نشرة أرشيف ٢٧ البريدية- 6 أشهر غيرت فيها الكتابة من حياتي- العدد #

بواسطة سالي الزيد #العدد 6 عرض في المتصفح
في هذا العدد أشاركك أفكاري وتجاربي عن الكتابة والحياة والعمل؛  التي خُضتها في آخر 6 أشهر من عُمري، رحلة لم أتوقع أن أخوضها إلا من باب تجربة نفسي هل أستطيع الكتابة أم لا، ولكنها تطورت بفضل الله وتيسيره حتى أصبحت أجني المال منها!

صورة توضح رحلتي في الكتابة

صورة توضح رحلتي في الكتابة

بدأت أشعر بالالتزام تجاه كتابتي لك، أصبح الأمر واجبًا علي أن اسأل عن حالك، كيف أنت؟ ماذا فعلت؟ أتمنى أن تكون بخير حال، أو تسعى لذلك على الأقل..

صديقي الجديد إن لم تكن تعرفني فأنا سالي الزيد أدرس القانون وأعمل بكتابة المحتوى والمحتوى القانوني، وأشارك في هذه النشرة أفكاري وتجاربي وتوصيات للكتب وأشياء أُخرى. 

ولتعرف سبب تسميتي لهذه النشرة بأرشيف ٢٧، سأضع لك رابطًا لعدد المُقدمة لتطلع عليها  من هُنا.

مُقدمة المُقدمة:

في هذا العدد أشاركك أفكاري وتجاربي عن الكتابة والحياة والعمل؛ والتي خُضتها في آخر 6 أشهر من عُمري، رحلة لم أتوقع أن أخوضها إلا من باب تجربة نفسي هل أستطيع الكتابة أم لا، ولكنها تطورت بفضل الله وتيسيره حتى أصبحت أجني المال منها!

أفضل اقتباس يُمثل هذه الأشهر هو: 

‏تجري الرياحُ بما شاء الإلهُ لها‏للّٰهِ نحنُ وموجُ البحرِ والسُفنُ

- لقائله

المُقدمة

مرت أكثر من ثلاث سنوات منذ أن تبنيت عقلية "ليش لا؟ ليش ما أجرب"، هذه العقلية التي جعلتني كُل سنة تقريبًا أتنقل أكثر من ثلاث مرات بين مجال ومجال آخر وآخر.

جربت تعلم البرمجة بلغة بايثون، تعلم تحليل البيانات، تعلم المحاسبة، والتصميم على فوتوشوب، وجربت تعلم تصميم واجهات المُستخدم، وإدارة المشاريع، وتقنية المعلومات إلخ..

كُنت أجرب المجالات التي أجد لها مصادر يمكنني الحصول عليها مدفوعة، مجانية، وانظر ماذا يُقال عن هذه المجالات - لها مستقبل، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل العامل بها-

كُنت انظر إلى وقتِ المتاح، وقد كان بالفعل لدي وقت لكي أجرب بجانب دراستي الجامعية ودراستي في معهد العلوم الشرعية، ولكن دائمًا ما واجهت عوائق في هذه المجالات:

  1. عدم وجود مُعلم يتابع ما أفعله ( مثل تحليل البيانات)
  2. عدم مناسبة المجال لي (مثل تقنية المعلومات)
  3. شعوري بأني أتعلم لوحدي ولا يوجد من يمكنني مشاركته ما أفعل (مثل تصميم واجهات المستخدم)
  4. دخولي في أساسيات المجال دون تمهيد لما قبل ذلك (مثل تعلم البرمجة)
  5. سوء تطبيقي وتشتُتِ فيما أتعلمه (مثل إدارة المشاريع)

ناهيك عن أني كُنت انتهي من مجال وأدخل للذي بعده في فترة قصيرة دون تقييم ما خضته، كما وكنت أتعلم من الصفر هذه المجالات أي لا أملك خبرة مُسبقة عنها حتى أكمل عليها، لذا كُنت إن لم أشاهد نتائج خلال شهر أو شعرت بأن العوائق التي ذكرتها مزعجة لي أتركه وأذهب لتعلم مجال آخر. 

وحقيقة كان هذا الأمر مزعج لي أن أمتلك هذه العقلية التي تُشبه عقلية القرد، ولكن لأكون منصفة هذه التجارب استفدت منها كثيرًا، حصلت على بعض الأساسيات التي أعانتني في بعض الأمور الحمد لله.

