نشرة فسحة صبا الزيود البريدية - العدد #7

25 يونيو 2025 بواسطة صبا الزيود #العدد 7 عرض في المتصفح
السلام عليكم يصلكم العدد السابع من هذهِ النشرة البريدية فسحة، يوم الاربعاء الموافق25 حزيران للعام 2025

 

 هل يَجعلُ الهاتف حياتنا عَسِرة؟

أنا متأكدة بأنكِ سمعتِ عن أضرار الهاتف، ومدى تأثيرها على حياتنا وعلى تركيزنا، وكيف أصبح هذا الجهاز الصغير يتحكم في خياراتنا وطبيعة علاقاتنا واهتماماتنا.

بحثت في الأمر أكثر لأنه كان لدي فضول حول دراسات علمية مُثبتة حول الموضوع لأرى مدى تأثيرها على حياتنا، ودهشتُ ليس من الدراسات وحدها، وإنما من عددها وكمية الدراسات التي عُملت حول الموضوع. أذكر لكِ دراستين هنا لتري أثر هذه الأجهزة على حياتنا وحياة أطفالنا.

أثبتت الدراسات العلمية حسب موقع "PubMed" بأن واحدًا من كل أربعة أطفال لديهم علاقة إشكالية مع الهواتف الذكية، كما خلصت الدراسة إلى أن هناك روابط بينها وبين قضايا الصحة العقلية مثل "القلق، والتوتر، وسوء النوم، والمزاج المكتئب".

ودراسة أُخرى نُشرت على موقع "BMC"

‏Excessive Smartphone Use Is Associated With Health Problems in Adolescents and Young Adults

رصدت نحو 4,300 طفل من عمر 9–10 سنوات على مدى أربع سنوات، واكتشفت أن حوالي 30–50٪ منهم أظهروا سلوكًا إدمانيًا للهواتف؛ ما ارتبط بارتفاع احتمالات الأفكار الانتحارية والأعراض النفسية، وأكدت أن نمط الاستخدام (القسوة، اضطراب النوم) أكثر أهمية من مدة الاستخدام.

والدراسات كثيرة وتعدّدت في هذا الموضوع، واكثر منها دراسات حول البالغين التي تتحدث عن نفس النتائج القلق والتوتر وسوء النوم وغيرها، وضعتُ لكِ المواقع العلمية المأخوذة منها إن أردتِ التحقق منها.

هذه الدراسة التي ذكرتها تتكلم عن الأطفال، المفروض أنهم ليس لديهم الحرية المطلقة في الهواتف النقالة، فما بالك بالبالغين الذين لديهم مطلق الحرية في استخدامها؟

للأسف، الموضوع لا يقف عند حد الإدمان كما ذكرنا، فهو متعدٍ إلى أعباء نفسية أُخرى كالقلق والتوتر وسوء النوم،  وللأسف عند أغلب الأطفال والبالغين، وإلى تشتّت انتباه وتركيز، وأحيانًا نشاط زائد. وذلك ما نخاف منه ونأمل بأن نكون واعين لأنفسنا ولأطفالنا فيه، وخاصة في المراحل المبكرة.

وبالطبع، الأمر يبدأ منا نحنُ البالغين المُكلّفين المسؤولين.

وكأخصائية تربية خاصة، كنتُ شاهدة على حالات كثيرة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وآخرين أطفال ليس لديهم أي احتياج خاص، لديهم أعراض زائدة من النشاط الزائد والتشتت، وعدم المقدرة على إكمال أو البدء بأي مهمة تُذكر.

الموضوع أخطر وأكثر تعقيدًا مما نظن، وأصبح للأسف منتشرًا وكثيرًا.

ومن إيماني بأن التربية والتعليم تبدأ من القدوة، فلا بد أن نكون على قدر تلك المسؤولية ونُحقق أقل قدر من استخدام لهذه الأجهزة، وأن نعطي الأولويات لأمور مستحقّة ومُؤجّلة كان لابد أن تُنجز من وقتٍ طويل.

والشيء بالشيء يُذكر... سبحان الله، أنا في فترة كتابتي لهذه الكلمات، أخوض تحديًا خاصًا بالإقلاع عن عادة الإدمان على الهاتف، وهي أني بدأت باستراتيجية حذف جميع وسائل التواصل الاجتماعي ما عدا منصة "إكس" و"التليجرام" لأغراض العمل، لتقليل الوقت المُستهلك على الهاتف.

وأيضًا، إلغاء أي إشعارات تأتي لي عن طريقها أو طريق أي تطبيق آخر. إذا احتجتها فعلاً، أستخدم المتصفح لفتحها قليلاً ثم أُغلقها.

توقعت أن لا أستطيع الإكمال وأعيد تحميل التطبيقات بسرعة، ولكن الحمد لله قوة احتمالي جيدة، ولم أشهد إلى الآن أي حاجة لإعادة استخدامها.

قد أُعيد شيئًا منها في المستقبل، ولكن سيكون حينها منحصِرًا في حاجتي وفي وقتٍ معين، ولن يكون تقليبًا بلا هدف.

أنهي اليوم الأسبوع الثاني من التحدي، وما زال الهاتف امتدادًا لي، ولكن الحمد لله انخفضت مدة استخدامي له كثيراً.

أتمنى أن يعود كما كان: جزءًا من البيت لا مني.

انضمي إليّ في هذا التحدي، وشاركيني رأيك، وما الذي أحدثتهُ فيكِ هذه التجربة.

شاركوني تجاربكم، وتأملاتكم.

هل سبق أن خضتم تجربة مماثلة؟

ما الذي تغيّر فيكم؟

فلنكن عونًا لبعضنا البعض...

ولنربّي وعينا قبل أن نربّي أبناءنا.

الحسنأميمة2 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة صبا الزيود البريدية

نشرة صبا الزيود البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة صبا الزيود البريدية