والاقتصادية، وذوبان المعايير التقليدية جلعني أشعر بالاختناق لمدة من الزمن، لكن تعرف بعد مدة أن يكفيك أن تفهم ما يسير عليه العالم حتى تحاول التأقلم عليه وتجد وسيلة لتحيا جيدًا  دون أن تخرج عن طورك.

لنتشارك!

بودكاست 

من معايير التجديد والتغيير التي اتخذت شكلًا طبيعيًا في الأونة الأخيرة هو الذكاء الإصطناعي، لذا أحببت أن أشاركك حلقة بودكاست تنوين والتي استضافوا فيها المهندس فادي عمروش للحديث عن استخدام الأوامر لتطويع الذكاء الإصطناعي في الحياة اليومية 

حلقة بودكاست تنوين

حلقة بودكاست تنوين

كُتيب 100 لبناء محتوى مبدع ومُبهر لمتابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي

من متطلبات العصر الحالي هو بناء العلامة الشخصية التي من خلالها تُقدم للآخرين نفسك وتستعرض مهاراتك، لذا شارك في الأيام الماضية الأستاذ محمد ساق الله "كُتيب به 100 لمحتوى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي"، يساعدك هذا الكُتيب في بناء تصور مُسبق عن نوع الرابط التي ستبنيها على مواقع التواصل. 

نشرات بريدية رائعة

تعدد المعارف بات مطلوبًا ولكن من لديه الوقت لكي يقرأ كثيرًا؟ طرح أستاذ يونس نشرته البريدية "صيد الشابكة"، والتي يُشارك فيها ما يرى أنه مهم من الأخبار عن صناعة المحتوى وريادة الأعمال وأمور أُخرى. صدر العدد 24 من النشرة قريبًا.

بجانب نشرة مؤسس مجتمع رديف أستاذ يونس، هناك نشرة مُثيرة للاهتمام فيها موجز لأخبار المترجمين -الذين أحبهم والله يجعلني منهم قريبًا- وفيه تطرح المترجمة سهام سلطان أخبار الترجمة في أسبوع

حسابات رائعة في منصة أكس

على الرغم من مساوئ المنصة في الآونة الأخيرة لكنها لا زالت جاذبة للحسابات التي تنتج محتوى أصيل ورائع، ومن الحسابات المُهبرة التي قابلتها هو حساب: 

سامح الأستاذ والمُهتم بالذكاء الإصطناعي، والذي أنبهرت في الملفات التي تتحدث عن استخدام الذكاء الإصطناعي وكيفية استخدامه في العمل والدراسة وحتى الخرائط الذهنية!

لماذا أُتابع حساب مُعلم رياضيات في منصة أكس؟ ببساطة لأنه يُنتج محتوى إبداعي يتحدث فيه عن جوانب تربوية وتعليمية ويطرح الرياضيات من منظور مخُتلف عن المعتاد، هذه الإجابة التي تواردت إلى ذهني بعد سؤال نفسي لماذا أتابع حساب محمد القنبار- وآمل أني كتبت لقب عائلته بشكل صحيح-

كتبت مقالًا جديدًا 

أخيرًا نشرتُ مقالة جديدة في مدونتي، بعد عناء وانشغال، تحدثت في هذه المقالة "4 مواقع تساعدك على معرفة الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها عميلك المستهدف في محركات البحث" من خلال مواقع تُقدم تجربة مجانية وتدعم اللغة العربية، وكُلها جربتها 

لنغادر هُدهد

حتى هذه اللحظة وأنا أُعاني من هُدهد من ناحية الخط وسهولة استخدام المُحرر، ولكنِ اتخذت قرار أن أنقل ما كتبت في نشرتي البريدية إلى مدونتي، وأنشر الأعداد التالية من النشرة من خلال مدونتي، وعلى الغالب خلال الشهرين القادمين سأذهب إلى هناك إن شاء الله.

وصلنا للنهاية، شكرًا لوقتك صديقي العزيز رفيق هذه الشهور، آمل أنك وجدت النفع فيما كتبت، وأنك استمتعت. هذه المرة سأكون أول من يؤهنك بعيد الفطر "كُل عام وأنت بخير وسلامة، حقق الله لك ما تُحب وجعلك من عباده الصالحين"، ألقاك على خير في 27 من أبريل. 

إن أحببت التواصل معي يمكنك ذلك من خلال بريدي الإلكتروني: [email protected] 

جلال اللافييونس بن عمارة2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أرشيف ٢٧ البريدية