والآن الحمد لله الذي يسر لي ووفقني لمجال الكتابة والذي بدأت فيه  منذ الأول من يوليو 2023، ببدايتي لتحدي رديف، ومجال كتابة المحتوى الذي فعليًا بدأت فيه منذ سبتمبر 2023.

صورة التقطتها خلال تحضيري لأحد مقالتي التي نشرتها ضمن تحدي رديف 

صورة التقطتها خلال تحضيري لأحد مقالتي التي نشرتها ضمن تحدي رديف 

يوليو - أعرف نقاط قوتك وأترك ضعفك جانبًا

كتبت مقالًا في شهر أبريل 2023، ووجدت أني أستطيع أن أسرد فكرة مكتوبة، فعادتي هي أن أتحدث عن الأفكار لا أكتبها، ولكن بعد تشجيع صديقتي لي قررت أن أجرب وكتبتها فعلًا وتلقيت رد فعلٍ إيجابي عليها الحمد لله. 

ثم بعد تفكير كثيرًا وانتهاء اختباراتي الجامعية قررت البدء في تحدي رديف لكي أعرف شيء واحدًا "هل أستطيع الكتابة أم المقالة التي كتبتها كانت مُجرد تجربة يتيمة؟"، وتفرغت للتحدي لمدة 40 يوم لم أفعل شيء سوى الكتابة وعدة مهام منزلية لا تُذكر، التحدي الذي شخصيًا ظننت أني لن أُكمله.

ما كان مسيطرًا علي في تلك الفترة هي أن علي أن أعمل على نقاط قوتي وأترك نقاط ضعفي، دائمًا ما كُنت اذهب لمواطن الضعف وأقويها، ولم أرى أن مواطن القوة علي أن أعمل عليها، فهي قوية أليس كذلك؟

كُنت قد كتبت مرة مقال وعرفت كيف أسرد الفكرة، وهذا كان كافيًا لي لكي أعمل على مهارة الكتابة لدى، لا أن ابدأ من الصفر، الكتابة بحد ذاتها لا تستغرق من الإنسان مدة طويلة لكي يتدرب عليها.

عندما تُركز على نقاط قوتك أنت تتحرك لتُنمي، وعندما تتحرك لتركز على نقاط ضعفك أنت تبني.

سالي الزيد

ما حدث في يوليو جعلني أكسر حاجزًا نفسيًا كبيرًا فقد عرفت أنه يمكنني أن ألتزم بأمرٍ ما لمدة طويلة، يمكنني التركيز ويمكنني أن أكتب!

خلال فترة التحدي كُنت اعتمد على جهاز الماك بوك 45 % في الكتابة والتدوين وكان يصعب علي أن أنتقل بشكل كامل إلى الكتابة والتنظيم رقميًا، ولكن ساعدتني الكتابة على هذا الانتقال الذي أصبح متدرجًا حتى بات اعتمادي عليه 90% في يناير 2024.

أغسطس - راقب لكي تتعلم

بعد نهاية التحدي في 9 من أغسطس وحصولي على أول تكليف لي من أستاذي يونس، كتبت مقالة عن الاضطرابات النفس جسدية، علمت وقتها بأني أريد أن أتعلم في هذا المجال لكونه مريح لي، ويمكنني فيه أن أوظف فضولي بالبحث واكتب.

 ولكي أتعرف على كُتّاب وأتعلم منهم علي أن أراقب ماذا يفعلون، فكل شيء تقريبًا جديدًا علي وغريب، مجال جديد بالطبع أرى الناس فيه يكتبون باستمرار يتحدثون عن أنواع مختلفة من الكتابة، وأنا في حالة ذهول من هذا الكم المهول من المعلومات والأشخاص.

في أغسطس أعلنت مبادرة المنّور عن إعلان مسابقة بحثية، كان لدي اهتمام بأحد الموضوعات الثلاثة التي في المسابقة وشاورت نفسي ومن أثق بها حتى رسيت على أني أُريد أن أُجرب- عقلية القرد من جديد!- لم لا؟ فأنا الآن أستطيع الكتابة.

بدأت بالفعل في البحث والبحث عن مقترح بحثي مُناسب في الموضوع المطلوب، وبحثت أيضًا عن كيف يُكتب البحث وقرأت بحوثًا عدة لكي أبني عليها مُقترحي البحث، وغيرت عنوان البحث ثلاث مرات.

