لعلها خيرة..🤲 |
بواسطة نادي عقول • #العدد 12 • عرض في المتصفح |
لعلها خيرة.. وإن شاء الله الخيرة فيما اختاره الله..كثيراً ما نسمع هذه الجملة: "لعلها خيرة..."وقد تكون ألسنتنا رددتها في مواقف مختلفة دون أن ندرك معناها العميق.لكن…هل أدركنا حقاً معناها حقيقي ؟
|
|
عندما لا يحالفنا الحظ في الحصول على جائزة ما، أو وظيفة ما، أو النجاح في مادة معينة ، نجد البعض يردد: "لعلها خيرة..." |
هل هي حقاً خيرة؟ |
أو عندما نتعرض لخسارة قاسية، قد تكون قاسية الوقع، تطال حرارتها أجسادنا اللينة، فتحرق قلوبنا، وتقض مضاجعنا، وقد تفرق شملنا، نجد الآخرين يرددون: "لعلها خيرة..." |
نلتفت إليهم والغيظ يتلألأ في أعيننا، ونرميهم بنظرة استنكار واحتقار، متسائلين: أين هي الخيرة؟ |
بل أحيانًا نفقد شخصًا عزيزًا بوفاة مفجعة، وفراقٍ مؤلم، ونسمع من يقول: "خيرة إن شاء الله!" قد نشعر حينها أن المتحدث غير مدرك أو مختل عقليًا...!! |
وعندما يُغلق مشروع تجاري كان يُعتبر واعدًا بسبب ضعف المبيعات، يُقال لصاحبه: "لعلها خيرة.” |
إذا قرر أحد الطلاب تغيير تخصصه الجامعي، ثم واجه صعوبة في اختيار البديل، أو لم يجد التخصص الذي يفضله متاحًا، أو تردد بسبب القلق من المستقبل... يؤول البعض تصرفه ذاك بـ "لعلها خيرة. |
إن فاتنا موعد مهم، وإن لم يتم لنا ما أردناه من أمور الدنيا، أو تأجلت لنا مسألة، أو اعترضنا عارض مفاجئ. |
"فلعلها خيرة..." |
نعم !! لعلها خيرة، بل هي خيرة إن شاء الله. |
لو أننا استشعرنا رحمة الله في كل موقف؛ لأدركنا أنها خيرة. |
لو أننا فهمنا حكمة الله في الابتلاءات؛ لأيقنا أنها خيرة. |
لو أننا آمنّا بالقدر خيره وشره؛ لاستسلمنا لما اختاره الله لنا. |
|
*** |
وسورة مريم تحكي عن خيرة الله التي لم تكن واضحة له ، حتى تحققت بقدرة الله في إنجاب ابنه يحيى عليه السلام. فمهما كانت الآفاق مظلمة أمام أعيننا، ومهما أتيت الرياح بما لا تشتهيه السفن، ومهما عانينا من الفقد والألم، ومهما كابدتنا التحديات والصعوبات، ومهما عصفت بنا الأقدار. |
فهي الخير وفيها الخير، وسيأتي من بعدها فرحة على فرحة. |
إن علينا الإيمان بحكمة الله في تقدير الأقدار، وأن في كل ما أقتضاه الله لنا خيرٌ سيعقبه خير. |
والمؤمن مبتلى وهنيئًا لمن أحبه الله فابتلاه، ليسمع مناجاته وشكواه، ويبدله همه فرحًا، وحزنه سرورًا. |
|
قال تعالى: |
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } |
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: |
"عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر، وكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، وكان خيرًا له." |
وعندما سُئل عن كيفية التعامل مع الأقدار، قال: |
"كن على يقين بأن كل ما يقدره الله هو خير، فربما ما تراه شرًا هو في حقيقته خير مخفي." |
كان مؤيد طالبًا نشيطًا في كلية الصيدلة، وكان دائمًا متفائلًا ويؤمن بأن كل ما يقدره الله هو خير. لكن ذات يوم، استيقظ مؤيد ليجد نفسه مصابًا بنزلة برد شديدة، مما جعله غير قادر على الذهاب إلى الجامعة. كان الامتحان قريبًا، وشعر بالقلق. دمتم سالمين، كاتب النشرة : مؤيد الحمداني ، محرر النشرة : مشاري الشمري |
ختامًا، لنتذكر جميعًا أن ما يحدث في هذا الكون هو نتيجة لحكمة إلهية قد نعرفها أو قد لا نعرفها. فالله سبحانه وتعالى لا يخلق شيئًا بلا سبب، بل هو الحكيم العليم الذي يُدبر الأمور بحكمة بالغة. |
فلنثق بأن الله لا يقدر لنا إلا الخير، حتى وإن بدت الأحداث صعبة أو مؤلمة. فكل ما يُقدَّر في حياتنا، وإن كان يبدو لنا كشر، يحمل في طياته خيرًا لا يعلمه إلا الله. |
ونوصيكم بالتصدق والدعاء، فالأيام الأخيرة من رمضان فرصة عظيمة. لعلها خيرة، فاحرصوا على الأعمال الصالحة واغتنموا الأجر والثواب. |
وبهذه النشرة التي تحمل معها الروحانية والتفكر بها نختم أعدادنا في شهر رمضان . على أن تكون العودة بعد عيد الفطر بشكل جديدة وأروع كما عودناكم . |
![]() |
تابعونا على 👇 |
X |
TikTok |
التعليقات