كيف أصبحت المملكة الأولى عالميًا في فصل التوائم🤯؟ |
بواسطة نادي عقول التطوعي • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
روحان يتقاسمان الجسد نفسه، مرتبطان سويًا رغم اختلافهما، هل ستتفرد كل روحٍ منهما بجسدٍ يمنح كلًا منهماًّ منهما حريته والخلاص من ذلك التقاسم المضني؟ وإذا كانت المخاطرة كبيرة فكيف سيحصل ذلك؟ولمن وهب الله تعالى نعمة إعطائهم الأمل لهم«وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»
|
|
والتوائم السيامية باختصار هي التوائم المتلاصقة، وهو مصطلح يطلق على توأمين يولدان بجسمين ملتصقين في نقطة أو أكثر، وقد تكون الأجزاء الملتصقة بسيطة مثل الجلد أو كبيرة لتشمل أعضاء حيوية مشتركة كالقلب والرئة والكبد، مما يجعل الفصل الجراحي معقدًا وخطيرًا ومكلفًا، ومع ذلك فهو الأمل العظيم ليعيشوا حياةً طبيعية. |
كيف أصبحت المملكة متقدمة جدًا في العناية بهذه الحالات؟ |
«بداية مجد طبي وطني» |
كانت البداية من توأم سعودي في ديسمبر 1990، وكان التصاقهما يتطلب فصل الجلد وجزء من الكبد. أُجريت العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة وتكللت بالنجاح، لتستهل تلك العملية مسيرة طويلة من المجد الطبي والعناية الفائقة. |
من ثمّ أتت حالة أخرى، مُشابهة.. ولكنها مُعقدة |
«تحدي أصعب» |
بعد ما يقارب العام طرأ طارئ. في ديسمبر 1991، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -طيب الله ثراه- بجلب عائلة التوأم السيامي، سماح وهبة من دولة السودان الشقيقة لتقييم حالتهما والنظر في احتمالية الفصل بينهما. |
بعد التقييم اتضح للطاقم الطبي صعوبة الأمر نظرًا لالتصاقهما بأكثر من منطقة في الصدر والبطن، أيضًا كون أحد البنتين أكبر حجمًا من الأخرى ما عقّد الأمر، وزاد الطين بلّة |
بعد أيام من التقييم والاستشارة والتخطيط، تم أخذ القرار ببدء عملية الفصل، وقد استغرقت العملية أكثر من ثمانية عشر ساعة بذل فيها الكادر الطبي المتميز جهدًا كثيرا، وبعد هذا العناء نجحت العملية في وهب تلك الطفلتان حياةً طبيعية وأضافة للمملكة إنجازًا وطنيًا جديدًا في بناء الكادر الطبي المتميز والكفاءة الوطنية، لتعيش سماح وهبة حياةً سعيدة وناجحة كما أنهما قد تخرجا بدرجة الماجستير قبل عامين من الآن. |
فكما هو واضح فإن العمليات التي تحدث لفصل التوائم مُعقدة وتختلف وتختلف صعوبة تلك العمليات ومدتها حسب مكان وحجم الإلتصاق بين التوأم السيامي، فأكثر أنواه الإلتصاق شيوعًا التصاق الصدر الذي يتضمن غالبًا عظام الصدر والقلب والرئتين ويليه التصاق البطن، ومن ثمّ الورك، والأخطر والأقل شيوعًا التصاق الرأس وقلّما يعيش التوأم في هذا النوع. |
كما يواجه الفريق الطبي مصاعب عديدة قد تعرقل سير العملية وتطيل من مدتها، كتلاصق الشرايين والأعصاب. ولذلك تصل مدة العملية ساعات طويلة حتّى مئة ساعة!! |
وبعضها لا يستغرق سوى 45 دقيقة، فحتى دون تلك المصاعب الكبير في داخل غرفة العمليات يواجه آباء هؤلاء الأطفال مآزق مالية لتكلفة العمليات الباهظة للغاية ما يصعب الحصول على العناية الصحية للتوأم السيامي |
«مملكة الإنسانية» |
على الرغم من صعوبة العمليات وتكلفتها العالية التي قد تصل إلى المليون والنصف ريال سعودي، تتكفل المملكة بجميع التكاليف من خلال برنامج فصل التوائم المتلاصقة السعودي. |