ولكي أضمن أنني أسير على الطريق الصحيح تواصلت مع دكتور جامعي متخصص بعلم الاجتماع لكي يرى بحثي ووافق! 

رسالة بسيطة -Cold mail- على تويتر جعلتني أحصل على حديث طويل معه، عرفت وقتها أن الكثير من الناس مستعدين للمساعدة، ولكن علي أن أتواصل معهم فقط.

قدمت مقترحي البحثي، ولكن لم يأتيني رد وبعد مُدة أعلنوا عن الفائزين؛ ولم أكن منهم وأقول الحمد لله على أنني لم أفز، ولكن تجاوزت عتبة أُخرى وقرأت عدة بحوث نفعتني. 

أدركت حقًا في هذا الشهر أن بعض التجارب يكفي فيها تجاوز أمر ما، أو شعور ما، كسر حاجز الخوف أهم من تحصيل نجاح ملموس فيه، خاصة عندما لا تمتلك الجاهزية فيما أقدمت عليه. 

جنيتُ أول 3 دولار من العمل الحر في أغسطس، عندما جاوبت على شخص ما سأل من يمكنه أن يصمم سيرة ذاتية، وقلت أنا كُنت لا أريد أن أحصل على المال لأنه عمل سهل ولكن إصراره جعلني أقول 3 دولار.

كان شعورًا غريبًا لي 3 دولار مبلغ يبدو تافه، ولكن شعرت بأنه قيم حقًا التجربة قيمة، ولربما لهذا لا زال موجودًا في باي بال لم استلمه.

سبتمبر - قلل خياراتك

في سبتمبر شعرت بالتوتر والقلق كثيرًا، فأنا أشعر بأني عرفت كيف أكتب ولكن لا رؤية واضحة لدي عن الكتابة، أرى غيري يكتب يفعل شيء ما ويتحرك ولكنِ في ذات مكاني، فأنا أنظر بقرب بقرب جدًا لأنها نفسي بالنهاية، ولكن أنظر لغيري عن بعد لذا لا أعرف سوى ما ينشرهُ هو، بينما أنا أعايش كُل شيء في حياتي، لذا كُنت أنظر لنفسي بأنه ربما تجربتي في الكتابة انتهت.

لكن فكرة أن أستاذ يونس كان متابعًا معي ومتجاوب في الرد جعلتني دائمًا أتوقف عن هذه الفكرة، فأنا لا أريد أن أفقد خبرته وعلمه، ولا وجود مجتمع مثل رديف وأسير بعيدًا، كما أنني وجدت راحتي في الكتابة لذا كان علي أن أقلل الخيارات التي أمامي.

كُل مجالات الكتابة يمكنك أن تتعلمها وتبدأ تكتب، ولكن رأيت أن علي أن أقلل خياراتي في مواضيع الكتابة، ولا أعلم حتى الآن هل ما فعلته صحيحًا أم لا ولكن هذا ما رأيته مناسبًا وقتها.

بعد مشاورتي لأستاذي يونس بدأت العمل على حساب الكُنّاش القانوني لكي أقدم من خلاله محتوى قانوني، ولكي أوظف مجالي القانوني في الكتابة عملت قليلًا، والحمد لله بعد نشر شبه متواصل منذ 24 سبتمبر حتى 19 يناير 2024 أنهيت الحديث عن نظام العمل السعودي.

كما أنهيت مشواري في تعلم العلم الشرعي في سبتمبر بعد دراسة المستوى الأول، لأنني كُنت دائمًا ما أشعر بالتقصير تجاهه، لعدم وسع وقتِ.

كُنت أظن أن علي أن أفعل أمور كثيرة سويًا لكي أستغل وقتِ وأن لا أتوقف عن المحاولة، لكن هذا خلق لي حالة من الشتات أكثر، وبات مزعجًا لي فلم يعد لدي صفاء الذهن لكي أفكر جيدًا لذا قللت خياراتي في التعلم بعدما كُنت أقلل خيارات ما أرتدي من ثياب.

أيضًا قللت علاقاتي الاجتماعية، ودائرة الأصدقاء والمعارف، وما ساعدني كثيرًا هو انتقال إلى مدينة أُخرى، لا يوجد لي فيها معارف وأصدقاء كُثر. 

