عصُر النهضة |
بواسطة قَبس • #العدد 13 • عرض في المتصفح |
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️
|
|
![]() |
هل تبددَ الفضول فيكم عن فحوى نشرة هذا الأسبوع؟ |
وهل زاركم سؤال "ومالِ نشرة قبس في عصر النهضة؟" |
وما هو عصرُ النهضة المقصود في الأساس؟ |
حسنًا... سنتحدثُ اليوم بلسانٍ واحد ولن ننفصل في سردِ الحكاية التي أحكمت من وثِاقنا -إن طالت النشرة هذه المرة فموضوعها يستحق- |
كان يا ما كان في سالفِ الأزمان، في زمنٍ ما قبل هيمنة عصرُ النهضة علينا بقليل، في زمنٍ كانت تدق فيه ساعات الفراغ في وتيرة بطيئة، في غرفة صماء لا يُسمع فيها إلا صوت دقات دقائق الفراغ حيث يبدو مؤشر تيار أحداث الحياة منحدرًا في خطٍ مستقيم لا يُرى فيه عوجاً ولا أمتى. في فترة تجردت فيها كل المشاعر من معانيها والتبست كل الأحداث في بعضها وما عادت الأنا هي الأنا ولا الناس هُم الناس. كانت كُل الخيارات إما مُستهلكة أو منتهية الصلاحية عدا طريق واحد لم يكن في الحُسبان فارتسم من غير أدنى جُهد. كنُا نحن الراكضين في ساحات الحياة وهو المنادي لنا. |
بدأ كل شيء عندما قررنا أن نُمسك كتاب تفسير القرآن، لبعثرة دقائق الملل فقط، ماكنا نعرف أننا على وشك بعثرةِ شيءٍ أكبر! نظرتنا لأنفسنا، للحياة، لخالقنا عزّ وجل. |
كانت سورة البقرة نقطة البداية، بل بحرًا من نقاط شكلت بداياتٍ جديدة. |
انتشر فينا فضوًلا عارم منطلقًا من لحظة قراءة التفسير في المنزل وصولًا إلى سماعِ قصص الأنبياء والسيرة النبوية في طريق السيارة ذهابًا وإيابًا. تكونت لدينا تلك اللحظات التي نُنبش فيها عن معلومة جديدة لنتسابق بها في إخبار بعضنا البعض، والأسئلة التي نتشوق لطرحها بغيةً في الاستمتاع بسردِ قصة جوابها. لكنّ نقطة التحول الأكبر كانت في نظرتنا تجاه الحياة بمحتوياتها الإنسانية والشيئية. في الحقيقة كان صعبًا جدًا إدراك أن كُل هذ الغياب منّا قد أثّر وبشكل واضح لنا -لا للعيان الغائبين أمثالنا- بأن الحضور الذهني والنفسي في دائرة القُرب من الله هي نقطة ستكون فيها مختلفًا اختلاف جذريًا عما كُنت عليه ستُدرك كم كان غائبًا عنك حاجتك الماسّة لهذا الفهم وهذا القُرب ستختلف ردات فعلك، تفسيرك للأمور، منطقياتك وحيثياتك ستتبدل لأخرى أفضل وأصح. ستتلاشى الهموم الغبية وسوف تتضائل عثرات الحياة الجسيمة وسوف تصبح الحياة سلسة بشكل مُفاجئ، أجمل بشكل أوضح، مفهومة بشكل مُقنع، مريحة بشكل مُرضي. |
وعلى الرغم من حلاوة الطريق إلا أن الحياد عنه سهلًا جدًا ومرغوب في تلك الأحيان التي ينتصر فيها هوى النفس، ولكن العودة ستكون خيارًا موجودًا، بل سترى كيف ستشتاق روحك إلى الحالة التي كانت عليها من الإستقرار والثبات. ونحن هُنا لنذكّر إتباعًا لقوله تعالى :{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }. |
كم مرةٍ قلنا “رحمة الله واسعة”، وأتبعناها بتنهيدةٍ تُعلن أن الحلول انتهت؟ |
كم مرةٍ اكتفينا بسماعها دون أن نتساءل: كيف تكون واسعة؟ وإلى أي حد؟ |
إن كان قومٌ قد رأوا انشقاق البحر أمام أعينهم، |
وساروا بينه، ثم كفروا… فتاب عليهم. |
ثم أشركوا به فعبدوا غيره… فتاب عليهم. |
ثم قست قلوبهم رغم تكرار المعجزات أمام أعينهم… فتاب عليهم. |
فماذا عنّا نحن الذين نخافه ونرجو رحمته؟ |
نذنب صباحًا ونبكي بين يديه ليلًا نرجو توبته، كيف لنا أن نيأس من رحمةٍ كهذه؟ |
أليس اليأس من رحمته في غير محلّه؟ |
عزيزي القارئ إن عصر النهضة الذي ينتظر كل واحد منا سيكون بمثابة فوزك ببوصلة إرشاد لا تتعطل مهما كثرت مرات الضياع فبعد مُعاصرتنا له أدركنا بأنه العروة التي ارتبطنا بها ولا انفصام لها بعد ذلك اليوم أبدًا. |
ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬 |
التعليقات