هذا البرنامج يجسد جهود المملكة في تقديم العون للإنسانية. قادت إنسانية المملكة والد التوأم السيامي الكاميروني للإسلام في سنة 2007، الذي عاد ليسلم معه أغلب أفراد قريته بسبب ما رأوا من تسامح وترابط وإنسانية نابعة من صميم أخلاق الإسلام. |
«تشكيك غربي» |
ومن أبرز القصص التي جمعت ما بين الإنسانية والمقارنة بالغرب |
في إحدى القرى البولندية عام 2004، وُلدت طفلتان توأم سيامي. |
بدأت عائلة التوأم تبحث عن حل لطفلتيهما بعد أن لم تجد أي إجابة في بولندا، رفعت نداء الإغاثة للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد عدة أيام بينما الحزن يغمر والدة الطفلتين تلقت اتصالاً مفاجئاً من المملكة العربية السعودية التي تكفلت بجميع تكاليف العملية وتكاليف رحلتهم للرياض. |
ترددت عائلة الطفلتين بالقبول بعد التشكيك الذي واجهته من الأطباء الغربيين، ولكن لم يكن لديهم خيار سوى القبول، لتتم العملية بنجاح في يناير 2005 وتم نقلها مباشرة على التلفاز لُتسكت المملكة أفواه المشككين تحت انظار الاعلام. |
-يأتي السؤال هُنا |
هل فعلًا السعودية الأولى عالميًا في هذا المجال؟ |
خلال العقود الثلاثة الماضية تميزت المملكة بكونها رائدة بمجال فصل التوائم السيامية. |
بعد جميع القصص التي ذكرناها، لم يعد لدينا شك أن المملكة من أهم الدول التي تقدم عمليات فصل التوائم السيامية، فالمملكة تعد أكثر دولة تجري عمليات فصل التوائم السيامية، بواقع أكثر من 60 عملية فصل ناجحة بنسبة نجاح 100٪، تليها بريطانيا وأمريكا بنسبة نجاح لا تتجاوز 70%. وتتميز المملكة بجودة الأجهزة والمقتنيات الطبية الحديثة المساعدة، تقام العمليات في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، تحت رعاية الطواقم الطبية المتميزة بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة. |
«خلف قصة النجاح» |
خلف جميع هذه الإنجازات طوال تلك السنين رجل كرّس حياته للعلم وخلق لنا حكاية فخر وطني في مجال فصل التوائم الطبية 💪. |
الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، الذي قاد وأشرف على أكثر من 50 عملية فصل، فقد تخرج من كلية الطب بجامعة الملك سعود في العام 1979، وذهب لكندا في العام 1987 ليحصل على زمالة الجراحة العامة وجراحة الأطفال. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، وعُين وزيرًا للصحة من عام 2009 حتى 2014، حين صدر الأمر الملكي بوضعه مستشارًا في الديوان الملكي حتى اليوم. |
«ختامًا تثبت المملكة العربية السعودية يومًا بعد يوم أنها رائدة في المجال الطبي، خصوصًا في عمليات فصل التوائم السيامية، محققةً إنجازات طبية وإنسانية تعكس التزامها بقيم الرحمة والتفاني في خدمة البشرية، كما سيقام مؤتمر بالمملكة في نوفمبر 2024 بمناسبة مرور 32 عام على بدء السعودية في فصل التوائم السيامية». |
*** |
آفـــاق وتقـــدّم؛ أبرز الأحداث٢٠٢٤، سنة واعــدة! في الآونة الأخيرة، خلال هذة السنة، شهدت عدة أمراض كانت تمثل تحديّ مستعصي إجتماعيًا وطبيًا تقدمًا في علاجها؛ |
*** |
آخر أعمال عقول 👨💻 |
|
|
|
|
|
دمتم سالمين، |
كاتب المقال: عبدالعزيز البقمي، محررة المقال: سماء حميد، إعداد وتدقيق: صالح النجراني وبشرى الرشيدي |
التعليقات