نشرة صبا الزيود البريدية - العدد #15

3 سبتمبر 2025 بواسطة صبا الزيود #العدد 15 عرض في المتصفح
السلام عليكم يارفاق، يصلكم هذا العدد يوم الأربعاء الموفق الثالث من أيلول للعام 2025

في هذا اليوم أشعر بالكثير من النشاط، لذا قضيت هذا اليوم في الكثير من الحركة في البيت طبعًا، فأين للأمهات أن يصرفن طاقاتهن بغير ذلك؟ لا أقول ذلك على وجه التعميم، ولكني سأعتبرُ هذهِ النشرة فضفضة مني لكُن.

عندما أشعر بهذا النشاط وهذهِ الطاقة كثيرًا ما أصرفها في ترتيب وتنظيف البيت وأعمل على أعمال مؤجلة من أيام ومتراكمة عليّ.

في بعض الأحيان أفكرُ قليلاً في هذا النشاط وأصرفهُ في الخروج من البيت ولقاء الأصدقاء والأحباب؛ لأني في الغالب شخصية بيتوتية لا تحب كثيرًا لقاء الناس وكثرة الاختلاط معهم، لذا أحاول تعويض ذلك بهذهِ الأيام النشطة على غير العادة.

وأما عن الأطفال والتربية: في خضم هذا النشاط فأجد نفسي متسامحة أكثر مع أخطائهم، وأجد في نفسي صبرًا أكثر على نقاشاتهم وحديثهم ومشاغباتهم عما هو معتاد. لذا استغل هذهِ الأوقات في العمل معهم على نشاطات كنت أؤجلها من أيام؛ لتخفيف السلوكيات غير المرغوبة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وقضاء وقت أكبر في فهم مشاعرهم ومتطلباتهم بدون إفراط ولا تفريط.

هذا لا يعني أبدًا أن نهمل مهامنا اليومية وروتيننا المعتاد مع أطفالنا، في الأيام التي نشعر بها بالثقل او التكاسل، ولكن قدرًا أكبر من التفهم لتكاسلهم عن مهامهم وتملصهم منها قد يكون مفيدًا لصحتهم النفسية في مثل هذهِ الأيام النشطة .

ما أريد إيصاله من هذهِ الفضفضة هو أننا لسنا على حالٍ واحدٍ طوال الأسبوع، إنما نحنُ بشر نتقلب بين نشاطٍ وكسل وخمولٍ وهمة. فلا بد من المرونة والتصالح مع أنفسنا في كل ذلك. وذلك لا يعني أن نبرر تأجيل مهامنا ومسؤولياتنا أغلب الوقت، ولكن عندما نؤجل أعمالاً معينة مرةً واحدةً أو مرتين لا يعني بالضرورة أننا مهملون وغير مسؤولين، بل يعني أننا بشر نفتر وننشط ونهتدي ونضل. ولا بد أن نستعين بالله على كل ذلك ونتسامح أكثر مع أنفسنا، ونبتعد عن جلد الذات فلا فائدة ترجى منه، إنما جلد الذات عبء نفسي لا طائل منه.

فاللهم اغفر لنا ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم لا تؤاخذنا بتقصيرنا في حق إخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم أصلح لنا أنفسنا وأصلح لنا ذريتنا وأكرمنا بفضلك بهدايتنا وهدايتهم.

مشاركة
نشرة صبا الزيود البريدية

نشرة صبا الزيود البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة صبا الزيود البريدية