محكمة الأنا |
9 أبريل 2025 • بواسطة قَبس • #العدد 12 • عرض في المتصفح |
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️
|
|
![]() |
عودًا حميدًا لنا نحنُ مُعدين نشرة قَبسْ ولكم أعزائنا القُراء. |
كيف كُنتم في الأيام الماضية؟ |
فقد مرّت أيام طوال لم نلتقي فيها. |
أيام انقضى فيها شهرُ الرحمة والغُفران وانقضى فيها صخُب فرحة العيد سريعًا وأحداث أخرى مُستترة في كل واحد منا. |
ولكنّ الأكيد أن أثرها مازال قابعًا فينا يتسلل لمُشغل ذكرياتنا بين حين وآخر ليعبث في أزرار الشوق والحنين. |
بالمُناسبة كيف هي أشكال أثاركم التي بقيت؟ |
هل هي سيئة لأنك فوّت على نفسك الكثير في رمضان أو لأنك تكاسلت عن تحضيرات العيد؟ |
أم هي جيدة لأنك أحسنت التدبير؟ أو بالأصح لأنك أحسنت التحكم بحديث ضميرك. |
إن كنت تشعر بأنك مطلوب يوميًا في محكمة قاسية لأي سببٍ كان فهذه النشرة لك. |
هل ما زالت تلك الجُملة التي قلتها لصديق ما منذ اسبوع، شهر أو سنة عالقة في عقلك؟ |
تجيئك بين حين وآخر لتسرق طمأنينة بالك وتحبسها في مُحاكمة أزلية لا يُسمح لك فيها بالتبرير أو النسيان. |
أو رُبما مازال ضميرك يُعرضك لمساءلات يومية بلا هوادة عن ذلك الأمر الذي اعتذرت عن تأديته لأنك وبكل بساطة لا ترغب بالقيامِ به. أو هل احترقت ذاتك لأنك عبّرت عن حُزنك يومًا؟ وهل اعتراك خِزي لاذع تجاه صراحتك التي لن تؤذي سواك إن علقت في أبد الآبدين. |
قد يبدو الضمير كالرفيق الناصح، أو يشبه تأنيب أمهاتنا حين يخشين علينا من الزلل، حنونًا، حادًا، لكنه لا يكسرنا. ولكن، متى يتحول من رفيق مشفق وأمٍ تخشى علينا، إلى قاضٍ جائرٍ لا يرحم؟ |
عندما يصدر القاضي حكمة عليك مسبقًا، فيسلب منك حق التبرير، ويصم أذنه عن وقائع القضية ولا يرى إلا ما يُدينك. حينها يصبح الضمير قاضيًا قاسيًا لا يعرف الرحمة. يعدد لك خساراتك، ويُشهر سيفه عليك، ولا يكفّ عن اتهامك، يجرّعك جرعات من الخيبة والندم واليأس، يتغذّى على معايير لا تعنيك، وتوقعات لا تخصّك. يصر على جعلك رهينًا لذنوبك، كأنك لم تتغير، كأنك لم تفعل صوابًا قط. |
مسائلة الضمير بين حينٍ وآخر أمر مُجدي غالبًا ولكن جرعة زائدة منه ستكون مُميتة لا محالة ستخسر جرائها راحة عقلك وبالك مُلحقة بصحتك الجسدية والنفسية وذلك أمر محتوم من واقع تجربة لا تنظير مُبتذل. |
عزيزي قارئ نشرة قَبسْ لقد حان الوقت لتُدير بكرة المذياع من تردد ذاع صيته بنشر عبارات جلد الذات صباح ومساء إلى تردد آخر يبثُ فيك شجاعة المُضي قدمًا لحاضر أنت فيه ومستقبل يعنيك ويُزيل عنك نزعة مُلتصقة في خيالك توهمك بأن لك القُدرة على تغيير ماضٍ لن تستطيع العودة إليه. الحقيقة الوحيدة التي عليك العمل لتقبُلها هي أن تعيش الحياة بحلوها ومرّها فقد قال الإمام الشافعي: |
ولا حزن يدوم ولا سرور، ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كُنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء |
ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬 |
التعليقات