بدأت في 24 سبتمبر نشر عدد المُقدمة لهذه النشرة التي تقرأ عددها، وكان السبب الأكبر لهذه البداية هو أني أردت أن استمر بالكتابة كما كُنت أفعل في رديف، ولم يكن هُناك أمامي سوى أن أدخل عالم النشرات البريدية، بعدما أُعجبت بنشرة خواطر مُفكرة لعبدالعزيز آل رفدة، وتحدثت معه وكان كريمًا فقد قدم لي نصائح جعلتني أتخذ هذه الخطوة.

أكتوبر - كُن مرنًا

أبرز أحداث أكتوبر هو الحرب التي حدثت في غزة، التي حقًا كانت ولا زالت مؤلمة 112 يوم من حربٍ لا زالت مستمرة، وأحبابنا تحت القصف، كثيرًا منهم نزح إلى الجنوب ولم يسلم مما يحدث له، الطعام قليل وأماكن الإيواء لا تكفيهم، وحسبي الله ونعم الوكيل.

أكتوبر كان شهرًا قامتًا مُحزنًا، على الرغم من سعادتي في يوم ميلادي 3 أكتوبر وظني بأنه سيكون شهر خريفيًا هادئًا ولكن الحياة بعد 7 أكتوبر لم تعد هادئة. 

لم أتمكن من الدراسة أو ممارسة حياتي بشكلها الطبيعي في الأسابيع الأولى، لكن حاولت التركيز على ما لدي الآن:

  1. دراستي الجامعية
  2. النشر اليومي في حساب الكُنّاش القانوني

في نهاية الشهر أرسلت رسالة طلب تعاون مع شركة قانونية لكي اكتب لهم المحتوى، وتبعت هذه الرسالة رسالتين، ولكن لم يأتني منهم الرد، بالقبول أو الرفض، وأظن أنني في يناير 2024 عرفت أن ردهم علي بنسبة كبيرة سيكون الرفض.

أكتوبر كان شهر عرفت فيه بأن علي أن أكون أكثر مرونة، في تعاملي على مستوى العمل، وعلى مستوى العلاقات، حتى مع نفسي، بعض الأمور لا ينفع أن تكون 1+1 = 2 أحيانًا قد يكون الناتج صفر أو ربما خمسة لم لا؟

نوفمبر - استراحتك لن تعطلك 

إذا استرحت ستتعطل، هذه الجملة كثيرًا ما جعلتني أمقت الإجازات الطويلة، حتى تلك التي تمتد لأسبوع، لماذا علينا أن نستريح كُل هذه المدة، يكفي المرء يومين لكي يستعيد طاقته، لكن هذه الزاوية الضيقة من النظر، جعلتني أعيش فترات انقطاع طويلة عما أفعله، أتت بردةِ فعلٍ عكسي.

لأن طاقتي قد استنزفت، دراسة وعمل وتفكير! إذن متى أرتاح؟ في نوفمبر حدثت لي فترة الركود ونفرتُ من الكتابة ومن كُل ما يربطني بها، حتى من دراستي الجامعية نفسها، شعرت بأني -كفيت ووفيت-

ولكن مع الأسف الشديد شهر نوفمبر كان مليئًا بالتراكمات الدراسية، بشكل لم يسمح لي بالاستراحة؛ لذا كُنت كمن يحمل بعيرًا على ظهره، أمشي بثقل، ومع دخول فترة الشتاء في مدينتي وبدأ البرد أظنني عايشت حالة من الاكتئاب الموسمي. 

نوفمبر أكد لي حديث صديقتي دلال عندما قالت على المرء أن يستريح، فالراحة مطلوبة في رحلة الحياة، استرح ولكن لا تُطل راحتك، وأظنني بعد نشري لهذا العدد سأرتاح عزيزي القارئ.

إن الحدث السعيد في نوفمبر كان أنني لأول مرة كُنت مسؤولة بشكل كامل عن إدارة مساحة الكُنّاش القانوني، بعد تجربتي في مشاركة مساحات رديف.

كما كتبت خطة محتوى لمنصة إكس لموقع كُتب، وأرسلت رسالة تعاون طلبت فيها أن أكتب لهم محتوى عن الكتب لمدة شهر مجانًا، ولكن تلقيت الرد بالرفض، ولكنه كان رفضًا لطيفًا مواربًا. وددت حقًا أن اكتب لمتجر كُتب ولكن الحمد لله تلقيت ردًا لطيفًا بالرفض.

