(إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) |
بواسطة قَبس • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
الحمد لله على صباحٍ أشرق، ونِعم باتتْ معنا حتى أصبحنا ولم تُسلب منّا 🤍🤲🏻
|
|
هل يلزمنا النجاة من غرق سفينة أو من تحطم طائرة أو العيش بعد حادثة أليمة أو نصر في معركة ساحقة لنشعر بالامتنان؟ |
"المتأمل في اللطف الذي يسوقه الله إليه يستشعر نعمة الله عليه حتّى في دقائق الأمور التي لا يراها أحد غيره" |
نشرة اليوم تستدعي وجود ورقة وقلم... |
أو على الأقل صفحة من تطبيق الملاحظات. ولو أن لا الورقة أو الصفحة ستكفي ولكن لنبدأ بِهم، سردَ قائمة لم تحظى بضوء مُسلط عليها أو انتباهة منا. |
أنا "🎁": سألتني "🧭" هذا السؤال فاحترتُ كثيرًا، أيّ نعمة بعدها تستحق أن تحظى بنور "قَبسْ"، فاخترتُ نعمة تغمرني بالدهشة في كل مرة: إلهام الله لي لشُكره. ففي أكثر اللحظات عاديةً، يُبصر قلبي نعمةً تُذلّل لساني حمدًا وشكرًا، وفي أحيانٍ كثيرة، عندما ينيخ الحزن حباله ويتخذ من قلبي مربطاً، تسابق دموع الامتنان دموع الحزن بسبب نعمة ألهمني اللطيف استشعارها. |
أنا "🧭": في الحقيقة قائمة امتناني ستطول إن قُمت بسردها ولكن لأننا نتحدث في "قَبسْ" فسُأعبر عن امتناني لقدرة أصابعي بالتجول على لوحة المفاتيح بكل هذه السلاسة وكتابة كل هذه الحروف والجُمل. مُمتنة لقَبسْ الذي أعاد الحياة لقلمي وزادني قُربًا من صديقتي "🎁". |
ما اكتفينا بأصواتنا لهذة النشرة لذلك سألنا بعض الأشخاص -الغير عشوائيين- عن أول شيء يطرأ على بالهم مُمتنين له وكانت الأجوبة كالتالي: |
- "نحن ٨ إخوة وأنا من قدّر الله له بأن يتولى رعاية أمي ولهذا أنا مُمتن لله عزّ وجل بأني كسبت كل هذه الأيام مع أمي". |
- "مُمتنة لله على الناس اللي حولي، وكأن الله وضعهم بحكمة في حياتي. كل شخص منهم، سواء صديق أو من أهلي، يساعدني بطريقة غير مباشرة، ويكشف لي أمور كنت أحتاجها في الوقت المناسب. أحيانًا أكون مشغولة بتحدٍ معين أو أبحث عن حل، وفجأة أحدهم يتحدث عن شيء بسيط أو يشارك موقفًا، فيكون هو الجواب اللي أحتاجه، ومعظمهم ما يدركون تأثيرهم الكبير علي". |
- "مُمتن لشكل تواجد أبي في حياتي فهو لم يكن أبًا عاديًا في نظري أبدًا بل كان صديق مُساند وأخ داعم وأب واثق". |
- "مُمتنة أن لي باب مع الله عُمره ما يتسكر رُغم تقصيري ومُمتنة للمحاولة فـ لولا المحاولات ما كنت على ما أنا عليه الآن!". |
في الحقيقة كان من الصعب علينا نحن ومن وجهنا إليهم السؤال أن نختزل كل ألطاف الله علينا في جُملة أو بضعة أسطر ولكن الهدف كان لنُعير انتباهنا إلى ما هو واضح لنا وغاب جرّاء زحام النعم. |
في هذه اللحظة، هل تساءلت يومًا عن النعمة التي تعيشها؟ عن أنفاسك التي تخرج بلا مشقة، عن قدرتك على النهوض، عن تحركك بلا ألم، وعن هذا الضوء الدافئ الذي يملأ غرفتك؟ هل فكرت في النعم التي لم تطلبها يومًا لكنها كانت دائمًا حاضرة تحفك وتحيط بك؟ |
هل تأملت عزيزي القارئ في يومٍ رن فيه منبه هاتفك فأشعل فتيل الصراع بين عينك التي تحاول فتح نافذة الحياة، وجسدك الذي يتشبث بلحاف الراحة، مستجديًا بمزيد من الوقت في عالم الأحلام. فاستيقظت بنصف عين، تُطيل النظر في الجدار أمامك، وكأنك تبحث فيه عن فكرة تُنقذك، حيلة تمدد بها الرحلة قليلاً قبل أن يفرض الواقع قوانينه عليك. أم أن هذا الاستيقاظ كان من البديهيات بالنسبةِ لك! |
نحن غالبًا نُركز على المشهد الرئيسي وتلك البديهيات هي خلف كواليس لن نلحظها إلا حينما يختل شيئًا في ذلك المشهد. |
ذلك الاستيقاظ الذي رُبما كان أمرًا عاديًا هو في الحقيقة أمرًا يحمل في طياته الكثير. |
عشان نستوعب الموضوع أكثر لازم نرجع شوي للوراء...بالضبط إلى وقت موعد نومك وإلى اللحظة اللي سلمت فيها نفسك للنوم. |
هل كُنت على دراية بأنه في كل مرة تغمض فيها عينك يبدأ جسدك رحلة ترميم وصيانة عظيمة. مع أن عقلك دخل في حالة من السكون الظاهري، إلا أن جسدك لم يَسكن فعلاً. كل خلية فيك كانت تجدد نفسها وتصلح ما أفسده يومك المنهك. وعقلك ما نام، سهران يشتغل ويفرز تفاصيل يومك وذكرياتك، يرتب الفوضى، يثبت الأحداث المهمة، ويحذف التفاصيل العابرة اللي خزنتها أنت بدون وعي منك. |
تفكّر قليلًا، هل من العدل أن تستيقظ متضايق أو ناقم بعد كل النِعم التي رُزقت بها وأنت على أكف الراحة؟ تلك إذًا قسمة ضيزى. |
قال تعالى:﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: ٧] |
بما أننا شُركاء هذه الرحلة سنُسدي لك نصيحة. هل تتذكر عزيزي القارئ البناية اللي قررنا نبنيها في نشرة "قَبسْ" الماضية -أنتَ وأنتْ-؟ احرص على أن تتأمل تفاصيل كل طوبة ستضعها وستجد فيها من النِعم ما لا يُعد أو يُحصى. ضع طوبة فوق أخرى وبنفس الطريقة. تأمل لتجد مالم تُبصره ثم قف مُمتنًا لتحمد الله عزّ وجل. بهذه الوتيرة أعدك بأن تُشيد بناء لا تُسقطه نوائب الحياة مهما ثقُلت وستكون أنت بنفسك مؤهلًا للتعافي بشكل سريع من معارك الحياة وظروفها. |
ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬 |
التعليقات