التقييم الذاتي البنّاء مقابل جلد الذات |
14 أغسطس 2025 • بواسطة صعود • #العدد 7 • عرض في المتصفح |
حين يكون النقد مرآة للارتقاء.. أو قيدًا يشدك للوراء في كل يومٍ يمضي بنا، حينما تنطفئ ضوضاء العالم، نقف جميعًا أمام أنفسنا في لحظاتٍ نُعاوِد فيها مراجعة ما فعلناه ، وكأنما شريطٌ من الذكريات يمر أمام أعيُننا، يُذكرنا بالأحداث التي حصلت وكيف كنا في قلب هذه الأحداث ، إلى حين طرح ذلك السؤال الذي لا مفر منه : "هل تصرّفت على النحو الصحيح؟"ومن مُنطلق هذا السؤال ، يتوّلد مسارين بين أنفسنا :أحدها يُسمى التقييم الذاتّي البناء والآخر يُعرف بجلد الذات
|
|
التقييم الذاتي البنّاء : وعي، لا قسوة |
هو ممارسة تأملية تعتمد على التعاطف مع الذات، قاصدةً النماء والتطور، وعدم مثاقلة النفس بمالا طاقة لها به. |
كأنك تمسك بمرآة ، لا لتحاكم نفسك ، بل لترى ذاتك بصدق، لا بلوم، وتقول : "مالذي يجدرُ بي فعله لأكون أفضل" |
هذا النوع من التقييم لا يُنكر الأخطاء، بل يرى فيها فرصًا للتعلّم، وهو أحد سمات النضج النفسي ويُسهم في تعزيز الثقة بالنفس، والمرونة، والرغبة في التطوير المستمر. |
جلد الذات : محكمة لا دفاع فيها |
هي عملية نقد لاذعة مليئة باللوم والتهكم الداخلي ،تفتقر إلى الرحمة والموضوعية وهي أحد أكثر أنماط التفكير السلبية شيوعًا ، وأكثرها تأثيرًا على جو الحياة النفسية للفرد. |
الفرد الذي يجلد ذاته مرارًا وتكرارًا ، يحوّل الخطأ الذي يرتكبه من سلوك يحتاج اصلاحًا ، إلى هجوم على الهوية والقيمة الذاتية |
الفرق بينهما يكمُن في أن الإنسان يكون بين يدٍ تمتد لترفعه ، و يدًا أخرى تدفعه للأسفل |
كيف نمارس التقييم البناء بوعي؟ |
١- الفصل بين الخطأ والهوية : الخطأ هو سلوك يمكن تصحيحه والتعلم منه . |
٢- مخاطبة النفس بالأسئلة التوجيهية : بدلًا من "لماذا فعلت كذا؟" ، قل "ماذا تعلمت؟". |
٣- استخدام لغة داخلية رحيمة : كما لو أن النفس تُخاطب صديقًا مقربًا . |
٤- وضع خطط للتطوير : عدم الاكتفاء بالندم ، وإنماء ربط النقد بخطوة عملية واضحة. |
ما الذي تقوله الدراسات؟ |
قد أظهرت دراسات في علم النفس الايجابي أن الأفراد الذين يمارسون التقييم الذاتي البنّاء يتمتعون بقدرة أكبر على التكيّف وتقدير الذات، مقارنةً بأولئك الذين يغلب على تفكيرهم جلد الذات، ومن هذه الدراسات : |
١- أجرت الباحثة نيف كريستن، عددًا من الدراسات الرائدة حول مفهوم التعاطف الذاتي وأظهرت أبحاثها أن الأشخاص الذي يتمتعون بدرجة أعلى من المرونة النفسية، وانخفاض في معدلات القلق والاكتئاب، وزيادة في التوازن العاطفي والتقبل الذاتي. |
٢- نيف وفونك أظهرت دراستها التحليلية أن التعاطف الذاتي يرتبط بشكل إيجابي بتقدير الذات، وأنه يعد عاملًا مستقلًا ومؤثرًا في تعزيز الصحة النفسية حتى بعد استبعاد أثر تقدير الذات التقليدي. |
تذكّر دائمًا بأن : |
صوتك الداخلي هو أقرب الأصوات إلى قلبك، فاجعله صوتًا يُعينك لا يُهينك، يدفعك لا يقصيك، يرى فيك الإمكان لا النقصان. |
الكاتبة: نوره الناظري. المحرر: وزير الغامدي. |
التعليقات