صورة لي وأنا أذاكر لاختباري وانتظر دخولي للطائرة بعد أن فاتتني الطائرة السابقة

صورة لي وأنا أذاكر لاختباري وانتظر دخولي للطائرة بعد أن فاتتني الطائرة السابقة

ديسمبر ليست كُل الفرص مُناسبة لك!

أحُب ديسمبر، لأنه سبب في في إشعال فتيل الحماسة في داخلي، منذ 2017 وحتى الآن، يشعرني بالاستقرار، لا أدري هل هو بسبب أنه آخر شهر في السنة أم ماذا؟ تأتي الأفكار فيه مُتزنة مُستقرة نوعًا ما.

تواصل معي عميل يُريد من يكتب بدلًا عنه -كاتب شبح- في حسابه الشخصي والذي ينشره فيه محتوى متخصص، وبالطبع تحمست في البداية للعمل معه والخوض في مجال جديد، حتى أنني دخلت معه اجتماع رأيت فيه أنه إنسان يعرف ما يُريد.

لكن بعد الاجتماع وتفكيري في الموضوع وجدت أني لن أستطيع أن أعمل معه، خاصة في هذه الفترة، وفي مجال جديد علي أيضًا! بدا لي الأمر أنه سيكون ثقيلًا، فبادرت بالرفض لكي لا أظلمه معي وأخذ من وقته، ولكن لا زالت أريد أن أعرف أكثر عن مجاله.  

رفضت فرصة جيدة، لأنها غير مُناسبة، ولكن بعد يومين جاءني من يُريد مني أن أكتب له محتوى قانوني لمكتب محاماة، ودخلت اجتماع مع العميلة، وفهمت ما تُريده وهذه الفرصة كانت مُناسبة لي بشكل كبير الحمد لله، على الرغم من أنني سأعمل في فترة الاختبارات على كتابة مقال قانوني طويل، ومحتوى لمواقع التواصل الاجتماعي إلا أنني لم أرفض.

رأيت أن رفضي لهذه الفرصة سيكون بمثابة ندم مستقبلي لي، لذا على الرغم من اختباراتي وسفري لمدينة أُخرى وتبعات السفر والانتقال المُتعبة قبلت.

ولكن هذه السعادة التي كُنت فيها لم تستمر فرحلة بالطائرة فاتتني، وعشت القلق والتوتر الذي كُنت أشاهده في الأفلام، خاصة أنني لم أجد رحلة في وقت قريب من موعد طائرتي في الليل، واختباري في الساعة الثامنة صباحًا، ولكن وجدت طائرة في فجر يوم الاختبار.

لقد كانت تجربة ممتعة مع ذلك، ودرجة الاختبار مرضية أيضًا الحمد لله. ولكن مع الأسف لم أحضر الملتقى القانوني الأول، ولم أذهب لمعرض الكتاب في جدة، وهذا أمر سيء ولكن الحمد لله فقد حفظت نقودي التي جنيتُها.

تصميم غريب جدًا، كُنت أفكر في وضعه على غلاف كُتيب دليلك لكتابة العناوين ولكن الحمد لله الذي أرشدني إلي شروق بن مبارك لتصمم لي غلافًا للكُتيب

تصميم غريب جدًا، كُنت أفكر في وضعه على غلاف كُتيب دليلك لكتابة العناوين ولكن الحمد لله الذي أرشدني إلي شروق بن مبارك لتصمم لي غلافًا للكُتيب

يناير - استمر بالمحاولة

دخلت هذه السنة وأنا أريد أن أستقر في مجال الكتابة، أن أتعلم ما له علاقة بها بشكل أكبر، لذا حاولت أن أضع خطة للنشر في حسابي الشخصي، وعُدت لي أنشر في حساب الكُنّاش القانوني بعد توقفي لمدة أسبوعين عنه.

كُنت أريد أن أسوق لخدماتي في كتابة المحتوى القانوني، لكي أمارس الكتابة فيه، ومن جهة أُخرى أجني المال، ولكن وجدت ما أنشرهُ مشابه لما يكتبه غيري، نفس الكلام ولكن الشخص مختلف، وكان الأمر مزعجًا لي ولا زال كذلك.

ولكن للحظة أدركت بأننا جميعًا نُعيد تدوير المحتوى نفسه، مع القليل من التحسينات أو نجعله مختلفًا قليلًا ونعيد نشره، وهذا الأمر لا يتعلق بالكتابة فقط، بل أنظر حولك ستجد كُل المجالات يغلب عليها هذا الأمر.

