نشرة فسحة صبا الزيود البريدية - العدد #9

فسح أكثر راحة وسعة

في حديثنا عن الفسح تطرّقنا لعدة أساليب لخلق الجو المناسب لتحصيل تلك الفسح المستحقة، اليوم سأشير عليكِ بأسلوب حياة يخرجكِ من فوضى السلوك والشعور، ويمنحك الكثير من الرضى والسكينة، ويجعل فسحك أكثر راحة وسعة.

العلم: الشيء الذي لا نخسره

ما الذي يعطيه العلم لا يعطيه غيره؟

الكثير والكثير.

العلم يعطي أشياء كثيرة: يعطي المعرفة، يعطي الثقة، يعطي الوعي والسلام الداخلي، والإشباع العاطفي لحاجة التعلّم.

ولا يقتصر العلم على ذلك، إنما يتشعّب ليصل إلى أعماق النفس الإنسانية. يقولون بأن تعلّم شيءٍ جديدٍ كل يوم يمنحك يوماً مختلفاً، بعيداً عن الروتين الممل، وبعيداً عن مجاهل الحياة الكثيرة.

تعلّم شيءٍ جديد كل يوم يمنحك طاقة نفسية بعيدة كل البعد عن مشاغل الحياة غير الضرورية، مثل:

"ماذا فعلت فلانة؟ ما الذي حققه علان؟ ماذا أهدت فلانة لزوجها في عيد ميلاده؟"

والكثير والكثير من المشاغل التي تحط من قدر النفس وقيمتها، وتغلق أبوابها على أنفسٍ ضعيفة مستهلكة فيما ليس لها.

التعلم ضد المقارنة والاستهلاك

كنت أسمع اليوم بودكاست حول "الحسد" من وجهة نظر العلم وعلاقتهُ بوسائل التواصل الاجتماعي، ليتأكد لديّ يقين بأن وسائل التواصل الاجتماعي ما خُلقت وصُنعت لسعادة الأفراد، إنما وُجدت لِتحاسُد وتباغُض وهدم الأسر والعلاقات.

كنا قد أفردنا فصلاً خاصاً عن هذا الموضوع، لا أريد إعادة الخوض فيه، بطبيعة الحال لأن الجدل والكلام فيه يطول.

ولكن ما أريد إيصالهُ هنا، أن الفراغ يولد أشغالاً لا طائل منها، ويورث الحسد الذي بدورهِ يزرعُ في القلب الكراهية والبغضاء.

ما يريدونهُ منكِ من خلال هذهِ التطبيقات هو زرع الكراهية — والكراهية تبيع أكثر — فلأني أرى ملابس فلانة أحسدها وأريد مثلها، وأرى سفر علان فأريد أن أسافر مثله.

وها هو وسطٌ مليءٌ بالحسد والكراهية، الذي نهى ديننا الحنيف عنه.

ساعة يومياً تغير حياتكِ

نعود لتعلّم شيءٍ جديدٍ كل يوم، فبعض الأشياء البسيطة، لو أعطيتِ نفسكِ ساعة أو نصف ساعة في اليوم، ستتعلّمين الكثير عنها خلال شهر أو سنة، ويصبح لديكِ تراكم معرفة ضرورية ومهمة في الحياة.

وذراتُ الرمل الصغيرة تصنع الجبال.

صدّقيني، لن يأخذ من وقتكِ الكثير، ولكن إدراج تعلّم شيءٍ جديدٍ إلى قائمة مهامك أو إلى روتين يومك، وستلحظين الفرق من أول يوم.

فالتعلّم روح تُعطى لروحك، وبابٌ يفتحُ لكِ الكثير من الأبواب.

العلم طريق لا ينتهي

التعلّم رحلة لا تنتهي عند عمرٍ محدد أو عند رقمٍ معين، ولكنهُ طريق حياة، تسلكينهُ ما حَييتِ.

تعلّمي أشياء لطالما أردتِ تعلّمها، وافتحي لنفسكِ تلك الأبوابِ التي لطالما أغلقتها، بحجة عدم وجود وقت، وعدم حضور المزاج الجيد.

وتذكّري دائماً، بأن ليس عليكِ أن تصعّبي الأمور على نفسكِ وتبدأي بأشياء كبيرة، لأن الدماغ عندما يرى الكثير من الأشياء لتعلّمها، يُحبطكِ فوراً بأنكِ لن تستطيعين إنجازها.

ما عليكِ فعلهُ هو فقط نصف ساعة أو ساعة يومياً لتعلّم شيء تحبينهُ ويضفي على حياتكِ لوناً.

افعلي ذلك براحة، وبدون تَشدُّد، وبمرونة.

افعليه في وقت السكون، والوقت الذي تجدينهُ مناسباً لكِ ولقتكِ ومزاجكِ وأشغالكِ.

ابدئي الآن ولو بشيء صغير

فقط ابدئي الآن، ابدئي ولو حتى بأشياء صغيرة وبسيطة، مثل:

تعلّم حرفة الكروشيه

تعلّم طبخة جديدة

تعلّم مهارة جديدة في اللغة الإنجليزية

تعلّم طرق تنظيم للبيت جديدة

كهذهِ أمور بسيطة ومحبّبة، وتُضفي إلى علمكِ ومعرفتكِ الكثير.