نشرة فُسحة صبا الزيود البريدية - العدد #11

في البداية أريد أن أقدم اعتذارًا عن تأخري الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع عن النشرات ليوم الخميس بسبب ظروف طارئة، ولم أكن أنوي أن أكتب اليوم إلا أني حاولت جاهدة، فدعواتكم بالسلامة والتيسير.

هل تبقين أغلب الأسبوع داخل البيت؟ هل تفضلين لهو ولعب أطفالك داخل البيت على معاناة الجري وراءهم في الحدائق والطرقات؟ هل جربتِ الاسترخاء والتنزه معهم لو مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًّا؟

بينما تحاولين المحافظة على روتينك البيتي والسيطرة على كافة النشاطات والمهارات التي تقومين بها في البيت مع أطفالك، تحرمينهم من التجربة الحسية الكاملة في الطبيعة. قد يكون الأمر صعبًا عندما تفكرين بمشقة تتبعهم في أجواء مفتوحة خارج البيت، ولكن التجربة تستحق، من أجلك ومن أجلهم. فقط يساعدك خروجهم من المنزل على تفريغ طاقاتهم التي ينثرونها داخل المنزل أحيانًا بالشجار والركض في أنحاء المنزل من غير هوادة، وقد تساعدين نفسك أيضًا بالتنفس قليلًا بعيدًا عن أجواء المنزل التي قد تكون خانقة بكثرة المهام والمسؤوليات.

كيف تنظمين هذهِ النزهات؟

في جدولك اليومي لا بد من وجود فسح لأطفالك، كل ما عليكِ فعله هو أن تضمي هذهِ النزهات إلى جدول فسحهم، وليس شرطًا أن تذهبوا في نزهات بعيدة وتكلفتها عالية، حدائق قريبة وواسعة مجانية في محيطكم تكفي وتكفي جدًّا. الأطفال يسعدون بأقل التكاليف، المهم هو الخروج من المنزل لقضاء وقت ممتع ونافع لكم سويًّا.

قد تعتبرين هذهِ النزهات ليست ذات قيمة كبيرة، ولكنها فعلاً كذلك. سوف تلاحظين تأثيرها على أطفالك وعليكِ شخصيًّا، ستجعلك أكثر هدوءًا وستجعل أطفالك كذلك، ستساعدكِ في حل بعض السلوكيات التي لم تستطيعي حلها من قبل، ولم تهتدي إلى سببها حتى. شكل البيوتات هذهِ الأيام عبارة عن علب سردين وضع الناس فيها للمعيشة بعيدًا عن الطبيعة، أثّر بشكل كبير على نفسية وسلوكيات أطفالنا، لذا ستكون هذهِ النزهات مساعدة جدًّا وذات قيمة، فلا تستهيني بها.

ما هو الوقت المناسب للخروج في هذهِ النزهات؟

قلنا سابقًا بأن أهمية هذهِ النزهات تفوق كونها نزهات للتسلية فقط، وتتعدى ذلك لتكون نزهات علاجية تسمح لكِ بفهم أطفالك أكثر.

وعن نفسي، ومن تجربة شخصية، هذهِ النزهات تكون مريحة وسعيدة وذات قيمة عندما تختارين الوقت المناسب لكم، الوقت الذي تكونون قد أنجزتم جزءًا من مهامكم اليومية، ولستم جائعين أو محتاجين لنوم وراحة. قد يكون هذا الوقت في الصباح الباكر، أو بعد صلاة العصر في منتصف اليوم، أو حتى بعد الغروب، وكل وقت من هذهِ الأوقات يعود لكم ولكيفية تسيير روتينكم اليومي.

هذا كل شيء لليوم عزيزتي الأم، وفي كل الأحوال علينا بالتحلي بالصبر والثبات لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار النفسي والجسدي لنا ولأطفالنا. ولا تنسي أن طوق النجاة يجب أن يلبسهُ الوالدان قبل الأطفال ليستطيعوا حماية أطفالهم لاحقًا، فأنفسنا أولًا لنستطيع مساعدة أطفالنا