نشرت عدة ثريدات في منصة إكس، ولكن توقفت بعد عدة أيام، لأني أردت تعريب كُتيب قوالب عناوين، ثم أقترح أستاذ يونس علي صُنع أداة أضع بها قوالب العناوين. 

كُنت سأستغرق يومين لأجهز الأداة، ولكن في الطريق ظهرت لي أفكار عدة بخصوص العناوين، حتى قضية قرابة 10 أيام أعمل على الكُتيب- تخللتها أيام الراحة- ولم يوقفني عن التفكير والكتابة إلا أنني أعلنت موعد إصداره في منصة إكس.

حتى ليلة الأربعاء ظللت أعمل على التدقيق اللغوي للكُتيب وساعدتني دكتورة شروق بن مُبارك ليلتها وصممت لي غلاف الكُتيب، ثم نُشر كُتيب دليلك لكتابة العناوين الحمد لله.

رحلة هذا الكُتيب تُشبه رحلتي منذ بدأت الكتابة حتى الآن، كان سلسلة منشورات عن كتابة العناوين، ثم أداة ثم كُتيب شامل عن كتابة العناوين.

كُنت أريد أن ابدأ نشرة بريدية أُخرى عن الكتابة، ولكن لم أفعل رأيت أن الوقت غير مُناسب، والتشتت سيأتي بنتائج عكسية علي، وأردت أن ابدأ بالتدوين اليومي، وكتبت خمسة تدوينات بأيام متتالية، ولكن لم أنشرها ولم أُكمل التدوين.

لم اكتب قائمة بأهدافي لهذه السنة،  ولكن لدي أربعة أهداف أريد أن يحدثوا، وقد قسمتهم على مدار السنة، وإن شاء الله يكون لي ولك نصيب أن نتشاركم سويًا.

يناير هذه السنة، أجدد بها العهد على استمراري بالمحاولة، مرة ومرتين وعشر مرات، حتى يشاء الله، ولا أظن أنه يمكنني التوقف عن المحاولة كُلها، ولكن ربما أتوقف عن المحاولة في مجال ما، وأظن أن هذا ما يحدث معنا جميعًا، نحن نتوقف عن المحاولة في مكان ما ولا نتوقف عن المحاولة جملةً.

لنتشارك

أشاركك كُتيبي (دليلك لكتابة العناوين)، الكائن في 54 صفحة، يمكنك الإطلاع عليه، فلن يستغرق منك وقتًا كثيرًا في القراءة، كما ضمنت به أداة كتابة العناوين لكي لا تُتعب نفسك في كتابة العناوين كثيرًا، في داخل الكُتيب ستجد شرحًا وافيًا لاستخدام الأداة وكتابة العناوين بالمجمل.

وأشارك معك هذه الحلقة من فنجان كيف تصمم حياتك وتعيش راضيا؟

حلقة كيف تصمم حياتك وتعيش راضيا من بودكاست فنجان

حلقة كيف تصمم حياتك وتعيش راضيا من بودكاست فنجان

لم أحب أن أتوقف هُنا ولكنِ كتبت كثيرًا، وآمل أن تكون كلماتي آنستك، وأعلم أن هُناك الكثير من الأخطاء ارتكبتها في طريقي، فما أنا وأنت إلا بشر ولكننا نحاول! وما كتبت ما إلا ما رأيت فيه فائدة. يعز علي أن أتوقف ولكن نلتقي إن شاء ربنا الإله أن نلتقى في عدد شهر فبراير القادمة، لأشاركك موضوعًا جديدًا.

إن أحببت أن تشترك في نشرتي فيسرني ذلك كثيرًا، وإن رأيت فيها من الفائدة فشاركها واحتسب أجرها.

تُبهرك اللحظات الأولى والمشاعر الجياشة لاتخاذ قرارات تظُنها للوهلة الأولى صحيحة ومنطقية، لكنها ليست مُناسبة لك الآن، هي جيدة لكن هذا ليس وقتها، لربما كثيرٌ من القرارات التي تُبنى على الانبهار والمشاعر اللحظية هي قرارت يندم الإنسانُ عليها بعد مدة، لكونها لا تتناسب مع حالته الآن.
لذلك، كان من الأجدى للإنسان أن يفكر مليًا بالقرارات التي قد تأخده إلى منحنيات أُخرى في حياته.

اقتباس العدد -لقائله-

ReemNada Abbasم. طارق الموصللي4 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أرشيف ٢٧ البريدية