أنتَ وأنتْ

بواسطة قَبس #العدد 3 عرض في المتصفح
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️

هل وجدت نفسك في زحام هذه الحياة؟ أم أن الحياة أخذتك من نفسك وتاهت بها؟

قد تختلف درجة صعوبة الإجابة عن هذا السؤال، فالموضوع نسبي بيننا. ولكن قبل أن نحاول الإجابة... خلونا نرجع للسبب اللي خلانا نختار هذا الموضوع لنشرة هذا الأسبوع.

أنا "🧭" كُنت أقود متجهه للقاء صديقتي "🎁" -لقاء نسعى فيه لكتابة نشرة جديدة لكم- في شارع أمر عليه بشكل شبه يومي وهذا ما يعني بأني أعرف كل تفاصيله، ولكن لسببٍ ما قفزتُ أنا وحاجياتي من على مرتبة السيارة جرّاء مطب صناعي لم اتمكن من تفاديه وذلك لأن تركيزي لم يكن حاضرًا بسبب التشتت الذي سببه صوت المذياع العالي.

بعد أن وصلتُ بسلام لوجهتي وطرحت تساؤلي لصديقتي عن السبب الذي جعلني لا أنتبه للمطب الصناعي بالرغم من معرفتي المُسبقة بوجوده. أخرجت "🎁" سلاحها الفعّال وصديقها المُستحدث "ChatGPT" وطرحت السؤال عليه.

وكان الجواب ببساطة:

"نشعر بعدم التركيز في الصوت الصاخب لأن الأصوات العالية والمستمرة تشكل نوعًا من التشتيت القسري، حيث يُجبر الدماغ على تقسيم انتباهه بين المهمة التي نحاول التركيز عليها والصوت المزعج."

لو قُمنا بربط المواضيع ببعضها فالأمر مشابه لحالنا مع إيقاع العيش الصاخب والمُتسارع والثورة التقنية المُعاصرة ومع تناقص الأيام من رزمة التقويم، وإنزلاق الأوقات من بين أيدينا وتسيير الحياة لنا لا العكس، فقدنا أنفسنا. أصبحنا لا نعرف كيف نقضي الوقت مع أنفسنا، كيف نغوص في أعماقنا لنكتشفها تارةً، ونسير على شواطئها بسلام تارةً أخرى. نفضل الانغماس في الحياة السطحية على مواجهة ذواتنا، هربًا منا، هربًا من أعماقنا، هربًا من أسئلةٍ تقض مضاجعنا كـ”من أنا؟” و”ما هو دوري في الحياة؟”. ولذلك نميل بدورنا إلى الصخب خوفًا من مواجهة الصمت الداخلي.

وفي محاولة لمسايرة هذا الإيقاع فإننا ننصب ونسعى لتعلم قوانين العيش وإتقان مهارات الحياة، بينما نترك أنفسنا كدمية محشوة تتقاذفها أمواج الحياة مدًا وجزرًا.

عزيزي القارئ...

ما الرابط بين أن نتعلم قوانين نحل فيها مسألة رياضية؟

أو قواعد لإعراب جُمل آتية؟

ولا حركة السيكل عشان ما نغرق بالمسبح اللي أصلًا ما يغطي طولنا 😂

ولا متّى نحط ورق الشاي على الموية المغلية عشان نستمتع بالوزنية الصح 👌🏻

كلها عبارة عن مجموعة قوانين نحاول نتعلمها ونطبقها على أرض الواقع في محاولة نحصّل فيها على فُرصة نجاح فعلٍ ما.

لماذا لا نتبنى وتيرة التعلم هذه لتعلم كيفية قضاء الوقت مع أنفسنا؟

تخيّل عزيزي القارئ لو ما فيه نشرة قبس لتصدّح أفكارها في أرجاء غرفتنا المُشتركة - خيال قاسي - طيّب وسّع خيالك أكثر وألغ فكرة الغرفة المشتركة.

يعني حط نفسك بين ٤ جدران

كم من الوقت بتتحمل تعيشه مع نفسك؟

فقد قيل:

"من لم يكن نورا لنفسه لن تسعفه كل أضواء المدينة"

جلال الدين الرومي

تخيّل عزيزي القارئ مرة أخرى بأنك عبارة عن أرض واسعة ولديك طوب، وأدوات بناء شتّى. ألا تعتقد بأنه حان الوقت لتُشمر عن ساعديك لتُثبت أول طوبة وتُعمر بعدها بناية ممتدة لطوابق ومليئة بالغُرف، كلما ضجرت من واحدة لجأت لأخرى. ألم يحن الوقت لإطفاء جميع الأصوات الخارجية لتحظى بفرصة مع نفسك ولتكون لديك الجُرأة الكافية للإجابة حينما يطرح عليكم أحدهم سؤال "كيف حالك وأنت لحالك؟"

ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬

نورهAliAlanoud Abdullah6 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة قَبس البريدية

نشرة قَبس البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة قَبس البريدية