تصور الناس عنك.. هل هي فعلاً أنت؟ - العدد #11

القالب اللي نحط نفسنا فيه لفترة طويلة، بعدين لما ما عاد يشبهنا، نتورط فيه لأنه صار جزء من هويتنا.

والمشكلة إنه القالب اللي حطيت نفسي فيه والصورة اللي تشكلت عني ما عادت تناسبني، واذا تغيرت ايش بيقولوا الناس عني؟ كل شوي تغير رأيها؟ و أنا اللي كنت أقول “اثبتوا واستمروا” في حساباتكم!

اخترت أبعد عن إنستجرام والنشرة البريدية لأسباب كثيرة.. منها جنون الخوارزميات والمنافسة الشديدة، وأحس كأني أركض بدون مردود، لا أشوف متابعيني ولا هم يشوفوني. ولاحظت كثير من صناع المحتوى تركوا إنستجرام لهالسبب واتجهوا لمنصات ثانية.

تركت إنستجرام لأني حسيت إني علقت في مواضيع معينة، ومواضيع كنت أسهب فيها وما صارت تستهويني. وأيضاً، اخترت أجرب الوظيفة بدوام كامل بعيداً العمل الحر.

مع تغير روتين حياتي كنت ملخبطة واخترت الابتعاد واني أرجع وقت ما أحس اني توازنت -نوعاً ما-. أدركت أنه التغيير والتكيف مع المتغيرات موسهل بسبب القالب الي أحط نفسي فيه و خوفي من نظرة الناس لما أغيره. شعوري بالترقب وكأنه العالم ينتظرني أتغير عشان يقول "لاا ليه تغيرتي أول كنتي أحسن! "

وفي خلال هالوقت صادفت منشورات لصناع المحتوى وكلهم كانوا يتكلموا عن التغيير واختيار مسار مختلف منهم: 

رباب الهنيدي rabab.alhunaidi@ : في كل مرحلة من مراحل حياتها تتغير اهتماماتها التدريب الرياضي، التشافي، الأمومة

الجوهرة القحطاني jaysajer@ : من المكياج والعناية إلى الكتابة 

ديف تالاس @davetalas : من خبير انستجرام الى خبير في الذكاء الاصطناعي 

تجاربهم ذكرتني إن التغيير مو بس طبيعي، هو شيء ضروري. هالمبدعين أعادوا تعريف أنفسهم مع تطور حياتهم واهتماماتهم، وشجاعتهم ألهمتني اكتب عن تحولي الشخصي. اكتشفت أنه تعودنا نبين أنه كل شيء مثالي وتحت السيطرة  و "بريستيجي مايسمحلي أظهر مشاعري"

مو بالضروري يكون القالب شيء سيء.. مثلاً في حالتي إني كنت معروفة بتطوير براندك في انستجرام و إني فريلانسر.. لكني سلكت طريق مختلف.. لما جيت أرجع حسيت نفسي تطورت في مجالات ثانية وصرت أكثر من جرافيك ديزاينر.

فكر في نفسك هل أنت عالق في قالب معين ( هوية، لقب، أو صفة ) لزمن طويل وصار يقيدك ويحد من حريتك؟

بدال ماتتوسع صاير تصغر من نفسك عشان بس تصير على قد هالقالب؟ 

قبولك للتغيير و قرارك بالخروج من هذا القالب هو فعل شجاع، انت فقط تحتاج مساحة مع نفسك عشان تدرك مكانك الجديد.

كونوا بخير - ريم